واشنطن: لا نرغب في توسّع نطاق الحرب.. ونناقش هدنة موقّتة في غزة
أكدت وزارة الخارجية الأميركية أنّ واشنطن "لا ترغب في توسع رقعة الحرب في غزة"، مشيرةً إلى أنّها "تراقب ما قد يقدم عليه حزب الله في لبنان".
وخلال مؤتمر صحافي، أشار منسّق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، تحدّث، خلال رحلته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، عن "عدم الرغبة في رؤية الحرب تتّسع".
يُذكر أنّ الجيش الأميركي يجهد في نشر ما لا يقل عن 12 منظومة دفاع جوي في عدة دول في الشرق الأوسط، في إطار خشية الولايات المتحدة الأميركية من توسّع معركة "طوفان الأقصى"، ومشاركة جبهات أخرى، وفق ما أكّد مصدر عسكري أميركي لوسائل إعلام إسرائيلية.
وأضاف كيربي أنّه "لا يستطيع إعطاء تاريخ محدّد أو منطقة معيّنة تشهد فترات توقّف" لإطلاق النار.
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية إنّ بلينكن "لم يبعث برسالة إلى إيران"، مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني.
"الإدارة الأميركية معنيّة منذ اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى بألّا تتدحرج الحرب على غزة وتتوسع إلى نطاق إقليمي"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 6, 2023
مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي في #المسائية #الميادين #فلسطين #الثورة_الكبرى @wafasarayaaridi pic.twitter.com/gU3jrF8TgA
اقرأ أيضاً: بعد خطاب السيد نصر الله.. واشنطن: لا نريد توسع حرب غزة إلى لبنان وندعم هدنة موقتة
مناقشات مع الاحتلال بشأن وقف إطلاق نار موقت
أما فيما خص وقف إطلاق النار، فقال المسؤول في مجلس الأمن القومي الأميركي إنّ بلاده ترى أنّ "الوقت غير ملائم له الآن"، متذرّعاً بأنّ "حركة حماس ستستفيد منه، ولن يخدم مسألة إعادة الأسرى"، مع إقراره بصعوبة تنفيذ الهجمات من جانب الاحتلال على المدن في القطاع.
وفي الوقت نفسه، أكد "الاستمرار في إجراء مناقشات مع الإسرائيليين لأطول فترة ممكنة، لنرى إمكان تحقيق الوقف الموقت لإطلاق النار".
وفي غضون ذلك، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن تزايد الضغط الأميركي على "إسرائيل" من أجل وقف إطلاق النار في القطاع. كما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ واشنطن تشدّد ضعوطها من أجل "تخفيف القصف"، حتى من دون إعادة الأسرى، على الرغم من قول نتنياهو إنّ وقف إطلاق النار "لن يتحقق، في حال عدم حدوث ذلك".
وفي هذا الإطار، قالت "وول ستريت جورنال" إنّ "الحملة الدبلوماسية تتطلّب، بالنسبة إلى واشنطن، توازناً دقيقاً بين دعم إسرائيل وتخفيف الأزمة الإنسانية، التي يهدّد (عدم إيجاد حل لها) بزعزعة استقرار الدول العربية الحليفة للولايات المتحدة".
ووفقاً لها، يقول المسؤولون الأميركيون إنّ "التحدي الإسرائيلي بشأن الهدنة الإنسانية كان مصدر خلاف مع واشنطن، بما في ذلك مع بايدن، الذي أصبح محبَطاً بصورة متزايدة بسبب رفض إسرائيل".
وأضافت أنّ مسؤولِين أميركيين متعددين "يشعرون بأنّ نتنياهو يضغط على واشنطن كي تطالبه علناً وتضغط عليه لقبول هدنة إنسانية، الأمر الذي يجنّبه رد فعل سياسياً عنيفاً من حكومته، إذا بدا ضعيفاً في مواجهة الضغوط لوقف القتال".
بدورها، أشارت قناة "كان" الإسرائيلية إلى أنّ رئيس وكالة الاستخبارات المركزية، "سي آي أيه"، وليام بيرنز، زار فلسطين المحتلة، حيث اجتمع بنتنياهو، ووزير الأمن، يوآف غالانت، ورئيس الموساد، ددي بارنيع، وطرح قضيتي الأسرى ووقف إطلاق النار.
ونقلت القناة، عن مصدر، قوله إنّ "الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل للموافقة على صفقة أسرى، حتى لو لم تكن إيجابية من ناحية الشروط لإسرائيل".
ووفقاً له، فإنّ هذا الأمر "مهم جداً بالنسبة إلى الأميركيين،حتى لو لم تتوافر أفضل الشروط لإسرائيل من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار، إذ إنّ إدارة بايدن تواجه ضغطاً كبيراً داخل الولايات المتحدة".
"هناك فوضى سياسية في الولايات المتحدة وهذه المرحلة غير مسبوقة"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 6, 2023
محرر شؤون الأمن القومي في صحيفة واشنطن تايمز دان بويلان في #المسائية#الميادين@wafasarayaaridi pic.twitter.com/BAKxGoLnyd
القادة العرب يطالبون بوقف إطلاق نار فوري
وتدعو أغلبية الدول العربية والإسلامية، إلى جانب روسيا والصين ودول في أميركا اللاتينية، إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، في حين ترفض الولايات المتحدة و"إسرائيل" هذا الأمر.
وتستخدم واشنطن حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي، للحؤول دون صدور قرار يُلزم الاحتلال بوقف القصف المستمر منذ شهر على قطاع غزة المحاصَر، الذي يقطنه ما يزيد على مليوني فلسطيني.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ القادة العرب أكدوا لبلينكن أنّ حديثهم العلني عن وقف إطلاق النار "لم يكن أجوفَ"، بحيث أكدوا له أنّهم في حاجة إلى وقف إطلاق النار فوراً.
وأكدت الصحيفة أنّ أهم حلفاء الولايات المتحدة العرب، بما في ذلك الأردن ومصر، بدأوا ممارسة "ضغوط حقيقية على إدارة بايدن بهدف كبح جماح الإسرائيليين، خوفاً من أن يؤدي الصراع إلى زعزعة استقرار بلدانهم".
اقرأ أيضاً: "بوليتيكو": دبلوماسيون أميركيون يطالبون واشنطن بانتقاد "إسرائيل" علناً
بدوره، جدّد الرئيس الأميركي، جو بايدن، دعمه الثابت للاحتلال الإسرائيلي، خلال اتصال برئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وفق ما ذكر كيربي.
وبعد أن شكّك بايدن في أعداد الشهداء، والصادرة عن وزارة الصحة في القطاع، جدّد كيربي الموقف نفسه، قائلاً إنّه "لا يستطيع أن يؤكد هذا الرقم المحدد، أو التحقق من أرقام الشهداء التي تصدرها الوزارة".
في غضون ذلك، تستمر الولايات المتحدة الأميركية في دعم الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه على قطاع غزة، المستمر منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تحت ذريعة "الحق في الدفاع عن النفس"، بحيث ادّعى بايدن أنّ الجرائم الإسرائيلية "لا تعني تجاوزاً للقوانين الإنسانية والدولية".
وتَمَثَّلَ هذا الدعم بزيارات مسؤولين أميركيين للأراضي المحتلة، وعلى رأسهم بايدن وبلينكن (الذي توجّه إليها 3 مرات)، وتقديم الدعم إلى الاحتلال، مالياً وعسكرياً، بالإضافة إلى الاتساق والتماهي مع السردية الإسرائيلية في نقل الأحداث.