عن التعبئة الجماهيرية في بريطانيا ضد الحرب على غزة وتأثيرها.. الميادين نت تحاور ستيفن بيل

في مقابلة مع الميادين نت مع ستيفن بيل، المسؤول في 'ائتلاف أوقفوا الحرب" في بريطانيا، يتحدث عن الخلافات البريطانية الداخلية بشأن وقف إطلاق النار في غزة، والضغوط الشعبية التي تؤثر في تغيير المواقف والوجهات.
  • المسؤول عن 'ائتلاف أوقفوا الحرب" في بريطانيا ستيفن بيل

منذ بدء العدوان الأخير على غزة في الثامن من أكتوبر، أعلنت مجموعة من الدول الغربية من بينها المملكة المتحدة دعمها ووقوفها إلى جانب "إسرائيل"، في موقف ليس جديداً. وبعد هذا الإعلان الصريح بإعطاء الضوء الأخضر لـ"إسرائيل من أجل استكمال قتل الأطفال والناس، ظهرت خلافات داخل الحكومة البريطانية بشأن الدعم الواضح لجرائم "إسرائيل" في غزة.

خرجت تظاهرات حاشدة في شوارع لندن دعماً لغزة وتنديداً بدعم بريطانيا جرائم الاحتلال، و ارتفعت أصوات الحملات الرافضة للحرب على غزة، مطالبة بوقف العدوان، من بينها ائتلاف "أوقفوا الحرب"، الذي لعب دوراً بارزاً في تحريك الشارع البريطاني بشأن هذه القضية.

أوقفوا الحرب على غزة

يشار إلى أن نشاط المنظمات المناهضة للحرب والمؤيدة للفلسطينيين مثل "أوقفوا الحرب" وحملة التضامن مع فلسطين وغيرها في بريطانيا، "يساعد الفلسطينيين من خلال ممارسة الضغط على الحكومة البريطانية والأحزاب السياسية البريطانية من أجل إعادة تنظيم المسار، هذا ما قاله ستيفن بيل، المسؤول عن 'ائتلاف أوقفوا الحرب" في بريطانيا للميادين نت.

وفي الوقت الحالي، وفقاً لستيفن بيل، تدعم الحكومة البريطانية دون انتقاد العدوان الإسرائيلي على غزة، وذلك تماشياً مع دعمها العام لسياسات الولايات المتحدة. وأوضح أن التعبئة الجماهيرية المناهضة للحرب التي حدثت في بريطانيا، هي من أكبر التظاهرات في تاريخ بريطانيا ( ما يقرب من مليون شخص خرجوا إلى الشوارع).

انقسام بريطاني داخلي

وفي ما يخص الانقسام السياسي الداخلي في بريطانيا، قال بيل إن هناك بعض الانقسامات التي خلقت داخل الأحزاب السياسية، وخاصة داخل صفوف المعارضة. وأشار إلى أن هناك انقسامات داخل حزب العمال حول وقف إطلاق النار، إذ صوّت 56 نائباً من حزب العمال، وهو ما يقرب من ثلث الحزب البرلماني، ضد تعليمات قيادة كير ستارمر بمعارضة وقف إطلاق النار.

وأدى ذلك، وفقاً لستيفن بيل، إلى استقالة نحو 10 نواب من مناصب قيادية في فريق كير ستارمر. ووصف ما يحصل بأنه "تمرد كبير، ويعود بلا شك إلى التظاهرات التي خرجت في الشوارع".

وأشار المسؤول عن 'ائتلاف أوقفوا الحرب" في بريطانيا إلى أن هناك احتجاجاً شارك فيه ما يقرب من ثلث نواب حزب العمال حول مسألة وقف إطلاق النار، قائلاً إن هذه الحركات الاحتجاجية مهمة جداً.

وأظهرت استطلاعات الرأي أن أكثر من 70% من المجتمع البريطاني يؤيدون وقف إطلاق النار، وقال بيل في هذا الصدد إن بعض النواب البريطانيين يسمعون من ناخبيهم أنهم يريدون وقف إطلاق النار، لذلك تتم الاستجابة لهم، وذلك بسبب الانتخابات المرتقبة.

وفي ما يخص الانتخابات البريطانية، قال بيل إن إجمالي التصويت في البرلمان البريطاني على هذا الأمر بلغ 293 صوتاً مؤيداً للاستمرار في الدعم لـ"إسرائيل" مقابل 125 ضده.

لذا، فإن نحو 40% من البرلمان البريطاني، وفقاً له، يؤيدون وقف إطلاق النار، أي أن هذا التأييد ضد خط الحكومة البريطانية، وضد خط قيادة حزب العمال. وأضاف أن هذا الرقم لا يمكن أن يرتفع إلا مع استمرار صمود الفلسطينيين، ومع استمرار نشاط حركات التضامن الفلسطينية والمناهضة للحرب.

وتطرق إلى أهمية الصمود والدعم، قائلاً إنه في بداية العدوان على غزة، أي في التظاهرة الأولى، لم نتمكن من الحصول إلا على دعم نائب واحد هو جيريمي كوربين، موضحاً: "الآن، لدينا عدد كبير من النواب الذين يشاركون في التظاهرات ويتحدثون علناً، لذا فإن الأمور تتغير".

وأضاف: "هذا بطيء وغير كاف، ونحن نشعر بذلك كناشطين، لكنهم مع ذلك يتغيرون، وهذا هو الأمل الذي يمكننا تقديمه للفلسطينيين، وهو أننا في نهاية المطاف سنغير موقف الحكومة هذا، وسيكون له تأثير في أوروبا والولايات المتحدة، إلى جانب جميع الناشطين الآخرين ".

