أفريقيا الوسطى: نرغب بالانضمام إلى "بريكس".. ونشكك بدور "مينوسكا" في بلادنا
أعربت وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى، سيلفي بايبو تيمون، اليوم الأحد، عن رغبة بلادها بالانضمام إلى مجموعة "بريكس" في المستقبل، مشيرةً إلى أنّ انضمام بلادها إلى المجموعة "يُعدّ بمثابة دعم".
وقالت تيمون في حديث مع وكالة "سبوتنيك" الروسية إنّ الانضمام يحتاج إلى تلبية المعايير المطلوبة من قبل المجموعة، مردفةً أنّ بلادها لا تلبّي المعايير، لكنّها ستعمل في هذا الاتجاه لكي تكون من البلدان القوية اقتصادياً.
وأشارت إلى أنّ بلادها تريد توسيع التعاون مع دول "بريكس"، وتحتاج إلى الدعم والمساعدة، متابعةً أنّ "المجموعات الكبرى هي التي تنجو في المواقف الصعبة في العالم".
وكان السفير الروسي لدى جمهورية أفريقيا الوسطى، ألكسندر بيكانتوف، قد صرّح في تموز/يوليو الماضي، بأنّ الجمهورية على استعداد للتعاون مع مجموعة "بريكس"، مؤكداً في الوقت نفسه أنّ الحديث حتى الآن لا يدور عن الانضمام.
وفي حزيران/أبريل الماضي أعلن ممثّل غرب ووسط أفريقيا بمجموعة "بريكس"، أهوا دون ميلو، أنّ المجموعة اختارت 7 مشروعات في مجالات متنوّعة بأفريقيا الوسطى لتمويلها، لافتاً إلى كون التمويل متوفّراً بالفعل، بحيث يبدأ تنفيذ المشروعات المختارة بعد فترة تتراوح بين 6 و8 أشهر.
اقرأ أيضاً: "بريكس" في قمتها الـ15.. كيف نشأت وما التحديات والفرص؟
يذكر أنّ مجموعة "بريكس" تضمّ البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وفي قمة جوهانسبرغ في آب/أغسطس الماضي، جرى الإعلان عن قرار لدعوة الأرجنتين ومصر وإيران وإثيوبيا والإمارات والسعودية، لكي تصبح أعضاءً كاملة العضوية في المنظمة، اعتباراً من 1 كانون الثاني/يناير 2024.
تشكيك بدور "مينوسكا" في أفريقيا الوسطى
في سياقٍ منفصل، ورداً عن سؤال حول الانتهاكات في أفريقيا الوسطى، قالت تيمون، إنّ المنظمات غير الحكومية التي تكتب تقارير عن الانتهاكات في أفريقيا الوسطى هي نفسها من ترتكبها، مشيرةً إلى ظهور حركات تمرّد في البلاد في ظلّ وجود قوات حفظ الأمن والسلام لأكثر من عشر سنوات في البلاد.
وأشارت إلى أنّ "المنظمات غير الحكومية نفسها هي التي ترتكب هذه الانتهاكات في البلاد، وذلك من أجل إعادة الجمهورية إلى الواجهة واتهامها بشكلٍ مستمر".
وانتقدت تيمون وجود القوات الأممية لحفظ السلام والأمن في أفريقيا الوسطى "مينوسكا" بقولها: "مضت 10 سنوات على وجود (الخوذ الزرقاء) وشهدنا خلالها ظهور حركات تمرّد جديدة وهذا الأمر يدفع إلى التساؤل عن مدى جدوى وجودها على أراضينا".
مجلس الأمن لم يفِ بتوقّعات الشعوب
ودعت وزيرة خارجية جمهورية أفريقيا الوسطى إلى إصلاح مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لأنّه "لم يفِ بتوقّعات الشعوب". كما ندّدت بتباين المواقف المأخوذة إزاء بعض الأزمات مثل أوكرانيا والشرق الأوسط وأفريقيا.
وفي حديثٍ مع وكالة "سبوتنيك" حول القرار الروسي لمكافحة النازية، قالت تيمون إنّه من الطبيعي جداً أن تُصوّت جمهورية أفريقيا الوسطى لصالح هذا القرار، لأنّه علينا أن نحارب أو نعارض على الأقل عودة هذا النوع من الظواهر، لأنّها لا تبعث الخير إلى العالم.
ولفتت إلى أنّ "الأفارقة اختبروا هذا النوع من التمييز العنصري، والاستعمار والعبودية والاتجار بالبشر الأمر الذي دمّر القارة بشدّة، لذلك نحن نعارضه".
وفي وقتٍ سابق، أعلن سفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى روسيا، ليون دودونو بوناغازا، أنّ بلاده مهتمة بإنشاء قاعدة عسكرية روسية على أراضيها.
وبالتزامن مع التوترات القائمة بين السلطات في أفريقيا وفرنسا، تحرّكت روسيا والصين في المنطقة، عبر إبرام اتفاقات عسكرية وأمنية واقتصادية متعددة، مع مختلف الدول الأفريقية، والتي من خلالها تستطيع هذه الدول التغلب على الأزمات التي عاشتها في ظل الوجود الفرنسي.