"بوليتيكو": لماذا ستكون المواجهة المقبلة لـ"إسرائيل" أمام "العدل الدولية" أكثر صعوبةً؟
ذكر موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنّ القوات الإسرائيلية قتلت، عبر دعم مستمر من المسؤولين الأميركيين، ما لا يقل عن 874 فلسطينياً، وأصابت ما لا يقل عن 1490 في قطاع غزة، منذ صدور حكم محكمة العدل الدولية، الأسبوع الماضي.
وتُضاف إليها الاعتداءات المتكرّرة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، كما أضاف الموقع.
ورأى "ذا إنترسبت" أنّ ثمة تناقضاً صارخاً بين قرار الولايات المتحدة وقف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "الأونروا"، استناداً إلى مزاعم لم يتمّ التحقق منها، وعدم رغبتها في إعادة النظر في تمويلها العسكري لـ"إسرائيل"، على الرغم من الأدلّة على ارتكاب إبادة جماعية.
المواجهة المقبلة أكثر صعوبةً: "نتنياهو غير قادر على إسكات اليمين المتطرّف"
وفيما يتعلّق بمثول الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، رأت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية أنّ المواجهة المقبلة لـ"إسرائيل" مع محكمة العدل الدولية ستكون "أكثر صعوبةً من الأولى"، بسبب "شركاء نتنياهو في الحكومة".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ على "إسرائيل" تقديم تقرير إلى المحكمة بشأن "التقدّم الذي أحرزته"، في غضون شهر. وعلى الرغم من ارتياح الاحتلال إلى عدم وجود أمر وقف إطلاق نار، فإنّ "خطورة الحكم، الذي صدر الأسبوع الماضي، بدأت الظهور"، وفقاً لها.
في هذا الإطار، أوضحت الصحيفة أنّ نتنياهو قد يواجه بعض "المشكلات الحرجة" قبل جلسة الاستماع المقبلة أمام المحكمة، إذ إنّه "لا يبدو قادراً على إسكات أمثال (وزير الأمن القومي) إيتمار بن غفير، في حكومته الهائجة".
وقالت الصحيفة إنّ تعليقات هؤلاء هي "بمنزلة مادة يستفيد منها منتقدو إسرائيل"، لافتةً إلى أنّ المحكمة استشهدت بها في قرارها، عبر إصدار مجموعة طلبات موقّتة من "إسرائيل"، في إثر الدعوى التي قدّمتها جنوب أفريقيا.
"بالرغم من أمر محكمة العدل الدولية بالتدابير المؤقتة، فإن "إسرائيل" لا تزال تناقضها، وتقتل الكثير من العائلات، وترتكب المزيد من المجازر. وبناء عليه، فإن محاسبة هؤلاء الأفراد أمر مهم للغاية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) January 30, 2024
عضو في برلمان جنوب افريقيا خديجة براون لـ #الميادين#طوفان_الأقصى #فلسطين_المحتلة #غزة pic.twitter.com/6ZkzELsRGV
وأوضحت "بوليتيكو" أنّه "كان سهلاً أن نرى أنّ قضية إسرائيل قد تتعقّد بسبب التصريحات العامة المثيرة للجدل، والتي يدلي بها المسؤولون في حكومة نتنياهو، والتي تلمح إلى احتمال ضمّ قطاع غزة وطرد الفلسطينيين منه".
أما المشكلة الثانية، التي يواجهها نتنياهو قبل صدور تقرير المحكمة، فهي أنّ "الأزمة الإنسانية في غزة سوف تزداد سوءاً"، إذا كان نتنياهو راغباً حقاً في تدمير حماس، وفقاً للصحيفة.
وأمام ذلك، رجّحت "بوليتيكو" أنّ "المواجهة المقبلة لإسرائيل مع المحكمة قد تكون أكثر صعوبةً من الأولى"، مؤكدةً أنّ الشيء الوحيد الذي يمكن أن يتغيّر "هو وقف طويل لإطلاق النار، من أجل تخفيف الأزمة الإنسانية".
يُذكَر أنّ مندوبة جنوب أفريقيا في الأمم المتحدة، ماثو جوييني، أكدت، الأربعاء، أنّ "إسرائيل تنتهك الميثاق والقانون الدوليَّين يومياً"، مذكّرةً بقرار محكمة العدل الدولية الذي طالب "إسرائيل" باتخاذ إجراءاتٍ لمنع الإبادة الجماعية في غزة، ولمنع التحريض المباشر عليها.
وأضافت جوييني أنّ "إسرائيل واصلت، منذ قرار المحكمة، انتهاك كلّ القوانين، عبر حرمان الفلسطينيين من الحق في الحياة"، مشدّدةً على أنّ "منع الإبادة ومنع المساعدة على ارتكابها، عبر وقف الدعم لإسرائيل، هما واجب الجميع".