"الناتو": أوكرانيا تعاني المسيّرات الروسية.. والتصدي لها مسألة معقّدة
ناقش مسؤولون في حلف شمال الأطلسي وعسكريون أوروبيون وشركات دفاع، مقطع فيديو لطائرة مسيّرة، حلّقت فوق حفرة، مالبث أن تبع ذلك انفجار ناتج عن إلقائها قذيفة على خندق أوكراني.
وخلال الاجتماع الذي حصل هذا الأسبوع في قاعدة فريديبيل العسكرية في هولندا، قال القائد السابق للقوات الجوية الهولندية، وخبير "الناتو" في الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة، وليام كويدام، إنّ هذه الطائرات المسيّرة "صغيرة وسريعة"، مؤكّداً أنّ إيجاد وسيلة للتصدي لها "مسألة معقّدة".
مش معقول!!
— تقرير الحرب اليومي (@takriralharb1) September 23, 2023
تحييد 6 جنود أوكران بالقنابل اليدوية التي أسقطتها مسيرات القوات الروسية على خنادق العدو في #سيفيرسك بجمهورية #دونيتسك الشعبية.#تقرير_الحرب_اليومي #الجيش_الروسي #الجيش_الأوكراني #روسيا #أوكرانيا #بوتين #المغرب pic.twitter.com/xRdDIbAgrP
لذلك توجّهت 57 شركة إلى قاعدة "فريديبيل"، لعرض منتجاتها التي تفترض قدرتها على مواجهة مثل هذه الطائرات، بدءاً من الطائرات المسيّرة التجارية، وصولاً إلى طائرات مسيرة أخرى يستخدمها الجيش الروسي في أوكرانيا.
وفي هذا الإطار، يقول رئيس شركة "دي دي تي أس" الألمانية المتخصّصة في الأنظمة المضادة للطائرات المسيّرة، لودفيغ فروهوف، إنّ أفضل طريقة لمواجهة هذه المسيّرات، هي "طائرة مسيرة نفّاثة من نفس الحجم".
وأكّد فروهوف أنّ طائرته يمكنها أن تحلّق بسرعة تزيد عن 500 كيلومتر في الساعة، مشيراً إلى أنّ تكلفتها أقل بكثير من تكلفة الصاروخ الذي تستخدمه وسائل الدفاع الكلاسيكية المضادة للطائرات.
ويقول الخبير في التكنولوجيا والأمن السيبراني في حلف "الناتو"، مات روبر، أنّ التهديد يأتي أيضاً من مسيّراتٍ أصغر بكثير، لها القدرة على القتل، والتتسبّب بأضرار جسيمة للبنية التحتية، كمحطات الطاقة الحرارية أو محطات الضخ.
اصطياد طائرة مسيّرة بشبكة
غير أنّ أفضل طريقة لتحييد طائرة مسيّرة لا تقتصر بالضرورة على تدميرها، ففي بعض الحالات، من الأفضل الاستيلاء عليها أو تحويل مسارها، إذا كان تحييدها سيعرض القوات أو البنية التحتية للخطر.
ومن هذا المنطلق، قامت شركة ألمانية هي "أرغوس انترسبشن"، بالتعاون مع آخرين، بتطوير نظام "للصيد الشبكي" للطائرات المسيّرة. وبمجرّد تحديد موقع الطائرة الدخيلة، تُقلع طائرة مسيّرة اعتراضية ، يتم توجيهها تلقائياً من المحطة الأرضية، لتقترب من مسيّرة العدو قبل إطلاق شبكة لاصطيادها، وبمجرد الاستيلاء عليها، يمكن نقلها إلى مكان آمن.
ويقول رئيس شركة "أرغوس انترسبشن" كريستيان سكونينغ "إنها فعّالة بشكل خاص لحماية المطارات".
التشويش وتعطيل الاتصالات
يقول الكابتن إيونوت فلاد كوزموتا، من القوات الجوية الرومانية إنّ "التشويش قد يكون حلاًّ"، إلّا أنّ "التشويش عليها" يعطل الاتصالات مع مشغّلها، فتعود إلى قاعدتها تلقائياً، بسبب عدم وجود معلومات واضحة عن وجهتها، لذلك يرجح كوزموتا استخدام تقنية أخرى للسيطرة عليها وتوجيهها إلى حيث يريد.
ويؤكد كوزموتا أنه من الضروري أن تتمكّن جميع هذه الأنظمة من التواصل مع بعضها البعض، لذلك يسعى الناتو إلى إيجاد معيار مشترك لذلك، من خلال نظام "سابيينت"، الذي تم تطويره في بريطانيا.
جدير بالذكر أن أن أيّاً من العسكريين الأوكرانيين لم يكن حاضراً هذا الأسبوع، خلال هذه التدريبات الدفاعية ضد المسيّرات.