"تراجيديا مرعبة تذكرنا بكارثة صور".. سياسيو وإعلاميو الاحتلال يعلّقون على "فاجعة غزة"

تعكس ردات الفعل على الخسائر الجسيمة التي مني بها الجيش الإسرائيلي أمس، حالة التخبط والانهيار التي تظهر عبر تصريحات السياسيين والإعلام في "إسرائيل"
  • جنود إسرائيليون يخلون إصابات من الميدان. (أرشيف)

مع ساعات الليل الأخيرة أمس، بدأت تظهر ملامح "الكارثة" التي حلت بالجيش الإسرائيلي في غزة. حيث تم الإعلان عن وقوع 20 إصابة في استهداف لم تتضح معالمه مع الإشارة إلى تفاصيل تنتظر السماح بالنشر.

ومع ساعات الفجر الأولى، تم الإعلان رسمياً، بتصريح صدر عن الناطق الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي، عن مقتل 21 من الضباط والجنود في غزة الليلة الماضية، الأمر الذي أدى إلى ردود فعل واسعة على المستوى الإعلامي والسياسي والعسكري.

على المستوى الإعلامي، غلبت حالة من السوداوية والحداد على تغطية الخبر، القناة 12 اعتبرت أن ما حصل في غزة "تراجيديا مرعبة، ويذكرنا بكارثة صور التي وقعت في لبنان"، في إشارة لحادثة تفجير مبنى الحاكم العسكري في صور في 11 تشرين الثاني 1982 خلال الاجتياح، والذي أودى بحياة 76 عنصراً من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

كما اعتبرت القناة أن "الثمن الذي تدفعه اسرائيل سيستمر على ما يبدو ربما لأيام، أو لأشهر، أو لأكثر من ذلك"، أما المراسل العسكري في موقع "والاه" أمير بوحبوط، فقد أكّد أنه "على الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، العميد دانييل هاغاري، تقديم تحقيق كامل، وشامل، ومهني، ودقيق بطريقة شفافة ومن دون تشويه! ليس لإلقاء المسؤولية على القادة، بل لمنع الحادثة المقبلة! هذا واجب!".

وأشار المراسل العسكري في قناة "كان"، ايتاي بلومنتال، إلى أن "221 جندياً قتلوا منذ بدء المناورة البرية. أمس سقط 24 جندياً: 21 منهم في الاحتياط في كارثة انهيار المباني، وثلاثة ضباط آخرين من الوحدة 202 في المظليين". كما أشار أيضاً، المراسل العسكري في القناة 13، أور هيلر، إلى أن "الكارثة في غزة، وقعت على بعد 600 متر فقط عن حدود إسرائيل، عن معبر كيسوفيم".

"الضربة تذكير بأنّ قتالاً شديداً جداً ما زال يجري في غزة"

وكذلك نشرت صحيفة "معاريف"، أنّ "اليوم الأخير هو تذكير بأنّ قتالاً شديداً جداً لا يزال يجري في الميدان، وأحداث الأمس تعبر عن التحديات الكبيرة التي لا تزال تنتظر الجيش الإسرائيلي، فيما في معيارين مهمين - ضرب قيادة حماس وقضية المخطوفين – ليس هناك تقدّم بعد".

وعلى المستوى السياسي تواصلت التصريحات والمنشورات التي تناولت الحدث، بدءاً من الرئيس الإسرائيلي، اسحاق هرتسوغ، الذي اعتبر أن هذا  "صباح صعب لا يطاق، تضاف فيه  المزيد من أسماء أفضل أبنائنا".

كذلك علّق أعضاء الحكومة على الحدث، حيث كتب عضو الكابينت، ورئيس حزب "معسكر الدولة" بيني غانتس، في منشور على منصة "إكس"، أنه "صباح صعب بالنسبة لشعب إسرائيل بأكمله، مع العلم بالكارثة الرهيبة التي حدثت بالأمس في جنوب قطاع غزة. في هذا الصباح الصعب، يجب أن نكون متحدين، ونتذكر الثمن الباهظ الذي نضطر إلى دفعه مقابل هذه الحرب"، متعهداً بإرسال تعزيزات ومساعدات إلى "جميع جنود جيش الدفاع الإسرائيلي وقادتهم، ونحن جميعاً خلفكم".

كما نشر وزير الطاقة والبنى التحتية، إيلي كوهين، عبر تطبيق "إكس"، أنه "صباح صعب جداً. 21 جندياً سقطوا في الحرب من أجل حماية الدولة. 21 عائلة فقدت أحباءها. إنه الثمن الأغلى". 

أما وزير "الأمن" يوآف غالانت، فاعتبر أنّه "في هذا الصباح الصعب والمؤلم الذي ترد فيه بشرى العدو إلى بيوتٍ كثيرة في إسرائيل، قلوبنا جميعاً مع العائلات العزيزة في أصعب ساعة من ساعاتها.  إنها حرب ستحدد مستقبل إسرائيل في عشرات السنين القادمة – سقوط المقاتلين قتلى هو فريضة لتحقيق أهداف الحرب. أبعث بتعازيّ من أعماق قلبي.. وأتمنى الشفاء للجرحى".

ونشر، عبر تطبيق التيليغرام، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، أنها "أخبار تفجع القلب هذا الصباح. تعازيّ من أعماق قلبي لعائلات الأبطال، شعب إسرائيل كله يحتضنكم بقلب منفطر وحزين. التزامنا هو أن سقوط المباني لن يكون عبثا.... إلى أن ننتصر على الشر ونجتث الظلام". 

كما عبر وزير "الأمن القومي" إيتمار بن غفير، عن حزنه بقوله "إنّ هذا صباح صعب ومؤلم، القلب مكسور ومحطم، أرسل التعازي والعناق الكبير للعائلات. الآن أصبح الأمر أكثر وضوحاً من أي وقت مضى – ممنوع أن تتوقف الحرب، ممنوع تقليص القتال".

وكتب وزير التعليم يوآف كيش: إنه "ألم هائل، من الصعب إيجاد الكلمات لوصف الحزن الكبير الذي أشعر به مع نشر خبر الكارثة الرهيبة التي حدثت أمس". ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن وزير الاتصالات شلومو كرعي، قوله عن "الكارثة" التي حلت بالجيش الإسرائيلي، هذا "صباح أثقل من أن يُحتمل...".  

وكذلك رئيس المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد،  نشر قائلا أنّ هذا "صباح صعب لا يطاق مع الأخبار المريرة عن سقوط 21 جنديًا من جنود الجيش في الاحتياط".

وعلى المستوى العسكري، صرّح اللواء يفتاح رون طال، لإذاعة "الجيش" الاسرائيلي، أن "هناك أثمان قاسية جداً. لكن لا يمكن وقف القتال في غزة، وقف القتال سيكون وصمة عار لأجيال. سيكون لوقف القتال تأثير على وجود إسرائيل في العقود الأخيرة. يجب أن ينتهي القتال بنتيجة واحدة: تدمير حماس وتدمير بنيتها التحتية". وأشار العقيد احتياط رونِن كوهِن، إلى أنّ "الردع الإسرائيلي تآكل، برأيي سنكون في فترات سيئة جدا".

اقرأ أيضاً: رئيس أركان الاحتلال: المعركة في غزة معقّدة.. وتفكيك "حماس" أمر صعب

المصدر: الميادين نت