"نيويورك تايمز": سير العملية البرية أبطأ من المتوقع.. "إسرائيل" تحت الضغط
تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في مقالٍ تحليلي، الحديث عن توسعة الاحتلال الإسرائيلي عملياته البرية في قطاع غزّة، لافتةً إلى أنّ الدخول الإسرائيلي لغزّة يسير بصورة أبطأ مما كان متوقعاً، وأنّ ذلك "قد يتلاءم مع احتياجات حلفاء إسرائيل وخصومها".
وانطلاقاً من أن كيان الاحتلال أعلن أنّ عدوانه على قطاع غزّة ينقسم إلى عدّة مراحل، أشارت الصحيفة إلى افتقار الطبيعة المرحلية للعملية، أي توسيع العمليات البرية، إلى "التأثير المدوي لهجومٍ شامل من المُشاة والدبابات".
وأوردت الصحيفة حديثاً لمسؤولين إسرائيليين، أشاروا إلى أنّ خططهم كانت مدفوعة بـ"ضروراتٍ عسكرية، وليس دبلوماسية"، معلنين أنّهم في حاجة إلى "إعداد القوات لحملةٍ طويلة"، بالإضافة إلى "الرغبة في تجنب إيذاء أكثر من 200 شخص أسرى في قطاع غزّة"، مع عدّة مخاوف تكتيكية يخشاها الاحتلال، مثل البحث عن الألغام وغيرها من الدفاعات التي وضعتها المقاومة في قطاع غزّة.
ومع ما طرحه المسؤولون الإسرائيليون، فإنّ الوتيرة المتعمدة للعملية قد تؤثر في رد فعل الحلفاء والأعداء، بحسب ما أوضحت الصحيفة، وذلك من الولايات المتحدة إلى حزب الله اللبناني، لافتةً إلى أنّ الحزب "أمطر إسرائيل بالصواريخ من لبنان"، ويهدد بإلحاق مزيد من الضرر بها.
وبشأن المخاوف العميقة لدى المسؤولين في كيان الاحتلال من توسّع الحرب، وهو الأمر الذي يؤثر في العملية البرية وطبيعتها، أكّد المستشار السابق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، نمرود نوفيك، أنّه بينما تدفع الاعتبارات العسكرية "إسرائيل"، كان في مقدمة أذهان المخططين أيضاً سؤالٌ، مفاده: "هل يمكن أن نفعل شيئاً يقلب الميزان في حسابات طهران - بيروت؟".
وقال المفاوض الإسرائيلي السابق، دانييل ليفي، إنّ "إسرائيل لم تتخذ القرار بأنّها تريد اختبار أعدائها" مشيراً إلى أنّ كِلا الجانبين "لديه ذلك في حساباته"، وأنّه توجد "لعبة شطرنج بطيئة جداً، يمكن أن تتسارع وتيرتها بسرعة".
وأضاءت الصحيفة على وجود علاماتٍ أخرى على تصاعد الضغوط الدولية على الاحتلال، بحيث وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الجمعة، على قرارٍ غير ملزِم يدعو إلى هدنةٍ إنسانية في قطاع غزّة، ليشير المدير التنفيذي لمنظمة "ELNET Israel"، إيمانويل نافون، إلى أنّ حقيقة تصويت فرنسا مثلاً لمصلحة القرار تمثّل ما سماه "إشكاليةً بالنسبة إلى إسرائيل".
وبشأن الحراك والأخذ والجذب في مجلس الأمن الدولي، قال نافون إنّ "إسرائيل لا تريد الاعتماد فقط على الفيتو الأميركي"، في إشارةٍ واضحة إلى محاولتها تجميع أكبر دعمٍ دولي لها، وخصوصاً مع طرح أكثر من مسؤول إسرائيلي مخاوف لديه من تراجعٍ حاد في الدعم الدولي.
وفي حين يواصل زعماء أوروبا التعبير عن دعمهم العلني لكيان الاحتلال، فإنّهم يواجهون مطالب متزايدة في بلدانهم بالضغط في اتجاه التوصّل إلى وقفٍ لإطلاق النار، بحيث ركّزت الصحيفة على تناول مشاهد عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في لندن، الأحد، وكيف عبّروا عن غضبهم بسبب رفض بريطانيا حتى الآن دعم هدنةٍ إنسانية.