جورجيا: الأمن القومي يكشف انقلاباً مُدبّراً أوكرانياً دعماً لأوروبا
زعمت أجهزة الأمن القومي الجورجية أنه "يتمّ التخطيط لانقلاب ضد الحكومة من قبل أوكرانيا".
وأعلن جهاز أمن الدولة الجورجي أنّ "المحاولة التالية المزعومة للإطاحة بالحكومة، ستتمّ في الفترة ما بين تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر من هذا العام".
بدوره، قال باشا مجيلادزي، المتحدث باسم جهاز الأمن، في مؤتمر صحافي طارئ صباح اليوم، إنّ "مجموعة معينة من الأفراد، الذين يعملون داخل جورجيا وخارج حدودها، تتآمر لإثارة عدم الاستقرار والاضطرابات المدنية بهدف نهائي هو تغيير الحكومة بالقوة".
كذلك، كشف الأمن الجورجي أنّ "الانقلاب، المموّل والمنسّق دولياً، سيتمّ توقيته مع إعلان الاتحاد الأوروبي حكمه بشأن استعداد جورجيا للمضي قدماً في طريقها نحو عضوية الكتلة".
وفي وقت لاحق من هذا الخريف، تتوقع جورجيا، الدولة المؤيدة للانضمام إلى أوروبا بحماس، أن تستمع إلى بروكسل فيما يتعلق بمحاولتها الحصول على وضع الدولة المرشحة للاتحاد الأوروبي، حيث يرجّح متابعون أن تؤدي الإجابة السلبية إلى خيبة أمل عامة واسعة النطاق وغضب تجاه السلطات.
وأضاف مجيدلازي أنّ "الفشل في الحصول على وضع المرشح سيعطي المتآمرين ضدّ الدولة ذريعة لإثارة الاضطرابات والتوترات العامة، من خلال استخدام شبكات الأخبار المتاحة لهم، ومن خلال استغلال الوصمة الموالية لروسيا، التي أطلقوها على الحكومة".
وزعم الجهاز أن قائد الانقلاب هو نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية جيا لورتكيبانيدزه، الذي شغل منصب نائب وزير الداخلية الجورجي خلال رئاسة ميخائيل ساكاشفيلي (2004-2013).
ولوردكيبانيدزه مطلوب في وطنه بتهمة مساعدة الرئيس السابق على تهريب نفسه من أوكرانيا إلى جورجيا في عام 2021.
وزعم مسؤولون أمنيون أنّ ماموكا مامولاشفيلي، قائد الفيلق الجورجي الذي يقاتل في أوكرانيا إلى جانب السلطات الأوكرانية، هو أيضاً جزء من المؤامرة.
وفي تعليق لقناة TV1 الجورجية، وصف مامولاشفيلي هذه المزاعم بأنّها "هراء"، وادّعى أن الحكومة الجورجية "كانت تستهدف فيلقه كخدمة لموسكو".
وقال مامولاشفيلي متحدثاً من أوكرانيا: "كل هذا يبدو وكأنه نميمة، حيث تقدّم هذه الادعاءات الكبرى من دون تقديم أي دليل".
وقال مامولاشفيلي، الذي يتّهم الحكومة الجورجية بالتواطؤ سراً مع الكرملين، إنه "يعتقد أن ما حدث هو أن موسكو اتصلت بأجهزة الأمن الجورجية، وطلبت منها خلق مشاكل لفيلقنا، للتأكد من أننا لا نستطيع القدوم بحرية إلى جورجيا"، وهو اتهام تنفيه القيادة الجورجية بشدة.
ويجري حالياً تدريب مقاتلين جورجيين على الحدود الأوكرانية البولندية، لمساعدة لوردكيبانيدزه في تنفيذ خطته، حسبما زعم جهاز الأمن الجورجي، الذي أضاف أنّه "تم تدريبهم على أعمال الثورة من قبل منظمة CANVAS ومقرها صربيا، والمتخصصة في تقديم هذا النوع من المشورة السياسية السلمية".
وبحسب مسؤولي الأمن الجورجيين، فإنّ الخطة تتلخص في محاكاة حركة "يوروميدان"، أي ثورة أوكرانيا عام 2014، في جورجيا، حيث سيتمّ نصب الخيام والحواجز في الشوارع المركزية لجورجيا، وبالقرب من المؤسسات الرئيسية.
وفيما لم يقدّم المسؤولون الأمنيون دليلاً على هذا الادّعاء، قال جهاز الأمن إنّ عبوة ناسفة سيتم تفجيرها لإثارة اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة.
وسبق أن حذّرت الحكومة مرات عديدة من مخاطر التحضير لانقلاب، وحصلت عدة مشاكل في البلاد على خلفية قرارات مثيرة للجدل، أدّت إلى خروج المعارضة ذات التوجّه الأوروبي المتشدد إلى الشارع، والدخول في صدامات مع الشرطة.
وفي نيسان/أبريل 2022، أكّدت حكومة جورجيا أنّها لن تنضم إلى العقوبات الدولية المفروضة على روسيا على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، موضحةً أنّ "العقوبات تتناقض مع مصالحها القومية".
وقال رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي غاريباشفيلي: "منذ اليوم الأول، وإلى الآن، وغداً، كنت وسأظل أتصرّف دائماً طبقاً لمصالح بلدي وشعبي، وليس بإمكان أحد إجباري على التخلي عن هذا الموقف".