ليبيا: إعلان حالة الطوارئ لمدة عام في المناطق المنكوبة بالفيضانات
-
آثار الدمار في مدينة درنة الليبية مِن جرّاء الفيضانات التي سبّبها إعصار "دانيال" (وكالات)
أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا، السبت، حالة الطوارئ لمدة عامٍ في كامل المناطق الشرقية التي ضربها الإعصار والفيضانات، الأسبوع الماضي.
وأوضح المركز التابع لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، قراره عبر بيانٍ لمديره، حيدر السايح، الذي كشف ارتفاع عدد حالات التسمم بمياه الشرب في مدينة درنة إلى 150 حالة، لافتاً إلى أنّ ذلك جاء نتيجةً اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي.
وشدّد السايح إلى أنّ "مياه الشرب في درنة غير صالحة للاستهلاك"، مؤكّداً وجوب الاعتماد على مصادر أخرى.
وصرّح بأنّ المركز قرّر إعلان حالة الطوارئ لمدة عامٍ كامل في المناطق المتضرّرة مِن جرّاء السيول والفيضانات شرقي البلاد، مُبيناً أنّ الإجراء يأتي "تحسباً لمنع تفشي أي مرض".
حاجة إلى خبرات دولية
رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، أكّد أنّ الكارثة في مدينة درنة هي "أكبر من قدرات ليبيا البشرية والمادية"، مُشيراً إلى الاحتياج إلى خبراتٍ وقدرات دولية.
وأشار المجلس الرئاسي الليبي في بيانٍ نشره، اليوم السبت، إلى أنّ رئيسه قال في توجيهاته "علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وشعبنا، الكارثة أكبر من قدراتنا البشرية والمادية، ونحتاج إلى خبراتٍ وقدرات دولية، واتخذت القرار منفرداً في طلب الاستغاثة الدولية ويجب أن نستفيد منها لصالح شعبنا والمنكوبين".
وترأس المنفي اجتماعاً طارئاً مصغراً لمجلس الوزراء، رفقة رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، بهدف بحث جهود مختلف الأجهزة والمؤسسات في التعامل مع الأزمة الإنسانية في إقليم برقة عامةً، ومناطق درنة والجبل الأخضر على وجه الخصوص.
العثور على مئات الجثث
عثرت فرق البحث والإنقاذ المالطية الموجودة في ليبيا على قرابة 400 جثة، وذلك على شاطئٍ ليبي، الجمعة، أثناء جهود الإنقاذ الطارئة في مدينة درنة المنكوبة بفعل الإعصار "دانيال".
وأشار كبير مسؤولي الإنقاذ في إدارة الحماية المدنية المالطية، ناتالينو بيزينا، وهو المسؤول عن تنسيق جهود الإنقاذ التي تبذلها مالطا في درنة، في تصريحاتٍ لصحيفة "تايمز أوف مالطا"، نشرت اليوم السبت، إلى أنّه "مِن الصعب تحديد الأرقام الدقيقة، إلّا أنّه كان هناك على الأرجح حوالي 400 جثة".
وأضاف بيزينا أنّه في حوالي الساعة السادسة مِن صباح الجمعة، خرج فريقٌ صغير تابع للحماية المدنية للبحث عن الجثث التي جرفتها المياه إلى البحر بمساعدة طائرات بدون طيار.
وذكر أنّه بينما كانوا يواصلون البحث، انضمّت إليهم قوارب ليبية تبحث أيضاً عن الجثث أو الناجين، حيث صادفوا "خليجاً صغيراً مليئاً بالحُطام ومئات الجثث".
وكان عضو لجنة الطوارئ الليبية ومدير المركز الطبي بمدينة البيضاء، عبد الرحيم مازق، صرّح في وقتٍ سابق لوكالة "سبوتنيك" الروسية، بأنّ عدد ضحايا السيول والفيضانات الناجمة عن إعصار "دانيال" في مدينة درنة الليبية تجاوز عتبة 11 ألف وفاة، بينما ما يزال نحو 20 ألف شخصٍ في عِداد المفقودين.