بالنسبة إلى علاقات بريطانيا مع الولايات المتحدة الأميركية، لفت بيل إلى أن لها بعض التأثير، إذ يمكن لمعظم الناس خارج بريطانيا أن يروا أن الحكومة البريطانية أصبحت تعتمد بشكل متزايد على السياسة الخارجية الأميركية في سياستها الخارجية. لذا، إذا بدأت المؤسسة السياسية البريطانية في الابتعاد عن ذلك، فإن ذلك سيمارس بعض الضغط على الولايات المتحدة، بحسب تعبيره.

وفي ما يتعلق بأوروبا، قال بيل إن الاتحاد الأوروبي ذاته يعاني من الانقسام، موضحاً: "لقد رأينا حكومات الاتحاد الأوروبي تصوت بثلاث طرق مختلفة، عندما تم التصويت على مسألة وقف إطلاق النار في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

خلافات غربية.. ومطالب واشنطن مختلفة

لقد صوّتت القوى الأوروبية الكبرى، وفقاً لبيل، بما في ذلك فرنسا وإسبانيا وبلجيكا وإيرلندا، لصالح وقف إطلاق النار، ضد خط الأغلبية، وبالتأكيد ضد خط الولايات المتحدة، وهذا أيضاً تعبير عن التعبئة المناهضة للحرب والمؤيدة للفلسطينيين التي تجري في جميع أنحاء أوروبا، قائلاً: "لقد تم حظرها في فرنسا وألمانيا، ولكن مع ذلك، خرج الناس وناضلوا ضد الحظر، دعماً للفلسطينيين، وبالتالي كان على الحكومات هناك، قبول شرعية هذا الحظر مجبرةً وذلك حفاظاً على ما تبقى من صورتها".

وتطرق إلى موضوع الخلافات والانقسامات داخل الإدارة الأميركية، قائلاً إن هناك أعداداً كبيرة من موظفي الكونغرس الذين يتقاضون أجوراً خرجوا في الاحتجاجات، إضافة إلى الخلافات داخل الأحزاب الأميركية بشأن قرارات بايدن ودعمه للعدوان على غزة. ولفت إلى أن موقف الأغلبية هو تأييد وقف إطلاق النار.

وفي ما يخص الدور الذي تقوم به الحركة المناهضة للحرب في بريطانيا وفي جميع أنحاء العالم ، وفقاً لبيل، هو توفير حليف للفلسطينيين في صمودهم، مؤكداً أنها تمارس الضغوط على الحكومات بشكل تراكمي، وفي نهاية المطاف على حكومة الولايات المتحدة، لأن "ما تريده الولايات المتحدة من هذه الحرب ليس مطابقاً لما تريده الحكومة الإسرائيلية". على حد قوله. وهنا تجدر الإشارة إلى أن تقارير غربية تحدثت أن "الهدف الأساسي المشترك في هذه الحرب بين واشنطن و"إسرائيل" هو القضاء على حركة حماس".

وأشار إلى أن "الحكومة الإسرائيلية تريد تطهير غزة، وإعادة احتلالها، وضمها، ودفع الفلسطينيين إلى مصر أو الأردن أو أي مكان آخر، وهذا ليس شيئاً يمكن أن يقبله بايدن". حد قوله.

لذلك، وفقاً لبيل، سيتعين عليه، عند نقطة معينة، البدء في كبح جماح الحكومة الإسرائيلية ومحاولة إيجاد نوع من الحل السياسي. فهو "لا يستطيع أن يسمح ببساطة بطرد الفلسطينيين عسكرياً من غزة".

وأضاف بيل أن بايدن من شأنه أن يدمر نفوذ السياسة الخارجية الأميركية في غرب آسيا وشمال أفريقيا لجيل كامل، وهذا أمر لا يمكن قبوله، لذا، كلما زاد الضغط الذي تمارسه الشعوب الغربية على الحكومات والضغط الذي يؤثر على بايدن تحديداً، يمثل ذلك دعماً حقيقياً للفلسطينيين.

الناشطون الفلسطينيون في الخط الأمامي للحملات

وفي ما يخص الدور الفلسطيني، وتحديداً الناشطين منهم، في إيصال الصوت وتوجيه البوصلة في الخارج، أي في الدول الغربية والمساهمة في زيادة الضغط، قال ستيفن بيل إن دورهم جداً مهم في هذا السياق.

حيث يلعب المجتمع الفلسطيني دوراً هاماً جداً في أعمال حملة التضامن مع فلسطين، ويلعب الناشطون الفلسطينيون دوراً مهماً في جميع الأحداث الكبرى، وفقاً لستيفن بيل.

وأضاف أن هناك دائماً متحدثين فلسطينيين على المنابر، ويكون استقبالهم حافلاً والناس يستمعون بعناية شديدة لهم.

لذا، فإن الناشطين الفلسطينيين في بريطانيا على الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، وفقاً له، وعلى الرغم من التحيز ضد الفلسطينيين، و"الإسلاموفوبيا" التي تمثل مشكلة حقيقية داخل المجتمع البريطاني، فإن الناشطين الفلسطينيين هم في  الخط الأمامي في الحركة المناهضة للحرب ومساهمتهم ذات قيمة كبيرة.

اقرأ أيضاً: بريطانيا ما زالت عدواً فهي تشارك في الحرب علناً

المصدر: الميادين نت