عن أحداث غزة والموقف الصيني.. الميادين نت تحاور السفير الفلسطيني في بكين

السفير الفلسطيني لدى الصين فريز مهداوي يؤكد في حوار خاص مع الميادين نت أنّ هناك تفاعلاً وتضامناً واضحاً من الشعب الصيني مع قضية الشعب الفلسطيني، وموقف الصين ثابت في دعمها المبدئي لحقوق الشعب الفلسطيني.
  • السفير الفلسطيني لدى الصين فريز مهداوي

اعتبر الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه الذي ألقاه خلال القمة العربية - الصينية التي عقدت العام الماضي في المملكة العربية السعودية أن "القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولا يمكن للظلم التاريخي الذي يعانيه الشعب الفلسطيني أن يستمر إلى ما لا نهاية".

وأضاف حينها بأنه "لا تجوز المساومة على الحقوق الوطنية والمشروعة للشعب الفلسطيني". وأكد أن "الصين تدعم نيل فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".

سعت بكين منذ سنوات إلى لعب دور الوساطة بين فلسطين و"إسرائيل"، واستضافت خلال شهر حزيران/يونيو الماضي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ودعت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى زيارتها.

أجرت الميادين نت حواراً مع السفير الفلسطيني لدى الصين فريز مهداوي الذي تحدث عن موقف الصين الرسمي والشعبي من القضية الفلسطينية والحرب على غزة، وأيضاً عن رأيه في آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على القطاع.

ما هو موقف الصين الرسمي تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على غزة؟

قال السفير مهداوي إنّ موقف الصين الرسمي ثابت ومستمر في دعمها المبدئي لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وقد تم التعبير عن هذا الموقف مؤخراً خلال زيارة الوفد الوزاري العربي الإسلامي واللقاءات الرسمية التي أجراها الوفد مع معالي وزير الخارجية الصيني وانغ يي ونائب رئيس الجمهورية هان جينغ.

كما أصدرت الحكومة خلال الأسبوع الماضي ورقة موقف حول تسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي تشدد فيها على:

1.  ضرورة وقف إطلاق النار وإنهاء القتال بشكل فوري وضمان سلامة  ممرات الإغاثة الإنسانية وانسيابها، وتنفيذ "حل الدولتين" كمخرج أساسي وبلورة توافقات دولية للدفع بمفاوضات "السلام" إلى إيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية.

2.  وقف الهجمات العنيفة بحق المدنيين والأعمال المخالفة للقانون الدولي الإنساني كافة، ورفض التهجير القسري للمدنيين الفلسطينيين، والإفراج عن جميع المدنيين الأسرى في أسرع وقت ممكن.

3.  مطالبة مجلس الأمن بعقد "مؤتمر دولي للسلام" على نطاق واسع وبمصداقية أكثر وبشكل أكثر فعالية في أسرع وقت ممكن تحت رعاية  الأمم المتحدة وتنظيمها، ووضع جدول زمني وخارطة طريق محددة لتنفيذ "حل الدولتين".

4. على أي ترتيب حول مستقبل قطاع غزة أن يحترم إرادة الشعب الفلسطيني وخياره المستقل.

ما هو انطباعك عن الموقف الشعبي الصيني تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة؟

أجاب السفير مهداوي أنّه من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام الصينية شبه الرسمية نلاحظ أن هناك تفاعلاً وتعاطفاً وتضامناً واضحاً من الشعب الصيني مع قضية الشعب الفلسطيني، وأن هناك اهتماماً كبيراً ومتابعة متزايدة، خاصة من فئة الشباب من خلال وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي الصينية، ودعمهم للموقف السياسي الرسمي الصيني المساند لفلسطين في مجلس الأمن.

وتتلقى السفارة يومياً العديد من الاتصالات وخطابات ورسائل التضامن والمساندة من خلال البريد الإلكتروني من قبل الأفراد والجمعيات الاجتماعية الصينية.

ما هو تعليقك على الجرائم التي ترتكبها "إسرائيل" في قطاع غزة؟ 

قال السفير مهداوي إن العدوان الإسرائيلي الشامل على شعبنا في  الضفة وغزة والقدس يعود إلى ما قبل يوم 7 أكتوبر الماضي بزمن بعيد، وقد ازداد انتشاراً وحدّة من جانب "جيش" الاحتلال الإسرائيلي وقطعان المستوطنين مع حكومة اليمين المتطرفة الأخيرة التي تضم وزراء ذوي خلفية إرهابية إجرامية معروفة، وبقيادة أسوأ رئيس وزراء إسرائيلي على الإطلاق لا ينكر نيته بضم كل الأراضي الفلسطينية وتهجير شعبنا، وهو الأمر الذي يفسر طبيعة العدوان الإسرائيلي الهمجي من حيث الحجم والاستهداف في القتل والتدمير والتطهير العرقي والإبادة وطرد أبناء شعبنا وتهجيرهم قسرياً، وبذلك يحاول الكيان الصهيوني إنجاز واستكمال ما قام به من مجازر وتهجير خلال نكبة عام 1948، وهو هروب إلى الأمام يأتي في سياق انسداد أفق الحل السياسي واستحقاق قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تحظى باعتراف غالبية دول العالم.

ما هي خيارات وقف إطلاق النار في غزة ومستقبل القطاع؟

أكد السفير مهداوي أنّه رغم كل الدمار والمعاناة الفلسطينية غير المسبوقة بحجمها، فإن صمود الشعب الفلسطيني بكل مكوناته السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج، قيادة وشعباً، سيفرض هذا الحل(قيام الدولة الفلسطينية المستقلة) في نهاية هذه المواجهة الدموية، وبات المجتمع الدولي أكثر قناعة بهذه الحقيقة من أي وقت مضى، والدليل على ذلك التضامن والالتفاف السياسي والشعبي العربي والإسلامي ومعظم شعوب ودول العالم في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، وما تشهده الساحة الأوروبية من تحول سياسي ودبلوماسي تبدو معه الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا في حالة عزلة وانفراد، في حين باتت المسيرات والتظاهرات المؤيدة للحق الفلسطيني نشاطاً يومياً في شوارع مدن وعواصم العالم كله بما فيها أستراليا وكندا والولايات المتحدة ما يذكرنا بالفترة التي شهدت نهاية نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا.

وتابع أنّ المواجهة الجارية في قطاع غزة تكشف عن محدودية قدرة الآلة العسكرية مهما بلغت في قوتها وبطشها عن تحقيق أهدافها السياسية، كما علمتنا التجارب السابقة في الجزائر وفيتنام وأفغانستان، لذلك فإن شعبنا الفلسطيني لا يملك من خيار إلا مواصلة مسيرة الصمود التي بدأها منذ أكثر من قرن والإيمان بحتمية تحقيق الحرية والاستقلال الوطني.

المصدر: الميادين نت