عصيان واسع في صفوف شرطة لندن.. والجيش يعلن استعداده للنزول إلى الشوارع
أبدى الجيش البريطاني، أمس الأحد، استعداده ليحل محل شرطة العاصمة إذا لزم الأمر، بعدما قرّر عناصر من شرطة لندن المسلّحة التخلي عن حمل أسلحتهم، في إثر توجيه اتهام بالقتل إلى شرطي أطلق النار على شاب أسود وأرداه قبل عام.
وذكرت صحيفة "دايلي مايل" البريطانية، أنّ "شرطة العاصمة تواجه أزمة متصاعدة بعد تعنّت العشرات من ضباطها ورفض أداء مهامهم".
وأوردت أنّ "أكثر من 100 ضابط سلّموا تصاريح تسمح لهم بحمل الأسلحة، مما دفع شرطة سكوتلاند يارد، للجوء إلى الجيش للحصول على المساعدة".
ويخشى المسؤولون من انتشار التمرّد في جميع أنحاء المملكة المتحدة، حيث يُزعم أنّ بعض الضباط الذين يحملون الأسلحة النارية في القوى الأخرى، يرفضون المساعدة تضامناً مع زملائهم في شرطة العاصمة.
وظهرت الأزمة بعد اتهام ضابط لم يذكر اسمه بالقتل بعد إطلاق النار على رجل من أصل أفريقي أعزل يدعى كريس كابا، ويبلغ من العمر 24 عاماً، وهو مهندس معماري طموح، قُتل في أيلول/سبتمبر من العام الماضي في ستريثام هيل، جنوب لندن.
وأصيب كابا في حينها، برصاصة في رأسه من خلال الزجاج الأمامي لسيارته، وأدّى موته إلى احتجاجات واضطرابات واسعة النطاق في جميع أنحاء العاصمة الخريف الماضي، فيما أُوقف الشرطي الذي أطلق عليه الرصاص عن العمل ووضع قيد مراقبة قضائية.
وأبلغ بعض الضباط قادتهم في حينها، أنهم بحاجة إلى "فترة للتفكير" بشأن ما إذا كان ينبغي عليهم الاستمرار في حمل السلاح.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أنّ "واحدة فقط من أصل سبع وحدات مسلحة لمكافحة الإرهاب تعمل الآن، وذكرت أيضاً أنّ ضباطاً في القوات البريطانية الأخرى يرفضون السفر إلى لندن".
تكرار لحوادث مرتبطة بالعنصرية ضدّ غير البيض
وقبل 3 أعوام، أثار توقيف العدّاء الأسود ريكاردو دو سانتوس، ومعه شريكة حياته وطفلهما فضيحةً، وقد جاء ذلك في خضمّ تحركات "بلاك لايفز ماتر" في الولايات المتحدة.
وأدّى التوقيف إلى فتح تحقيق موسّع بشأن "سلوكيات لعناصر الشرطة البريطانية تنطوي على تمييز عنصري"، وأسفر عن اتّخاذ إجراءات تأديبية بحق خمسة عناصر.
وفي شباط/فبراير 2022، استقالت قائدة شرطة لندن "سكوتلاند يارد"، كريسيدا ديك، على خلفية تقرير للمكتب المستقل لمراقبة سلوك الشرطة أشار إلى "سلوكيات لعناصرها تنطوي على عنصرية وعلى تمييز وكراهية للنساء".
والعام الفائت، اتهمت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري، العائلة المالكة البريطانية بالعنصرية والكذب ودفعها إلى حافة الانتحار، كاشفة أن ابنها أرتشي، الذي يبلغ عمره الآن عاماً واحداً، "حُرم من لقب الأمير لأنه كانت هناك مخاوف داخل العائلة المالكة بشأن مدى سمار بشرته"، وقالت ميغان "لم يريدوا أن يكون أميراً"، وأضافت أنه كان هنا "حوار بشأن مدى سواد بشرته عند ولادته".