الهفل يكشف تشكيل قيادة لـ"جيش العشائر" في دير الزور.. ويدعو للتصعيد ضد "قسد"
أعلن شيخ مشايخ قبيلة العكيدات في سوريا، الشيخ إبراهيم خليل الهفل، في بيانٍ صوتي، تشكيل قيادة عسكرية لـ"جيش القبائل والعشائر في ريف دير الزور"، داعياً إلى التصعيد ضد قوات "قسد" في المنطقة، وذلك بعد مرور أكثر من أسبوعين على إعلان "قسد" على انتهاء الاشتباكات في ريف ديرالزور الشرقي، واستعادة السيطرة على كامل الريف الشرقي لديرالزور الممتد من ذيبان إلى الباغوز.
وقال الهفل، في البيان: "نبشركم بترتيب قيادة عسكرية جديدة تابعة لجيش قوات القبائل والعشائر التي تعمل على دكّ قوات قسد ومرتزقة قنديل وأتباعهم من الخونة في كل مكان من أرض وادي الفرات".
وأضاف أنّ "مرتزقة قسد الذين يبثون دعايات إعلامية بأنني خارج أرض سوريا"، مؤكداً أنّه حاضر على الأرض وأنّه يشرف على القوات العشائرية التي تحرر الأرض من "قسد"، محذراً مقاتلي "قسد" من أبناء العشائر العربية من عسكريين ومخبرين لهم بأنهم باتوا هدفاً لقواتنا العشائرية.
ودعا الهفل أبناء العشائر وأبناء قبيلة العكيدات في الخارج في الخاصة دعم مقاتلي العشائر بالداخل بالدعم المادي والمعنوي لمتابعة حراكنا الداخلي، مُطالباً "أبناء قبيلة البكارة الهاشمية والعشائر الأحرار، مساندة أبناء القبائل من أجل طرد كوادر "قنديل" و"قسد" الذين يريدون تغيير الدين والعادات العربية.
وجاء بيان الهفل، في وقتٍ تشهد فيه أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرة "قسد" هجماتٍ مُتفرقة على نقاطها وحواجزها من قبل مقاتلي العشائر، للتأكيد على استمرار المعركة ضدها في المنطقة، بعد الإعلان عن انتهاك المعارك في العاشر من الشهر الجاري.
وتُفسّر هجمات مقاتلي العشائر انتقالهم من مرحلة الهجوم والسيطرة على المدن والبلدات الى أسلوب الهجمات المتفرقة الرامية لاستنزاف "قسد" والضغط على "التحالف" الدولي لإجبارها على الانسحاب من كامل ديرالزور، مُبررين ذلك بعدم التوازن العسكري مع "قسد".
كما أنّ إعلان الهفل عن تشكيل قيادة عسكرية لما أسماه جيش القبائل والعشائر تعني طرح قوّة عسكرية بديلة عن "قسد" في المنطقة، من أبناء العشائر العربية، مع تأطيرها وتنظيمها، تمهيداً لشنّ هجماتٍ أكثر تنظيماً على "قسد" وانتزاع أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرتها.
الأمر اللافت هو أنّ الهفل لم يطلب تمويلاً لجيش مقاتلي العشائر من "التحالف" الدولي، ما يُفسّر بعدم وجود أيّ رغبة لديه للتبعية التامة له، إنما التعامل معه على أساس الأمر الواقع، كقوّة دولية تفرض نفوذها على المنطقة، وللتأكيد على فكرة عدم تبعية هذا الجيش للقوات الحكومية ولا للمعارضة ولا حتى للأميركيين.
وتزامن البيان الصوتي للشيخ الهفل مع الحديث عن نشاط لشيخ شمل العكيدات، مصعب الهفل، لدى سفارة الولايات المتحدة في الدوحة، لضرورة الاستماع لمظالم العشائر ورفع المظلومية التي تقوم بها "قسد" ضدهم، خاصّة بعد الأنباء عن عمليات اعتقال ودهم للقرى التي خرجت عن سيطرتها في فترة الاشتباكات مع العشائر، وعدم عودة أكثر من 6500 عائلة تركت منازلها وتوجهت لمناطق سيطرة الجيش السوري في الضفة الغربية لنهر الفرات.
ووفق مصادر الميادين فإنّ "جهات معارضة بدأت تطالب قطر بتشكيل جسم سياسي ومدني لتمثيل أبناء العشائر في ريف دير الزور، وطرحت اسم رئيس الوزراء السوري الأسبق، رياض حجاب، ليكون على رأسه، لكونه من أبناء العشائر ومن أهالي المنطقة، ومقبول قطرياً وأميركياً"، مبينةً أنّ "هذه الدعوات تتزامن مع مساعي قطرية تجهد فيها الدوحة لإعادة تعويم حجاب في المشهد السياسي، في ظل الحديث عن وجود مساعٍ لإعادة هيكلة المعارضة السورية".
يأتي ذلك، في وقتٍ لم تعلن "قسد" حتى الآن عن تشكيل قيادةٍ جديدة لـ "مجلس ديرالزور العسكري" التابع لها، بعد إلقاء القبض على رئيس المجلس السابق، أحمد أبو خولة، وغالبية قيادات المجلس، في ظلّ عزمها عقد اجتماع عشائري مكثف، لإعادة هيكلية المجلس.
ووفق هذه المعطيات، فإنّ كل المؤشرات، تدلّ على أن هجمات مقاتلي العشائر ستتصاعد ضد "قسد" التي أقرّت بوجود مظلومية تجاههم، لكنّها لم تَقم بأيّ تحركاتٍ تدل على وجود رغبة في تغير النهج المتبع في إدارة منطقة دير الزور، في ظل الاتهامات لها بالاعتماد على كوادر كردية في الإمساك بكافة ملفات المنطقة العسكرية والأمنية والمدنية والاقتصادية وتشكيل مجالس مدنية وعسكرية صورية دون أيّ صلاحيات.
وعليه فإنّ مقاتلي العشائر لا يبدو أنهم يريدون الاستسلام للواقع الحالي، وسيعملون على الضغط عسكريا وسياسياً لإجبار "التحالف" على الاستماع لصوتهم والاقتناع بأنّ الواقع الإداري والعسكري للمنطقة بشكله الحالي، غير مقبول، ويجب أن يتغير.
وفي وقتٍ سابق، طالب شيخ قبيلة العكيدات أبناء العشائر باستمرار قتال "قسد" في دير الزور، حتى تحقيق الهدف الذي خرجوا من أجله.