رفضاً لسياساتها.. بوركينا فاسو ومالي والنيجر تنسحب من مجموعة "إيكواس"

الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر، تسحب بلدانها من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، في وقتٍ "باتت تشكل هذه المجموعة تهديداً لدولها الأعضاء وشعوبها".
  • الدول الثلاث اتهمّت "إيكواس" بأنّها "تخون مبادئها التأسيسية"

قررت الأنظمة العسكرية الحاكمة في بوركينا فاسو ومالي والنيجر سحب بلدانها، بمفعول فوري، من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس"، التي تضم 15 عضواً، وفق ما أعلنت الدول الثلاث في بيان مشترك، اليوم الأحد.

وجاء في البيان أنّ قادة دول الساحل الثلاث "يقررون بسيادة كاملة الانسحاب الفوري لبوركينا فاسو ومالي والنيجر من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، مع تحملهم كافة مسؤولياتهم أمام التاريخ، واستجابةً لتوقعات وتطلعات شعوبهم".

وجاء في البيان المشترك أنّ "إيكواس تحت تأثير قوى أجنبية، وهي تخون مبادئها التأسيسية، فيما باتت تشكل تهديداً لدولها الأعضاء وشعوبها".

يأتي ذلك في وقتٍ "تحاول إيكواس الضغط ضد السلطات العسكرية في الدول الثلاث، وفرضت عقوبات شديدة على مالي والنيجر، وذهبت إلى حد التهديد باستخدام القوة إزاء المجلس العسكري في النيجر، كما علّقت مشاركة الدول الثلاث في مؤسساتها".

في هذا السياق، لفتت السلطات العسكرية الحاكمة، في البيان المشترك، إلى أنّ بلدانها "شاركت في تأسيس المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا عام 1975".

وقالت في النص إنّه "بعد 49 عاماً، تلاحظ شعوب بوركينا ومالي والنيجر الباسلة، بأسف شديد ومرارة وخيبة أمل كبيرة، أنّ منظمتهم ابتعدت عن مُثُل آبائها المؤسسين والوحدة الأفريقية".

واتهمت الدول "إيكواس"، بعدم مساعدتها في مواجهة المسلحين الذين صعّدوا هجماتهم منذ عام 2012 في مالي، ثم في أراضي جارتيها، ما أسفر عن مقتل آلاف العسكريين والمدنيين، وتسبب في نزوح ملايين السكان.

واعتبرت أنّ العقوبات المفروضة تمثّل "موقفاً غير عقلاني وغير مقبول" في وقت "قررت هذه الدول أن تأخذ مصيرها بأيديها"، في إشارة إلى الانقلابات التي أطاحت بالأنظمة الحليفة لفرنسا.

وتواصل الأنظمة العسكرية استنكار التأثير الفرنسي على المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. ويُعدّ هذا الانسحاب من "إيكواس" الخطوة الأحدث هذا الإطار، وذلك بعدما توترت علاقاتها مع  المنظمة منذ أن سيطر الجيش على السلطة في مالي عام 2020، وفي بوركينا فاسو عام 2022، وفي النيجر عام 2023.

ففي مالي، التزم العسكريون الذين يتولون السلطة منذ نحو 4 سنوات، بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا، تنظيم انتخابات في شباط/فبراير 2024، لكنهم أعلنوا تأجيل موعدها إلى تاريخ غير محدد.

وفي بوركينا فاسو، أكّد الكابتن إبراهيم تراوري بعد توليه السلطة في 30 أيلول/سبتمبر 2022 أنه سيفي بالالتزامات التي قطعها سلفه الكولونيل بول هنري داميبا أمام إكواس بإجراء انتخابات في صيف 2024.

أما في النيجر، فأعلن الجنرال عبد الرحمن تياني، أن الفترة الانتقالية لن تتجاوز ثلاث سنوات، ومن المقرر تحديد المدة الدقيقة للانتقال خلال "حوار وطني" لم يبدأ بعد.

وطردت الدول الثلاث سابقاً سفراء فرنسا وقواتها العسكرية، وتقاربت سياسياً وعسكرياً مع روسيا، كما شكّلت تحالفاً ثلاثياً تحت شعار تكريس السيادة والوحدة الأفريقية.

اقرأ أيضاً: ما هي "إيكواس" ولماذا تُتهم بتماهيها مع السياسات الغربية في غرب أفريقيا؟

المصدر: وكالات