تناقض بين القول والفعل الأميركيَّين بشأن العدوان على غزّة.. ماذا تبيّت واشنطن؟
برز مع انتهاء الهدنة وتجدّد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة خلاف بين الولايات المتحدة الأميركية وكيان الاحتلال، إذ إنّ واشنطن "حذّرت الكيان من تكرار سياسة التدمير والقتل"، إلا أنّ وجهة نظرٍ أخرى ترى أن الخلاف بينها وبين "تل أبيب" ثانوي، وليس اختلافاً في الأهداف.
في هذا السياق، نشر موقع "ذي إنترسبت" الأميركي تحليلاً يؤيد وجهة النظر، التي مفادها أن الخلاف بين "تل أبيب" و"واشنطن" ثانوي، مشيراً إلى أنّ أعضاء الكونغرس الأميركي، الذين يطالبون إدارة الرئيس جو بايدن بالضغط من أجل وقف إطلاق النار، يشترطون "القضاء على حماس" لإنهاء العدوان.
وأوضح الموقع أيضاً أنّ الحديث عن هذا الخلاف جاء في وقتٍ يستعدّ الكونغرس الأميركي للموافقة على حزمة مساعداتٍ لـ "اسرائيل"، تبلغ قيمتها أكثر من 14 مليار دولار، في تناقض صارخ بين القول والفعل الأميركيَّين.
وبشأن ما إذا كان هذا التباين الأميركي الإسرائيلي يؤثر في مسار عدوان الاحتلال على غزة، أكّد محلل الميادين لشؤون أميركا والأمم المتّحدة، نزار عبود، أنه ليس هناك خلاف في الاستراتيجية، لكنّ الولايات المتّحدة تشعر بأن ما يحدث في غزة هو نوع من إفساد مخطط بايدن القاضي بمدّ طريق من الهند الى "إسرائيل"، ثمّ إلى أوروبا، عن طريق الأميركي، الذي يمر في الشرق الأوسط، والتطبيع بين الدول العربية، ولا سيّما السعودية. وفي الوقت نفسه فإنّ بايدن يرغب في "القضاء على حماس".
الخلاف بين #بايدن ونتنياهو بادٍ للعلن، لكن هل استراتيجيتاهما متباينتان فعلاً؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 2, 2023
محلل #الميادين لشؤون أميركا والأمم المتحدة نزار عبود في #التحليلية #فلسطين #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/A2vtDhRTVE
هذا التناقض بين النيات الأميركية الحقيقية، بشأن تمويل الكيان في عداونه، وبين التصريحات الإعلامية، التي تزعم عدم ارتكاب المجازر، يبيّن محلل الميادين للشؤون الفلسطينية، عبد الرحمن نصّار، بشأنه، أنّ الولايات المتّحدة تحاول التعمية على طبيعة دعمها للحرب، وتريد أن تقدّم نفسها كجزء من عملية الوساطة لإخراج الأسرى، في محاولة لتخفيف الضغوط عليها، إعلامياً وخارجياً وشعبياً. ولفت نصّار إلى الدعم الاستخباري الذي تقدّمه واشنطن إلى الكيان في رصد المقاومة الفلسطينية، وفي تقديم إحداثيات للأهداف.
ما الهدف من المناورة الإعلامية الأميركية المدروسة في ما يتعلق بالأخبار التي ترتبط بإدارة الحرب في #غزة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 2, 2023
محلل #الميادين للشؤون الفلسطينية عبد الرحمن نصار في #التحليلية #فلسطين #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/CJ8xVzNI7U
هذه المناورة الإعلامية، التي تمارسها واشنطن في هذا العدوان، تهدف إلى ذرّ الرماد في عيون الدول العربية، المتحالفة مع واشنطن، بحسب ما أوضح محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين. وتابع أنّ الدول العربية لا تتوجّه إلى الولايات المتحدة لوقف العدوان، بل إلى المجتمع الدولي. وأضاف أن هذه الدول تتفاوض مع واشنطن وتبحث فيما بعد تدمير غزة، واستكمال الإبادة الجماعية لأنهم لا يعدّونها الجهة التي تدير هذا العدوان.
ما السبب في حرص الإدارة الاميركية على إظهار التباين بين #بايدن ونتنياهو؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 2, 2023
محلل #الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عز الدين في #التحليلية #طوفان_الأقصى pic.twitter.com/f6hIfLnikB
هذا الدعم الأميركي، الذي لا يمكن إنكاره في المناورات الإعلامية، سينعكس تأثيره على حظوظ بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وهنا، قال محلل الميادين للشؤون الفلسطينية والاقليمية ناصر اللحام إنّ الهدايا المجانية، سياسياً وعسكرياً وأمنياً ومالياً، والتي يمنحها بايدن لنتنياهو تُفشل الرئيس الأميركي وتُفقده فرصة الفوز في الانتخابات المقبلة، مشيراً إلى أنّ جميع الأصوات العربية والأفريقية والمسلمة في الولايات المتّحدة الأميركية لن تعطي بايدن. وبالتالي، إلى متى يقوم بهذه الاستدارة، ومتى ينتبه إلى أنه خسر نفسه في دعمه العدوان الإسرائيلي على غزّة؟
كم يمكن لنتنياهو إطالة أمد العدوان على #غزة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 2, 2023
محلل الشؤون الفلسطينية والإقليمية ناصر اللحام في #التحليلية #فلسطين #طوفان_الأقصى @nasserlaham4 pic.twitter.com/vDfTif6Rfs