بعد اقتحام "الدعم السريع" ولاية الجزيرة.. الصحة السودانية تحذّر من كارثة إنسانية
حذّرت وزارة الصحة السودانية، مساء السبت، من كارثةٍ صحيّة قد تودي بحياة الآلاف من السودانيين، بسبب نقل قوات "الدعم السريع" العمليات العسكرية إلى ولاية الجزيرة (تقع بين النيل الأزرق والنيل الأبيض في المنطقة الشرقية الوسطى من البلاد) التي تُعتبر مركزاً للإمدادات والخدمات الطبية.
وقالت الصحة السودانية في بيانٍ إنّ ولاية الجزيرة كانت ملاذاً لأكثر من 5 ملايين مريض، وهي مركز للخدمات المتخصصة والإمداد الطبي لكلّ مواطني السودان في الوسط والجنوب والغرب أي لأكثر من 25 مليون سوداني.
وأشارت الوزارة إلى أنّ الأمر الأخطر والذي يُنذر بكارثة هو سحب كل وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مكاتبها ومنتسبيها من ولاية الجزيرة، بعد نقل العمليات العسكرية إليها من قبل "الدعم السريع".
يُشار إلى أنّ "برنامج الأغذية العالمي" التابع للأمم المتحدة، أعلن الخميس الماضي، تعليق تقديم المساعدات في بعض أجزاء من ولاية الجزيرة في السودان، حيث كان يدعم أكثر من 800 ألف شخص، بشكل موقّت.
كما لفتت الصحة السودانية إلى أنّ "أعداد من سنفقدهم من المرضى ولا سيما من الأطفال والأمهات وأصحاب الأمراض المزمنة وغيرهم سيكون بالآلاف وسيفوق عدد ما فقدناهم بالقتل والسلاح".
ودعت الصحة السودانية إلى خروج قوات "الدعم السريع" من كل المؤسسات الصحية وعدم التعرّض لها وإتلافها، وحماية الكوادر الصحية وكوادر الإسعاف وتسهيل حركتهم من أجل نقل المرضى لعلاجهم، مضيفةً أنّه "يجب تسهيل عمل المنظمات الصحية وحماية كوادرها وفتح الممرات من أجل تقديم الخدمات للمدنيين السودانيين".
ويوم الجمعة، أعلنت نقابة أطباء السودان، أنّ جميع المرافق الصحية في مدينة ود مدني في ولاية الجزيرة خرجت عن الخدمة، محذّرةً من تفاقم الأوضاع.
واقتحمت قوات "الدعم السريع"، قبل يومين، ولاية الجزيرة التي تستضيف آلاف النازحين وتعد مركزاً نشطاً للخدمات الطبية والإغاثة، والتي تتميز بموقعها الاستراتيجي وتُعدّ أكبر مصدرِ دخلٍ للسودان إذ تضمّ مشروع الجزيرة، أكبر مصدر غذائي واقتصادي في البلاد.
واندلعت حرب، في 15 نيسان/ أبريل الفائت، بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" بعد أسابيعٍ من التوترات المتصاعدة بين الجانبين، ما أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح الملايين من البلاد. وتتواصل في الخرطوم عمليات تبادل القصف المدفعي بين الطرفين، وفي شمال مدينة أم درمان والخرطوم.