لإعادة هيكلة الصفوف.. مقاتلو "الجيش الوطني" يجتمعون مع الاستخبارات التركية
استدعت الاستخبارات التركية بعض قادة الجيش الوطني الموالين لهيئة "تحرير الشام"، لاجتماع موسّع في أنقرة، وذلك لإعادة هكيلة الجناح العسكري، والتحضير لطرد الفصائل الموالية لأبي محمد الجولاني، في حال رفضت الالتزام بتعليمات القيادة الرئيسية لإدارة المناطق الخاضعة لنفوذها.
جاء ذلك بعد تطورات الأحداث الأخيرة شمالي حلب بين الجيش التركي، وبعض فصائل الجيش الوطني الموالية لهيئة "تحرير الشام" في قرية قديران بريف مدينة الباب شمال حلب.
وبدأت التطورات بين الفصائل الموالية للجولاني والجيش التركي في 31 كانون الثاني/يناير من العام الحالي، بعد طرد فصيل "تجمّع الشهباء" الموالي لهيئة "تحرير الشام" والمنضوي تحت قيادة الجيش الوطني في مدينة الباب، لدورية تابعة للجيش التركي، كانت تنفّذ حملة أمنية لاعتقال بعض المطلوبين التابعين لحركة أحرار الشام (جناح أحرار عولان) الموالي لأبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام .
وعلمت الميادين نت من مصادر محلية، أنّ الاستخبارات التركية، استدعت منتصف الشهر الحالي نحو 8 قيادات بارزين في الجيش الوطني لاجتماع موسّع ضمن مبنى الاستخبارات في أنقرة، والذي استمر نحو 4 ساعات متواصلة.
وكان أبرز نتائج الاجتماع، البدء بإعادة هيكلة صفوف الفصائل المنضوية تحت قيادة الجيش الوطني شمال حلب، إضافة إلى إرسال قوائم بأسماء كامل القيادات والعناصر المنضوين ضمن صفوف فصائل "تجمّع الشهباء" وحركة "أحرار الشام" الموالين لهيئة "تحرير الشام".
وكما تضّمنت القوائم المطلوبة حجم السلاح الذي تمتلكه تلك المجموعات والنقاط التي توجد فيها، حيث تكفّلت الاستخبارات التركية بإعادة التواصل مع تلك المجموعات وإجبارها الالتزام بهكيلة الجيش الوطني وقراراتها في إدارة مناطق النفوذ، وقطع كل أنواع الاتصالات مع هيئة تحرير الشام خلال مدة أقصاها شهران كحد أقصى.
وفي حال عدم الالتزام بالهيكلة، سيتم العمل على قطع الإمدادات المادية والعسكرية واللوجستية عنها بشكل كامل وطردها نحو إدلب أو القضاء عليها في حال لم تستجب للأوامر.
وأفادت المصادر بأن الاستخبارات التركية، طلبت قوائم فصائل الجيش الوطني، لتتولى بنفسها إصدار بطاقات عسكرية لهم بعد التأكّد من مطابقتها للقوائم المقدّمة نفسها، وأنها سترسل لجاناً من الجيش التركي للإشراف بشكل مباشر على عملية المطابقة، وخاصة أن المعلومات التي تمّ تداولها عن وجود مئات الأسماء الوهمية يتقاضى قادة فصائلها رواتبهم بشكل شهري.
وكشفت مصادر الميادين، أن طائرات استطلاع تركية تحلّق بشكل يومي فوق مناطق شمال حلب وخاصة تلك الخاضعة لنفوذ الموالين للجولاني في ريف مدينة الباب شمال حلب، مع تراجع حركة تلك الفصائل على الطرقات العامة واقتصارها على الدوريات الصغيرة.
وخرجت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق شمال حلب، وخاصة التي تخضع لنفوذ الفصائل الموالية للجولاني، حيث طالبت لأول مرة باستعادة قرار ما يسمى "الثورة السورية" من يد أجهزة الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها والاستعداد لفتح الجبهات.