مسؤول أمني إسرائيلي: وضعنا الحالي أصعب من حرب 1973.. ويشبه بداية 1948
نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن مسؤول أمني، قوله إنّ الاحتلال يعيش اليوم وضعاً "أكثر صعوبةً" من حرب عام 1973، مضيفاً أنّ "الوضع يشبه كثيراً بداية عام 1948"؛ أي قبل "إنشاء إسرائيل" في إثر احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة، في إشارة إلى الطبيعة الوجودية للحرب التي تخوضها "إسرائيل".
وفي وقت سابق، قالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إنّ "تل أبيب" باتت في أخطر أزمة أمنية وجودية، خُرقت فيها "الخطوط الحمر" السياسية والعسكرية والأمنية، مضيفةً أنّ ما حدث حتى الآن هو مجرّد "تنبيه" في معركة جُرّت إليها "إسرائيل"، بصورة مُفاجئة.
أمّا صحيفة "هآرتس" فأكدت أنّ الإخفاق، الذي واجهه الاحتلال في ملحمة طوفان الأقصى، "أخطر بألف مرّة" من الإخفاق الذي أدّى إلى حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973.
خشية من توسع الحرب.. وحاجة إلى دعم غربي متواصل
يأتي هذا الكلام وسط خوف يبديه الاحتلال من توسّع الحرب لتشمل جبهات أخرى، وسط ما يعانيه "جيشه" من ضعف وتشتت، وفي ظل الانقسام فيه، في المستويين السياسي والعسكري.
وكان رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، أقرّ بالفشل في وجه المقاومة الفلسطينية، معرباً عن خشيته من توسّع المعركة إلى جبهات أخرى، إذ أكد أنّ الهدف "ليس السعي لمعركة متعددة الساحات".
"من قام بعملية 7 أكتوبر لا شك يضع في حساباته سيناريو الحرب البرية"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 22, 2023
الكاتب السياسي ساري عرابي لـ #الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين_المحتلة pic.twitter.com/4b3QEH6grV
ووفقاً لهنغبي، فإنّ "هامش المناورة لدى إسرائيل محدود، في ضوء التجربة القاسية" عند الجبهة الجنوبية، لافتاً إلى وجود سلسلة طويلة من التحديات عند الجبهة الشمالية، فلم يمرّ يوم، في ملحمة "طوفان الأقصى"، "من دون محاولة قتل إسرائيليين في منطقة الشمال".
وأكد الإعلام الإسرائيلي أنّ الخطر الملموس يكمن في فتح جبهة إضافية مع حزب الله في الشمال، إلى جانب هجمات مُتعددة في الضفة الغربية والقدس المحتلة.
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: ما رأيناه لغاية الآن مجرد "برومو" لفيلم سيئ في حال توسع الحرب
وأكد محلل الشؤون العسكرية في "القناة الـ13"، ألون بن دافيد، أنّ "إسرائيل" تحارب في 3 جبهات: الجنوب في غزة، والشمال مع حزب الله، وفي الوسط، حيث أصبحت الضفة الغربية "جبهةً نشطة".
في غضون ذلك، قال نائب رئيس الأركان سابقاً وعضو "الكنيست"، يئير غولاني، إنّ قرار فتح جبهة إضافية سُحب من "إسرائيل".
وأوضح غولاني، في تصريح لـ"القناة الـ 12" الإسرائيلية، أنّ الرئيس الأميركي، جو بايدن، ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن، حضرا إلى الأراضي المحتلة، وأرسلا مجموعتي قتال، الأساس فيهما حاملة طائرات، "من أجل فرض عدم فتح جبهة إضافية على إسرائيل".
وأضاف أنّ "بلينكن صرّح، قبل ساعات، بذلك بصورة واضحة جداً، حينما قال إنّه لن تكون هناك جبهة ثانية ولا جبهة ثالثة"، مؤكّداً أنّ "إسرائيل فقدت كل القرارات المستقلة في هذا الموضوع".
واستدعى الضعف الإسرائيلي دعماً أميركياً وغربياً للاحتلال، جدّده "قادة" الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا، تحت ذريعة "الدفاع عن النفس"، على الرغم مما يرتكبه الاحتلال من مجازر في عدوانه المتواصل على قطاع غزة، الأمر الذي يدلّ على عجزه عن تحمّل تكاليف الحرب.
اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: واشنطن تقود الحرب الحالية بدلاً من "إسرائيل" وفقاً لمصالحها
فترة لم يعرفها الاحتلال منذ أعوام طويلة
ومنذ بدء ملحمة "طوفان الأقصى"، أقرّ الاحتلال مراراً بالفشل الاستخباري الذريع، إذ شكّلت مفاجأةً كبيرةً له. وسابقاً، اعترف مسؤول جهاز الاستخبارات العسكرية في "جيش" الاحتلال، أهارون حليفا، بـ"الفشل في توفير إنذار مسبّق عن الهجوم الذي نفّذته حماس".
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إنّ حليفا تحدث عن أنّ الحرب في غزة لن تكون مدتها قصيرة، موضحاً: "تُتوقع لنا أيام صعبة، وفترة لم نعرفها منذ أعوام طويلة".
"إسرائيل" تواجه عدة أزمات من بينها أزمة جاهزية الجيش الإسرائيلي"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 23, 2023
المحلل السياسي رامي شعث في #بالحبر_الجديد #الميادين #فلسطين #طوفان_الأقصى @Fotoun_Abbassi pic.twitter.com/JfXFZVwVtk
ومنذ أن أطلقت المقاومة الفلسطينية ملحمة "طوفان الأقصى"، في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الحالي، تكبّد الاحتلال خسائر غير مسبوقة على صعيد الأرواح، إذ قُتل ما يزيد على 1400 مستوطن إسرائيلي، بينما جُرح أكثر من 5000 آخرين، في غضون أسبوعين فقط.
وفي وقت سابق، صرّح "جيش" الاحتلال بتصنيف ما يزيد على 1200 جندي جريح على أنّهم "معوّقون"، بينما كشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" أنّ 1210 جنود أصبحوا حديثاً، أي منذ انطلاق "طوفان الأقصى"، "تحت رعاية قسم إعادة التأهيل، التابع لوزارة الأمن الإسرائيلية وجمعية المحاربين القدامى المعوّقين".