مسؤولون أميركيون: الحكومة الأوكرانية أبلغت البيت الأبيض قرار زيلينسكي إقالة قائد الجيش
أبلغت الحكومة الأوكرانية البيت الأبيض أنّ الرئيس فولوديمير زيلينسكي قرّر إقالة قائد الجيش، فاليري زالوجني، فيما قد يكون أكبر تغيير في الأفراد في الحرب، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن شخصين مطّلعين على المناقشة.
وقال المسؤولان، اللذان تحدّثا بشرط عدم الكشف عن هويتيهما لمناقشة القضية الحساسة، إنّ "مسؤولي البيت الأبيض لم يؤيّدوا أو يعترضوا على هذا القرار عالي المخاطر، لكنهم اعترفوا به".
وفي حين أنّ زيلينسكي لم يصدر بعد مرسوماً رسمياً يعلن فيه الإطاحة بزالوجني، ومن غير المؤكد متى قد يحدث ذلك، فإنّ إخطار واشنطن، والذي لم يتم الإعلان عنه من قبل، "يعكس الدور المؤثّر للولايات المتحدة على اعتبارها الداعم العسكري والسياسي الأقوى لأوكرانيا"، وفقاً لما ذكرته الصحيفة.
ورأت "واشنطن بوست" أنّ رحيل زالوجني قد "يؤثّر في معنويات القوات الأوكرانية، ويهزّ ثقة المانحين الغربيين، في الوقت الذي يكافح فيه الجيش الأوكراني لصدّ القوات الروسية المتقدمة".
وأوضحت الصحيفة أنّ زيلينسكي وزالوجني كانا على خلاف بشأن استراتيجياتهما المتباينة، من أجل التغلّب على النكسات في ساحة المعركة، مع دخول الحرب عامها الثالث.
يأتي ذلك، بعدما استُدعي زالوجني لحضور اجتماع في مكتب الرئيس، الإثنين الماضي، حيث تمّ إبلاغه بقرار إقالته، وفقاً لما نقلته شبكة "سي أن أن" الأميركية عن مصدرين مطّلعين.
بدوره، كشف الصحافي الأميركي، سيمور هيرش، الجمعة، أنّ رغبة الرئيس الأوكراني في إقالة زالوجني هي نتيجة مفاوضاتٍ سرية، بين القائد العسكري الأوكراني والغرب لإنهاء الصراع مع روسيا.
زالوجني أصبح مشكلةً بالنسبة لزيلينسكي
في السياق نفسه، أوردت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أنّ قائد الجيش الأوكراني "أصبح مشكلةً بالنسبة لزيلينسكي"، مشيرةً إلى أنّ الأخير حاول، وفشل حتى الآن، في طرد قائده العسكري الأعلى، في نزاع حول الإستراتيجية وانعدام الأمن السياسي".
لكن بعد مرور عامين على الحرب، أدّت الانتكاسات في ساحة المعركة والغيرة السياسية في كييف إلى توتّر العلاقة بين الرجلين، وفقاً لما ذكرته الوكالة.
ورأت "بلومبرغ" أنّ النزاع بين زيلينسكي وزالوجني يساعد في "تفسير التردّد بشأن الاستراتيجية العسكرية، الذي يثير قلق المسؤولين في واشنطن، ويضيف عنصراً غير مرغوب فيه من عدم اليقين".
ووفقاً لها، فإنّ هذا يأتي "في مرحلة أصبحت فيها المساعدات العسكرية الأميركية على المحكّ، فيما تعاني القوات الأوكرانية نقصاً خطيراً بالذخيرة، بينما روسيا في حالة هجوم مرة أخرى".
كما نقلت الوكالة عن أحد الديبلوماسيين الأوروبيين الكبار الذين يتحدّثون بانتظام إلى فريق زيلينسكي، قوله إنّه "من المرجح أن تتمّ إقالة زالوجني"، معرباً عن "قلقه بشأن الإشارة التي سيرسلها ذلك إلى حلفاء أوكرانيا".
إضافةً إلى ذلك، ذكرت "بلومبرغ" أنّ المحاولات الأوكرانية لاختراق الخطوط الروسية في الخريف، أدت إلى توتّرات مع الحلفاء الغربيين الذين زوّدوا قوات زالوجني بمعدّات عسكرية بمليارات الدولارات.
كما أدى الهجوم المضاد الفاشل إلى توتّرات بين الزعيمين الأوكرانيين، إلى أن انفجرت علناً في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما نشرت مجلة "الإكونوميست" البريطانية مقابلةً نادرةً لزالوجني، قال فيها إنّ "القتال وصل إلى طريق مسدود".
ودفع هذا التصريح الذي يتضمّن إقراراً بالفشل العسكري الأوكراني زيلينسكي إلى توبيخ قائد جيشه، إذ إنّه أصرّ على أنّ "أوكرانيا لا يزال بإمكانها تحقيق انفراجة".
وكانت آخر نقطة خلاف بين الرجلين هي دعوات زالوجني إلى موجةٍ جديدة من التجنيد الإجباري، من أجل تعزيز صفوف الجيش، الذي ارتفع متوسط العمر فيه إلى الأربعينيات، ويقاتل بعض جنوده من دون انقطاع منذ نحو عامين.
والخميس الماضي، نشر قائد الجيش الأوكراني مقالاً في موقع شبكة "سي أن أن"، انتقد فيه حكومة بلاده بسبب "عرقلة صناعة الدفاع، والتأخير في تجنيد جنود جدد".
وبإقالة زالوجني، سيكون هذا التغيير العسكري الأكبر لزيلينسكي منذ بداية العملية العسكرية الروسية واسعة النطاق في شباط/فبراير عام 2021.