أرمينيا تطالب بإرسال بعثة للأمم المتحدة إلى ناغورنو كاراباخ بشكل عاجل

وزير الخارجية الأرميني دعا المجتمع الدولي إلى بذل جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة، على الفور، في ناغورنو كاراباخ، لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض.
  • مدرعة روسية تابعة لقوات حفظ السلام الروسية في ناغورنو كاراباخ

دعت أرمينيا إلى إرسال بعثة للأمم المتحدة على الفور إلى ناغورنو كاراباخ، لمراقبة الوضع الميداني، في وقت وعدت أذربيجان بمعاملة الأرمن في هذه المنطقة الانفصالية على أنهم "مواطنون متساوون".

وقال وزير الخارجية الأرميني، أرارات ميرزويان، خلال كلمة في الأمم المتحدة، إنه "بعد الفشل في منع الإبادة الجماعية في رواندا، تمكنت الأمم المتحدة من إنشاء آليات للوقاية.. لكننا اليوم على شفا فشل آخر".

وأضاف أنّ على "المجتمع الدولي بذل قصارى جهده لنشر بعثة مشتركة من وكالات الأمم المتحدة، على الفور، في ناغورنو كاراباخ، لمراقبة وتقييم حقوق الإنسان والوضع الإنساني والأمني على الأرض"، مكرراً الاتهامات بارتكاب "تطهير عرقي" في المنطقة الانفصالية.

وتابع أنه "للأسف، ليس لدينا شريك للسلام، بل بلد يعلن صراحة أنّ الغلبة هي للأقوى، ويستخدم القوة باستمرار لتعطيل عملية السلام"، معتبراً أنّ "توقيت الهجوم الخاطف الذي شنته أذربيجان في وقت سابق هذا الأسبوع لم يكن عرضياً"، بل جرى في وقت تنعقد أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وشدّد الوزير على أنّ "الرسالة واضحة: يمكنكم التحدث عن السلام ويمكننا الذهاب إلى الحرب، ولن تكونوا قادرين على تغيير أي شيء". 

وقبل ساعات قليلة، ومن على المنبر نفسه في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعد نظيره الأذربيجاني بأن "غالبية الأرمن في ناغورنو كاراباخ سيعامَلون بصفتهم "مواطنين متساوين".

وقال جيهون بيراموف في كلمته أمام الجمعية العامة: "أريد أن أؤكد مجدداً أن أذربيجان مصممة على إعادة دمج السكان الأرمن في منطقة كاراباخ في أذربيجان بصفتهم مواطنين متساوين".

وأضاف أنّ "الدستور والتشريعات الوطنية لأذربيجان والالتزامات الدولية التي تعهدنا بها تشكل أساساً متيناً لهذا الهدف".

وأردف بيراموف أنّه "ما زلنا نعتقد أن هناك فرصة تاريخية لأذربيجان وأرمينيا لإقامة علاقات حسن جوار والتعايش، جنباً إلى جنب في سلام".

بلينكن: واشنطن "تشعر بالقلق" حيال السكان الأرمن

من جهته، أبلغ وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، السبت، أرمينيا بأنّ "الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق" حيال السكان من العرقية الأرمينية في ناغورنو كاراباخ، مضيفاً أنها "سعت إلى تأمين الحماية لهم مع تعزيز أذربيجان سيطرتها على الإقليم".

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إنّ "بلينكن أعرب في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان عن قلق الولايات المتحدة العميق حيال السكان الأرمينيين في ناغورنو كاراباخ".

وأضاف ميلر أنّ بلينكن "أكد أن الولايات المتحدة تدعو أذربيجان إلى حماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها باحترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية لسكان ناغورنو كاراباخ، وضمان امتثال قواتها للقانون الإنساني الدولي".

اقرأ أيضاً: رئاسة أذربيجان تعلن عن مفاوضات بنّاءة مع السكان الأرمن في ناغورنو كاراباخ

لافروف: اتهامنا بتسليم الإقليم لأذربيجان "سخافة"

في المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، السبت، قادة أرمينيا "بمفاقمة التوتر في كاراباخ"، لكنه أبدى أمله في أن تبقى البلاد في فلك موسكو، رغم الاضطراب الذي تعيشه بعد استعادة أذربيجان السيطرة على الإقليم الانفصالي.

