"فايننشال تايمز": حرب غزة تغير العالم.. من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا
تحدثت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في تقرير، عن تحطّم التفاؤل الذي عززته اتفاقات التطبيع بين بعض الدول العربية و"إسرائيل"، لافتة إلى أنّ "حرباً أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط تبدو أكثر قبولاً من إعادة تنشيط عملية السلام".
وتابعت الصحيفة أنّ رئاسة جو بايدن تواجه مشكلة كبيرة، إذ أصبح دونالد ترامب الآن هو المرشح الأوفر حظاً في أسواق الرهان للفوز بالرئاسة، وتظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تقدمه بشكل مريح في معظم الولايات المتأرجحة التي ستحسم الانتخابات.
وأشارت إلى أنّ "حرب غزة أرغمت الولايات المتحدة على تحويل الوقت والموارد بعيداً من أوكرانيا. وفي بعض الحالات، هناك منافسة مباشرة على الذخائر، وكانت أوكرانيا تعاني نقصاً شديداً في القذائف، وهي الآن تتنافس مع إسرائيل على الإمدادات الشحيحة".
وتضررت قدرة الغرب الضعيفة بالفعل على حشد الدعم العالمي لأوكرانيا بفعل الغضب في "الجنوب العالمي" إزاء الدعم الأميركي لـ"إسرائيل".
وقالت الصحيفة إنّ فوز ترامب أصبح أكثر احتمالاً بسبب الصراع في غزة، إذ يحتاج بايدن إلى الناخبين الشباب والتقدميين والأميركيين العرب ليخرجوا ويصوتوا له، لكن الكثيرين غاضبون من دعم إدارته لـ"إسرائيل". وإذا بقي التقدميون في منازلهم أو صوتوا لمرشحين هامشيين، فقد تميل الانتخابات لمصلحة ترامب.
وتابعت: "مع تمدد أميركا فوق طاقتها في الخارج وعدم استقرارها في الداخل، فقد تجد الصين فرصة سانحة، والصورة البارزة الآن هي أنّها عازمة على إزاحة الولايات المتحدة باعتبارها القوة المهيمنة في منطقة المحيط الهادئ، وربما في العالم أجمع".
وتواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة المستمر منذ 30 يوماً، تحت ذريعة "الحق في الدفاع عن النفس"، بحيث ادّعى الرئيس بايدن أنّ "ما تفعله إسرائيل لا يعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية"، بحسب تعبيره.
وإضافة إلى الدعم العسكري لـ"إسرائيل"، تمثّل الدعم الأميركي أيضاً بزيارات مسؤولين أميركيين للأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بايدن، وثلاث زيارات لوزير الخارجية أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن وغيرهم.