"بوليتيكو": رسائل "ناعمة" إلى حماس.. حضور الصين العالمي يمرّ عبر فلسطين
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية إنّ "الصين، كما يبدو، قرّرت أنّ الطريق إلى قدر أكبر من الحضور العالمي يمرّ عبر فلسطين"، بغضّ النظر عن "الضربات" التي ستتلقاها من الغرب، بسبب ما وصفته الصحيفة بـ"التساهل" مع حركة حماس.
ورأت الصحيفة أنّ هذا "الانفجار الأخير" في منطقة الشرق الأوسط يمنح القوة الآسيوية المتعاظمة فرصةً لتقدّم إلى دول عالم الجنوب رؤيةً بديلةً من القيادة العالمية، تحلّ محل تلك التي تقدّمها الولايات المتحدة الأميركية.
وفي الأيام التي تلت "طوفان الأقصى"، تحدّثت وسائل الإعلام الرسمية الصينية عن الولايات المتحدة على أنّها تتآمر من "خلف الكواليس" من أجل إحداث صراعات الشرق الأوسط، ملمحةً إلى أنّ بكين تقود إنهاءها.
وتطرّقت "بوليتيكو" إلى ما أوردته صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، المدعومة من الحكومة، ومفاده أنّ "الصراع مع إسرائيل يتطلّب جهداً جماعياً أقوى من المجتمع الدولي لتغييره".
ولفتت الصحيفة إلى أنّ بكين، تلقت "رد فعل عنيفاً فورياً من المسؤولين الإسرائيليين والأميركيين" بشأن بيانها في أعقاب انطلاق "طوفان الأقصى"، مشيرةً إلى أنّ رسالتها "الناعمة" تجاه حماس تشكّل "جزءاً من استراتيجية أكبر بكثير"، إذ إنّها تفكّر في السنوات المقبلة، وما هو "أبعد بكثير" من الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من "الضربات"، رجّحت الصحيفة أن تعتمد بكين سياسة طويلة الأمد، تقوم على كسب التأييد في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى تأييد الدول التي تبدي تضامنها مع القضية الفلسطينية، في أفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث يبحث الكثيرون أساساً عن شركاء بديلين من واشنطن.
وفي هذا السياق، أوضحت الصحيفة أنّ الدول في أفريقيا وأميركا اللاتينية وخارجها غالباً ما تنظر إلى نضال الفلسطينيين ضد الاحتلال على أنّه أقرب إلى محاربة الاستعمار. وخطاب بكين يمكن أن يقرّبها من مثل هذه دول، التي استفادت بالفعل من الاستثمار الصيني في البنية التحتية، من الطرق السريعة إلى الموانئ الجديدة الضخمة.