مسؤول في الخارجية الأميركية يكشف سبب استقالته: ليست الوزارة التي أعرفها
كشف المدير السابق في مكتب الشؤون السياسية العسكرية بوزارة الخارجية الأميركية، جوش بول، عن أخطاء تقترفها الوزارة في عملية نقل الأسلحة إلى "إسرائيل".
ووفق صحيفة "واشنطن بوست" فإن بول وصف عملية نقل الأسلحة الأميركية إلى "إسرائيل" بـ"المعقّدة والصعبة أخلاقياً، ويغيب حولها أي نقاش"، متابعاً: "لذلك قدّمت استقالتي الأسبوع الماضي".
وتابع بول أنّ "الفرضية الأساسية للمساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل منذ اتفاقيات أوسلو هي الأمن مقابل السلام، لكنّ سجل الأحداث يظهر أن الأسلحة التي قدّمتها الولايات المتحدة لم تقدْ إسرائيل إلى السلام".
وأضاف أنّ "آلية التسليح الأميركية قادت في الضفة الغربية إلى تسهيل نمو البنية الأساسية الاستيطانية، بينما في قطاع غزة تسببت التفجيرات في إحداث صدمة جماعية وخسائر بشرية".
ولفت إلى أنّ "الطلبات الإسرائيلية كانت تستدعي نقاشاً صريحاً بشأنها، وكنت ملحاً في طلب النقاش، لكنّ إلحاحي قوبل بالتجاهل".
واستطرد قائلاً: "في الوقت نفسه، فإن الكونغرس الذي كان قد منع في السابق مبيعات الأسلحة لأنظمة أخرى ذات سجلات مشكوك فيها في مجال حقوق الإنسان، يضغط علينا الآن للمضي قدماً لتلبية مطالب إسرائيل".
"الأسلحة التي يُقصف بها قطاع #غزة هي أسلحة أميركية، والمعلومات الاستخبارية التي تقدَّم إلى إسرئيل تأتي من الأقمار الاصطناعية الأميركية".
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 12, 2023
الكاتب الصحافي محمد دلبح لـ #الميادين#طوفان_الأقصى #الثورة_الكبرى #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/XXfNxjFGJZ
وأشار بول إلى أنّ الأسلحة الأميركية المقدّمة لـ"إسرائيل" ستشكّل خطراً على المدنيين الفلسطينيين، وتنتهك حقوق الإنسان، لكن وزارة الخارجية الأميركية مصرة جداً على تجنّب أي نقاش حول هذا الخطر.
واختتم بالقول إنّ "هذه ليست وزارة الخارجية التي أعرفها، ولهذا السبب اضطررت إلى تركها".
واستقال المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية جوش بول من منصبه، يوم الأربعاء الفائت، بسبب طريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
وعمل بول في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية التابع للدولة، وفقاً لبيانه وملفه الشخصي في موقع "LinkedIn. ويدير مكتب العلاقات الدفاعية مع حلفاء الولايات المتحدة ويشرف على عمليات نقل الأسلحة والعتاد لحلفاء واشنطن.
وقبل أيام، ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي، أنّ عشرات الآلاف من ذخائر المدفعية التي كانت في طريقها إلى أوكرانيا جرى تحويل وجهتها إلى "إسرائيل".
وذكر "أكسيوس" أنه بعد بدء عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/أكتوبر، أجرى "الجيش" الإسرائيلي تقييماً أولياً لاحتياجاته العاجلة من الأسلحة وسلّمه إلى "البنتاغون".
ووفق الموقع، لفت المسؤولون الإسرائيليون إلى أنّ الولايات المتحدة وافقت وسترسل قذائف المدفعية إلى "إسرائيل" في الأسابيع المقبلة.
وذكر موقع "huffpost" الأميركي أنّ النهج الذي يتّبعه الرئيس الأميركي، جو بايدن، "تجاه أعمال العنف المستمرة في إسرائيل وفلسطين يؤدي إلى تأجيج التوترات المتصاعدة في وزارة الخارجية الأميركية".
وأشار أحد مسؤولي وزارة الخارجية إلى وجود "تمرّد يختمر داخل وزارة الخارجية على جميع المستويات".