"فورين أفيرز": أصدقاء روسيا الخطرون الجدد.. كيف تتعاون موسكو مع محور المقاومة؟
ذكرت مجلّة "فورين أفيرز" الأميركية، في تقريرٍ لها، أنّ محور المقاومة، هو "حليف طبيعي لروسيا"، كونه في مواجهةٍ مع "إسرائيل"، وبالتالي مع حليفتها الولايات المتحدة.
ولفتت المجلّة إلى العلاقات العميقة التي تقيمها روسيا مع إيران، مُشيرةً إلى أنّها تعمل في الوقت نفسه على بناء مجموعةٍ أخرى من العلاقات التي لا تقل أهمية، حيث كثّفت على مدى العامين الماضيين، علاقاتها مع أطراف محور المقاومة، على هذا الأساس.
واعتبرت المجلّة أنّ عمليات محور المقاومة أعطت روسيا فرصاً جديدة لإضعاف الولايات المتحدة وحلفائها، مُشيرةً إلى أنّ موسكو قد انتهزت هذه الفرص، وكثّفت بالتالي، بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعمها الدبلوماسي لحركتي حماس الفلسطينية وأنصار الله اليمنية، كما دافعت عن أفعالهما أمام الأمم المتحدة، ملقيةً باللوم في هجمات الحركتين على الولايات المتحدة.
وأشارت "فورين أفيرز" إلى أنّ روسيا قدّمت مساعدات تقنية ولوجستية للمحور، لافتةً إلى وجود علامات مقلقة على أنها قد تساعد حزب الله في أيّ مواجهة محتملة مع "إسرائيل"، وربما من خلال حرب إلكترونية متطورة. وعلى الرغم من أن روسيا لا ترغب في اندلاع حريق شامل، بحسب المجلة، إلا أنه من المرجح أن تدعم حزب الله إذا اندلعت الحرب.
وشدّدت المجلة، في تقريرها، على أنّ الولايات المتحدة تحتاج إلى مساعدة طرفٍ ثالث، وخاصةً "حلفاءها العرب"، في تقويض الشراكة بين روسيا ومحور المقاومة، وإلّا فإنّ روسيا وإيران وأصدقاءهما قد يضعفون من قوة الولايات المتحدة في جميع أنحاء المنطقة.
وأقرّت المجلة بأنّ الانخراط الروسي مع محور المقاومة ليس ظاهرة جديدة، موضحةً أنه كان يقتصر على اتصالات سياسية بين الجانبين، بينما وصل التنسيق بينهما إلى مستوى آخر مختلف بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، حيث كثّفت روسيا عمليات التشويش الإلكترونية من قاعدة حميميم في سوريا، واستأنف الطيارون الروس دورياتهم الجوية على طول خط فضّ الاشتباك في الجولان.
ولم تكتفِ روسيا، بحسب المجلة، بهذه المساعدة العسكرية، بل واصلت دعمها الدبلوماسي والسياسي، وحوّلت الانتقادات الدولية الموجّهة إلى حماس، إلى الولايات المتحدة، وشدّد دبلوماسيوها على أن هجمات "الحوثيين" كانت ناجمة عن المذبحة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة في غزة.
وإذ رجّحت "فورين أفيرز" أن تتجنّب روسيا إسقاط الطائرات الإسرائيلية بنفسها، في أيّ حربٍ مقبلة، فقد أضافت بأنّ اشتباك دمشق مع الطائرات الإسرائيلية بترسانتها من أنظمة الدفاع الصاروخي التي توفّرها روسيا، بمساعدة معلومات استخبارية دقيقة وتشويش إلكتروني من روسيا، يمكّن موسكو من الحفاظ على قدر معقول من الإنكار فيما يتعلق بأي حوادث ناتجة عن ذلك.
وتوقّعت المجلّة أن "تحاول روسيا إحباط أيّ جهود دبلوماسية أميركية مقبلة تهدف إلى إضعاف محور المقاومة"، إضافةً إلى المساعدة في "طرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط بمجرد أن "تخف وتيرة القتال على جبهات الحرب مع أوكرانيا".
وأكّدت المجلّة أن ترحيب روسيا بعمليات محور المقاومة لا يأتي فقط لكونها تصرف الانتباه عن أوكرانيا، كما أنّ تأييد محور المقاومة لروسيا لا يأتي لمجرد أنّ الكرملين يعرض المساعدة، بل إنّ الطرفين ينظران إلى بعضهما باعتبارهما "رفاق سلاحٍ في جهد أوسع لإضعاف هيمنة الغرب".
وختمت "فورين أفيرز" تقريرها المطوّل بتنبيه واشنطن، أنّه "في حال كونها جادّةً في إحباط مخططات كلٍ من الطرفين، فعليها أن تمنعهما من العمل معاً".