الصحف الغربية في الذكرى الثانية للحرب الأوكرانية.. إقرار بالفشل في احتواء روسيا
غيّرت الصحف الغربية من خطابها تجاه انتصار أوكرانيا في الحرب -التي بدأت عملياً في الـ 24 من شهر شباط/فبراير عام 2022- خاصةً وأنّ الحرب تدخل الآن عامها الثالث من دون أن تلوح في الأفق مؤشرات على تسوية سياسية، مع إعلان روسيا استمرار تقدّم قواتها وتزايد خسائر أوكرانيا، فيما يبدو الاقتصاد الروسي كما وأنّه لا يبالي ويواصل مسيرته بثباته بعد عامين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، و13 حزمة من العقوبات الغربية هي الأكثر شراسة.
فبينما تدّعي إدارة بايدن أنّ روسيا أصبحت أكثر عزلة من أيّ وقتٍ مضى وعانت من انتكاسات استراتيجية بسبب الحرب، فإنّ الأدلة تشير إلى خلاف ذلك.
وتحدّثت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم، أنّ الغرب فشل في خنق روسيا اقتصادياً، وأنّ الاقتصاد الروسي بعد عامين من الحرب لا يزال بعيداً عن الانهيار، في الوقت الذي تحاول أميركا فرض المزيد من العقوبات.
واستبعدت الصحيفة أن يكون لحزمة العقوبات الأميركية الجديدة على روسيا أيّ تأثير سلبي كبير على اقتصادها، مشيرةً إلى أن أحد أسباب ذلك يتجلى في المرونة التي تظهرها روسيا بوجه العقوبات، وأنّ روسيا نجت من المحاولات التي بذلتها الولايات المتحدة وأوروبا لشل اقتصادها من خلال زيادة الإنفاق الدفاعي للغرب، فضلاً عن إيجاد مشترين ومورّدين جدد في آسيا بالنسبة لروسيا.
كذلك، نشرت الصحيفة تقريراً يتحدّث عن ثلاثة جنود أوكرانيين، وكيف تغيّرت حياتهم بعد عامين من الحرب، فيما لا تبدو على ملامح أيّ منهم علامات النصر.
بدورها، تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن تخلّي الولايات المتحدة عن أوكرانيا، وذكرت الصحيفة أنّ تراجع التزام أميركا يثير المخاوف من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ينتصر في الحرب بعد مرور عامين من تلك العملية.
وتبعاً لذلك، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" فإنّ أوروبا قد تجد نفسها بمفردها في صراعات مستقبلية.
اقرأ أيضاً: حرب أوكرانيا في عامين: أرقام الخسائر البشرية والدعم المالي الأميركي ونوع الأسلحة
في غضون ذلك، قالت صحيفة "تلغراف" البريطانية، إنّ أوكرانيا تبحث عن خيار أقل سوءاً بعد مرور عامين من الحرب، وأشارت الصحيفة إلى أنّه مهما كانت النتيجة النهائية سيستمر فقدان الأرواح.
وهذا ما أكدته كذلك صحيفة "نيويورك تايمز" التي نشرت تقريراً حمل عنوان "الدروس الصعبة تصنع خيارات صعبة بعد مرور عامين على الحرب في أوكرانيا"، أكّدت فيه أنّ العقوبات الغربية لم تنجح في إضعاف روسيا، في الوقت الذي بدأت أسلحة حلفاء أوكرانيا في التناقص، واعتبرت الصحيفة أنّ ازدياد الضغوط على كييف سيدفعها للسعي وراء الوصول إلى تسوية مع روسيا، حتى من موقف أضعف.
في حين، تطرّقت وكالة "بلومبرغ" لموقف سكان أوروبا الشرقية من الحرب، ونقلت الوكالة عن مسؤولين أنّه إذا فازت روسيا، فإنّ الكثيرين في أوروبا الشرقية لن يثقوا أبداً بجيرانهم الغربيين مرة أخرى، بسبب تسليح أوكرانيا.
وأعادت الوكالة التذكير بكلمة ألقاها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أقل من عام، أمام مؤتمر أمني في منتدى غلوبسيك في براتيسلافا، مقدماً فيه اعتذاراً لأوروبا الشرقية، وسعى ماكرون إلى طمأنة نظرائه في أوروبا الشرقية، الذين يخشون حصول تنازلات لصالح روسيا من أجل وضع حد للحرب في أوكرانيا بأسرع وقتٍ ممكن.
ومع ذلك، فإنّ الخلاف حول كيفية تجديد مخزون أوكرانيا المنخفض للغاية من قذائف المدفعية - ومن أين ينبغي شراء هذه الإمدادات - يتحوّل إلى صدع أعمق في أوروبا، بحسب الوكالة.
كذلك، نشرت مجلة "تايمز" الأميركية مقالاً بعنوان "أوكرانيا لا تستطيع الفوز في الحرب"، وبيّنت فيها أنّ استراتيجية إدارة بايدن الآن تتمثّل في الحفاظ على الدفاع الأوكراني إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، على أمل إنهاك القوات الروسية في حرب استنزاف طويلة.
وأشارت المجلة إلى أنّ هذه الاستراتيجية على الرغم من أنها تبدو ممكنة، ولكنها تحتوي على عيب كارثيّ محتمل، وهو أنّ روسيا لن توافق أبداً على طاولة المفاوضات على تسليم الأراضي التي تمكّنت من الاحتفاظ بها في ساحة المعركة.
وأمس الجمعة، أشار تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أنّه خلال العامين الماضيين منذ بدء الحرب الأوكرانية، فشل الغرب فعلياً بشكلٍ كليّ في عزل روسيا.
ووفقاً للتقرير، على الرغم من الإدانات من الهيئات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية والأمم المتحدة، فإنّ قبضة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على السلطة لا تزال ثابتة، مدعومة بإمدادات روسيا الهائلة من النفط والغاز الطبيعي، والتي تغذّي صمودها في مواجهة الغرب.