صربيا تعلن إعادة مستوى انتشار قواتها إلى طبيعته على طول الحدود مع كوسوفو

صربيا تعلن إعادة مستوى حضور قواتها إلى الطبيعي على طول حدودها مع كوسوفو، بعد أسبوع من تجدّد أعمال العنف، متهمة إياها بالتخطيط "لضم" أراضٍ في شمال الإقليم.
  • جنود من الجيش الصربي في مطار عسكري قرب بلغراد (رويترز-أرشيف)

أعلنت صربيا أنها أعادت مستوى انتشار قواتها إلى "طبيعته" على طول الحدود مع كوسوفو، متهمة إياها بالتخطيط "لضم" أراضيها في الشمال، بعد أسبوع من تجدد أعمال العنف.

وحذرت الولايات المتحدة، الحليف الدولي الرئيسي لكوسوفو، يوم الجمعة، من "انتشار عسكري صربي كبير على طول الحدود مع كوسوفو" ودعت صربيا إلى "سحب قواتها".

وكذلك أعلن الناتو، أمس الأحد، أن مهمته العسكرية في كوسوفو، التي تضم 4500 جندي، سيتمّ تعزيزها بـ 600 جندي بريطاني، 400 منهم موجودون هناك بالفعل، في إطار التدريبات.

وفي مواجهة هذا الضغط، أراد رئيس أركان الجيش الصربي إظهار حجم التهدئة من طرف بلغراد، وقال الجنرال ميلان موسيلوفيتش في تصريح للصحافة في بلغراد، إن "نظام عمل الوحدات في المنطقة الأمنية على طول الخط الإداري مع كوسوفو، عاد إلى طبيعته".

وأضاف أن "عدد الجنود انخفض من 8350 إلى 4500 بعد أسبوع من أعمال العنف الأخيرة في شمالي كوسوفو".

وفي يوم الهجوم نفسه، زعمت السلطات في بريشتينا أن بلغراد كانت وراء الجماعة المسلحة، وهي اتهامات ترفضها السلطات الصربية.

من جهتها أكدت الولايات المتحدة الأميركية اليوم الاثنين، أن أي انسحاب للقوات الصربية من الحدود مع كوسوفو سيكون "إجراء مرحباً به"، وذلك بعد إعلان بلغراد إعادتها مستوى انتشار قواتها الى "الوضع الطبيعي".

وقبل أيام قُتل شرطي وجُرح آخر، في شمالي كوسوفو، في هجوم مسلّح على دورية بالقرب من الحدود مع صربيا،بعدما تعرّضت الدورية "لهجوم من مواقع مختلفة بالأسلحة الثقيلة، بما في ذلك القنابل اليدوية"، بحسب ما أفادت الشرطة في بيان.

وبعد ساعات، أعلن رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي أنّ السلطات حاصرت 30 مسلحاً على الأقل في شمالي كوسوفو.

وفي اليوم ذاته أعلن الرئيس الصربي، ألكسندر فوتشيتش، مقتل 3 مواطنين، وإصابة 2 آخرين من صرب كوسوفو، في اشتباكات مع الشرطة شمالي الإقليم.

انتشارات سابقة للجيش الصربي

كما أعرب موسيلوفيتش عن "دهشته" من "القلق العميق لدى البعض" بشأن انتشار القوات الصربية، وهو أمر أقلّ أهمية، بحسب قوله، من المعتاد في "أزمات أمنية مماثلة".

وذكّر بأنّ الجيش الصربي نشر 14 ألف جندي في المنطقة نفسه في كانون الأول/ديسمبر 2022 وأيار/مايو 2023. كما لفت إلى أنّ القوات الصربية لم توضع في "حالة التأهب القصوى" هذه المرة ، كما حدث في مناسبات سابقة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

من جهته، ندّد وزير الدفاع الصربي ميلوس فوتشيتش بـ"الحملة غير المسؤولة " ضد الجيش الصربي وانتشاره، لكنه أشار أيضاً إلى أن القوات الصربية "قادرة على غزو كوسوفو" إذا أمر الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش بذلك، معتبراً إياها "جزءاً لا يتجزأ من صربيا".

من الجانب الآخر، اتهم رئيس وزراء كوسوفو، ألبين كورتي، صربيا بنيّة "ضم" شمال كوسوفو.

وقال كورتي عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "إكس" إنه "بناء على الوثائق المضبوطة، أكّدت شرطة كوسوفو أنّ الهجوم الإرهابي كان جزءاً من خطة أكبر لضمّ شمال كوسوفو، من خلال هجوم منسّق على 37 موقعاً".

وكانت الخطة، بحسب قوله، هي "إقامة ممرّ إلى صربيا، للسماح بإمدادات الأسلحة والقوات".

واندلعت توترات بين صربيا وكوسوفو خلال الأشهر الماضية من العام الحالي، على خلفية الانتخابات المحلية.

ويعيش ثلث صرب كوسوفو البالغ عددهم نحو 120 ألف نسمة في شمال كوسوفو، وهي المنطقة المتاخمة لصربيا، حيث ترغب بريشتينا في بسط سيادتها. 

وتشهد كوسوفو، الإقليم الصربي السابق الذي أعلن استقلاله في 2008، مواجهات متكررة، وتستمر التوترات هناك بين حكومة كوسوفو والصرب الذين يعيشون بشكل رئيسي في شمال البلاد ويقيمون علاقات وثيقة مع بلغراد.

ونشب صراع في الفترة من 1998-1999 في كوسوفو، أودى بحياة أكثر من 10 آلاف شخص وتسبّب بتشريد أكثر من مليون شخص.

اقرأ أيضاً: نيران "الناتو" تحت رماد الأزمة.. جذور الصراع في كوسوفو

المصدر: وكالات