وفي كلمة ألقاها بالأمم المتحدة، اعتبر لافروف أن القوى الغربية "تحرّك الخيوط" لتقويض النفوذ الروسي، مضيفاً أنه "للأسف، القيادة في أرمينيا تصبّ من وقت لآخر بنفسها الزيت على النار". 

وعلق لافروف على ما قاله أحد كبار السياسيين الأرمينيين، حول تسليم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ناغورنو كاراباخ إلى أذربيجان، بعد حرب عام 2020، وقال لافروف إنه "من السخافة اتهامنا بذلك، ونحن مقتنعون بأن الشعب الأرمني يتذكر تاريخنا". 

وأعرب عن ثقته في أن الأرمن "سيظلون مرتبطين بروسيا والدول الصديقة الأخرى في المنطقة، بدلاً من أولئك الذين يقفزون عليها من الخارج".

قافلة مساعدات دولية أولى تدخل كاراباخ

وأمس السبت، دخلت أول قافلة مساعدات تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر ناغورنو كاراباخ، فيما عرض الجيش الأذربيجاني أمام صحافيين على مرتفعات "عاصمة" الإقليم ستيباناكيرت، مئات الأسلحة التي صادرها من التشكيلات المسلحة في الإقليم، منذ هجومه الخاطف مطلع الأسبوع على هذه المنطقة ذات الغالبية الأرمينية.

وقالت مسؤولة في الصليب الأحمر الدولي لوكالة "فرانس برس"، عند نقطة التفتيش الأرمينية في كورنيدزور لدى عبور القافلة، إنّ "اللجنة الدولية للصليب الأحمر عبرت ممر لاتشين لتنقل خصوصاً سبعين طناً من المساعدة الإنسانية للسكان".

وتتهم يريفان باكو منذ أواخر 2022 بإغلاق هذا الطريق الوحيد الرابط بين كاراباخ وأرمينيا والتسبب بنقص كبير في المواد الأساسية.

اقرأ أيضاً: موسكو: قضية ناغورنو كاراباخ مسألة داخلية أذربيجانية.. ونحقق في مقتل جنود روس

"نزع سلاح"

وفي محيط مدينة شوشا، التي تسيطر عليها أذربيجان في كاراباخ، والواقعة قرب ستيباناكيرت "المحاصرة" بحسب مسؤولين محليين، عُرضت أمام الصحافيين مئات الأسلحة الخفيفة التي صودرت من التشكيلات المسلحة في الإقليم، ودبابات تحمل إشارة صليب أبيض.

وفي الساحة حيث عُرضت الترسانة العسكرية، كُتب بأحرف سود كبيرة "كاراباخ أذربيجانية".

وقال المتحدث باسم جيش أذربيجان آنار ايفازوف في مدينة شوشا "بالتعاون الوثيق مع جنود حفظ السلام الروس، نعمل على نزع سلاح" القوات الانفصالية و"دعم المدنيين". 

وفي شوشا، تمّ تركيز مدافع هاون على تلة وتوجيهها نحو ستيباناكيرت، ولم يجب إيفازوف لدى سؤاله عن عمود من الدخان منبعث من المدينة الواقعة في أسفل المرتفعات، في وقت متأخر السبت.

وكان جندي أذربيجاني أصيب، في انتهاك لوقف إطلاق النار، وفق ما أعلنت السبت القوة الروسية لحفظ السلام المنتشرة في المنطقة، ما يشير إلى هشاشة الوضع. 

وأكدت أذربيجان أنّ "السكان الأرمن يحرقون عدداً كبيراً من المنازل في أغدرة"، ناشرة صوراً جوية بدا أنها تظهر منازل محترقة.

واستسلمت التشكيلات المسلحة في ناغورنو كاراباخ، بعدما ألحقت بهم باكو هزيمة سريعة جراء هجوم استمر 24 ساعة الأسبوع الفائت، وانتهى الأربعاء، بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة روسية.

ويشعر السكان بالقلق على مستقبلهم في هذه المنطقة، حيث يواجه الآلاف حالة طوارئ إنسانية.

اقرأ أيضاً: إشعال إقليم ناغورنو كاراباخ.. أين المصلحة الأميركية؟

المصدر: الميادين نت + وكالات