"واشنطن بوست" عن احتمال شن هجوم بري على غزة: تبدو مهمةً مروّعة ومستحيلة
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، في مقالٍ للكاتب ديفيد أغناشيوس، أنّ "حماس تُمثّل عدواً هائلاً ذا قدرات متطورة تكنولوجياً بالنسبة إلى إسرائيل".
وأضاف أغناشيوس، فيما يخصّ الحديث عن شنّ هجوم برّي على حماس في قطاع غزة، أنّه "ينبغي تقدير مدى صعوبة هذا القتال".
وفي تفاصيل ذلك، تحدّث الكاتب عن أنّ "القوات الإسرائيلية ستقوم بهجوم مضاد عبر متاهة من المباني الشاهقة، المليئة بالحاميات المخفية والممرات المفخخة".
وتابع: "في كل طابق من كل مبنى، يمكن أن يكون هناك تهديد، فيما هناك أميال من الأنفاق، تحت هذه المدينة، وهي لا تخفي مقاتلي حماس فحسب، بل أيضاً ما يصل إلى 150 أسيراً إسرائيلياً".
وبحسب أغناشيوس، فإنّ "عملية غزة تطرح تحديّين مؤلمين، ويبدو أنّهما متعارضان بشكل مأساوي"، وهما على الشكل التالي، وقفاً له:
1. يجب على "إسرائيل" أن تستعيد قوة الردع ضد أعدائها – في غزة والضفة الغربية ولبنان وإيران – بعد الهجوم المفاجئ المدمّر الذي وقع يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
2. وفي الوقت نفسه، يتعيّن عليها أن تقلّل من الخسائر، وأن تُنقذ حياة أكبر عدد ممكن من الأسرى، في وقتٍ يبدو وكأنّ ذلك مهمة مروّعة ومستحيلة.
وفي السياق، أشار الكاتب إلى تساؤلاتٍ عن "المفاجآت الأخرى التي يمكن أن تواجه القوات الإسرائيلية في غزة"، مجيباً أنّ "حماس التي تمكّنت من إنجاز هذه العملية جيداً، ولهذه المدة الطويلة، فإنها بالتأكيد كانت قد أعدّت لخطة مسبقة".
ووفقاً لمسؤول غربي، فإنّ أجهزة الاستخبارات الأردنية ومصر أعطت "إسرائيل" تحذيراً قاتماً، مفيدةً بأنّ "حماس أعدّت عبوات ناسفة وأسلحة مضادة للدبابات ودفاعات أخرى على طول طرق الاقتراب من القطاع"، ضمن الخطة الدفاعية التي أعدتها حماس.
وعقّب الكاتب في هذا الخصوص، بأنّ "حرب المدن تنطوي عليها صعوبات تُربك حتى أكثر الجيوش احترافية".
اقرأ أيضاً: "هآرتس": "الجيش" الإسرائيلي ليس مستعداً وغير مجهّز لوجستياً لعملية برية في غزة
المُقاومة تدرّبت على المواجهة البرية مع الاحتلال
وفي وقتٍ سابق اليوم، أكّد مصدر في المقاومة الفلسطينية للميادين أنّ العدو "سيضحي بنصف جيشه" في حال أقدم على اجتياحٍ بري لأراضي قطاع غزّة، كاشفاً أنّ المقاومة لديها إشرافٌ معلوماتي على كل تحركات العدو، "حتى تلك التي تجري داخل مواقعه العسكرية".
وأكّد المصدر أنّ المقاومة "تُعدّ نفسها لمعركةٍ طويلة الأمد مع قوات الاحتلال"، مشيراً إلى أنّ لديها كل الإمكانيات اللازمة لهذه المعركة.
وأوضح المصدر للميادين أنّ المقاومة تعمل وفق خطط عملياتٍ مُعدّة مسبقاً، وأنّ ذلك يجري مِن خلال تنسيقٍ كامل مع غرفة عمليات محور المقاومة.
وأكّد مصدر آخر في المقاومة الفلسطينية للميادين، قائلاً إنّ "النواة الصلبة للمقاومة لا تزال بخير"، مشيراً إلى أنّ "القدرة القتالية لكتائب القسام لا تزال بوضع جيد جداً".
وشدد المصدر على أنّ "تفكير الاحتلال في الدخول البري أو اقتطاع أراضٍ هو ما تدرّبت عليه قوات المقاومة، وأعدّت له من الإجراءات ما سيفاجئ العدو".
وكان أكّد موقع "والاه" الإسرائيلي أنّ "جيش" الاحتلال غير قادر على الهجوم، في الوقت الذي "تفتّتت" ثقة المستوطنين به، وسط الفشل العسكري الذريع الذي أظهره "الجيش" منذ بدء ملحمة "طوفان الأقصى".
كذلك، انتقدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية النقص الهائل في عتاد "الجيش" الإسرائيلي وتجهيزاته، مؤكدةً أنّ مخازن "الجيش" المخصصة للطوارئ ليست "ممتلئة"، كما هو مزعوم.