"البروباغندا المجنونة".. الحرب في أوكرانيا تعزز التربّح من الأزمات

تسعى كييف لجعل تحقيق الأرباح من صناعة الحرب أمراً طبيعياً. وفي سبيل ذلك تستضيف حدثاً ضم 250 شركة صناعية دفاعية، من 30 دولة، من أجل إقناعها بفتح مصانع أسلحة في أوكرانيا، والتخلص من تكاليف الوساطات.
  • زيلينسكي في منتدى الصناعات الدفاعية الأول في أوكرانيا الذي يسعى من خلاله لبناء مصانع أسلحة أجنبية في بلاده

ذكر موقع "ميديوم" الأميركي أن كييف تنسق مع قطاع صناعة الأسلحة والحكومات الغربية، في إطار حملة دعائية تهدف إلى نقل مصانع الأسلحة إلى أوكرانيا، وجعل التربح من صناعات الحرب أمراً عادياً، وتحويل أوكرانيا إلى مصنّع للأسلحة، وجعل الأوكرانيين وكلاء للمجمع الصناعي العسكري، وللبنتاغون. 

وبحسب الكاتبة كيتلين جونستون، في مقال لها في موقع "ميديوم"، فإن كييف استضافت حدثاً ضم 250 شركة صناعية "دفاعية" من 30 دولة، يوم الجمعة الفائت، وألقى الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، خطاباً في الفعالية، حثّ فيه المستفيدين من الحرب على فتح مصانع في أوكرانيا، من أجل التخلص من وسيط التأمين والتسليم لكثير من الأسلحة التي تأتي من الخارج.

ويبدو أن الوقت سيكون متسعاً لصنّاع الأسلحة، من أجل القيام بهذه الاستثمارات، لأن السلطات الغربية لا تفوّت فرصة من أجل إبلاغ شعوبها أن هذه الحرب ستستمر أعواماً متعددة.

وكرّر زيلينسكي، في خطابه، مصطلح "المجمع الصناعي الدفاعي" مرتين، واستخدم عبارة "ترسانة العالم الحر" على الأقل ثلاث مرات، في دلالة على النية الجدّية في جذب هذه المصانع.

ولقي خطاب إعلان زيلينسكي صدىً في عناوين وسائل الإعلام الغربية الكبرى، بحيث وُجّهت معظم العناوين نحو جعل بناء مجمع صناعي عسكري أمراً طبيعياً في نظر الجمهور.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وذكر إيرا ستول من مجلة "مستقبل الرأسمالية"، في مقالة افتتاحية مثيرة للدهشة تشرتها صحيفة "وول ستريت جورنال"، بعنوان "بشأن الدفاع عن صناعة الدفاع"، أن "المجمع الصناعي العسكري هو في الواقع شيء رائع، ويجب علينا جميعاً أن ندعمه".

مقال آخر نُشر مؤخراً في صحيفة "وول ستريت جورنال"، بعنوان " الحرب في أوكرانيا معرض أسلحة عملاقة "، ورد فيه أن "صنّاع الأسلحة يتلقون أوامر باختبار أسلحتهم في ساحة المعركة"، واختبار آلات الحرب ميدانياً على الأهداف البشرية لمصلحة المستفيدين من الحرب.

ويقول المقال "إن مدفع الهاوتزر هو جزء من ترسانة الأسلحة التي يتم اختبارها في أوكرانيا، التي أصبحت أكبر معرض للأسلحة في العالم".

وكتب أليستر ماكدونالد في "وول ستريت جورنال"، أن "الشركات التي تصنع الأسلحة المستخدمة في أوكرانيا فازت بطلبات، وأحيت خطوط إنتاجها، عدا عن أن نشر معدات بقيمة مليارات الدولارات في حرب برية كبرى أعطى المصنّعين والجيوش فرصة فريدة في تقييم أداء تلك الأسلحة.  

أما مقال "رويترز"، المعنون "في معرض لندن للأسلحة، مخاوف الحرب العالمية مفيدة للأعمال التجارية"، فركز على مقدار الأموال التي يجمعها مصنّعو الأسلحة نتيجة لهذه الحرب، مستشهداً بقول أحد المسؤولين التنفيذيين في صناعة الأسلحة إن "الحرب مفيدة للأعمال".

وقبل بضعة أيام فقط، تابعت مذيعة شبكة "سي أن أن"، إيرين بورنيت، بعض المقاطع لـ "مشرعين من اليمين المتطرف" في سلوفاكيا، يعبرون عن معارضتهم تمويل الحرب بالوكالة في أوكرانيا، وتشرح أن هذا التمويل مفيد بالفعل للأميركيين، لأنه يذهب مباشرة إلى الولايات المتحدة، أي إلى صناعة الأسلحة الأميركية.

وقالت بورنيت إن "من المفيد أن نكون واضحين بشأن بعض الحقائق، فالأغلبية العظمى من هذه الأموال تذهب إلى الشركات والوظائف الأميركية، لأن هؤلاء هم الأشخاص الذين يصنعون دبابات أبرامز والذخيرة وكل شيء آخر".

وأضافت: "لننظر إلى شركة لوكهيد مارتن، التي تصنع صواريخ هيمارس، والتي كانت أساسية للهجوم المضاد في أوكرانيا، فلقد أعلنت الشركة أنها ستزيد في قوتها العاملة في أركنساس، بنسبة 20% ، فقط بسبب هذا الطلب الجديد".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

كل هذه الطاقة الدعائية تذهب إلى تطبيع فعل التربح من الحرب، لأن فكرة "الحرب" من دون "التربح" تخيفهم.

إن حقيقة مفادها أن الحرب، التي يتم إشعالها عمداً يتم استخدامها كمعرض ميداني عملاق لإظهار مدى فعالية أنظمة الأسلحة في تمزيق الجثث البشرية، للمستثمرين والمشترين المحتملين، من أجل الاستفادة من كل هذا الموت وهذا الدمار، هي أكثر كابوسية من أي شيء آخر.

اقرأ أيضاً: جرّاء الحرب في أوكرانيا.. صانعو الأسلحة الأميركيون يحققون أرباحاً قياسية

المصدر: وكالات