"فورين بوليسي": الولايات المتحدة تفرض عقوبات تاريخية على تركيا
ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية، أنّ وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين، في إعلان مفاجئ، فرضتا عقوبات على خمس شركات تركية، بالإضافة إلى مواطن تركي، أمس الخميس، بزعم "مساعدة روسيا" على التهرب من العقوبات بسبب حربها ضد أوكرانيا.
واتهمت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، شركات الشحن هذه بـ"إصلاح السفن المرتبطة بوزارة الدفاع الروسية، ونقل البضائع الروسية التي لها تطبيقات عسكرية، مثل الطائرات من دون طيار وأجهزة الاستشعار".
ووفق المجلة الأميركية، فإنّ العقوبات هي جزء من حملة أكبر تهدف إلى "إضعاف قطاعات الاقتصاد والطاقة والجيش في موسكو".
وهناك أكثر من 150 هدفاً - بما في ذلك أكبر شركة لصناعة السيارات في روسيا، فضلاً عن شركات في تركيا والإمارات وجورجيا - من بين الكيانات الخاضعة للعقوبات.
وتُعد حزمة العقوبات، واحدة من أكبر العقوبات التي فرضتها وزارتا الخارجية والخزانة الأميركية في التاريخ.
ووفق المجلة، فإنه من خلال فرض عقوبات على الشركات التركية الكبرى بزعم تحالفها مع روسيا، تضع واشنطن ضغطاً إضافياً على علاقتها المشحونة بالفعل مع أنقرة.
وتضيف أنّ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، لعب لفترة طويلة، دوراً في تحقيق التوازن الدقيق بين الولايات المتحدة (وحلفائها الغربيين الآخرين في حلف شمال الأطلسي) وروسيا، بحسب "فورين بوليسي"، حيث أصبح هذا الأمر أكثر تعقيداً منذ العملية العسكرية الروسية ضد أوكرانيا.
وأشارت إلى أنه "وبينما زودت تركيا أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية، حافظت أنقرة أيضاً على العلاقات، بما في ذلك العلاقات التجارية، مع موسكو".
وختمت "فورين بوليسي" أنه، ومع ذلك، فإنّ هذه العلاقات متوترة أيضاً الآن. وقادت أنقرة مفاوضات عام 2022 لتأسيس مبادرة حبوب البحر الأسود، التي سمحت لشحنات المواد الغذائية الحيوية بالمرور عبر البحر الأسود دون خوف من الهجوم.
لكن قرار الكرملين بالانسحاب من الاتفاق في تموز/يوليو أدّى إلى "تلطيخ" علاقاته مع تركيا، بحسب المجلة الأميركية.
وفي أواخر آب/أغسطس الفائت، أكّد مصدر سياسي في أنقرة أنّ الرئيس التركي يسعى لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قبل افتتاح أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة في الـ19 من أيلول/سبتمبر الجاري، فيما لا يزال الموعد النهائي قيد التفاوض.
وسبق أن قال إردوغان أنّ "تركيا وروسيا تحتاج إحداهما إلى الأخرى في معظم المجالات".
وكان الرئيس التركي قد ندد في العام 2020 بالعقوبات، التي فرضتها واشنطن على تركيا لحيازتها نظام دفاع جوي روسي، معتبراً أنها "تعدٍّ على سيادة" بلده.
موقع "أكسيوس" الأميركي، كان قد نشر مقالاً في تموز/يوليو الفائت، تحدث فيه عن معنى انسحاب روسيا من صفقة الحبوب بالنسبة للعالم.
وجاء في المقال: أنّ الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنسانية أخرى، حذّرت من أن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق، الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قد يكون له عواقب عالمية بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في العالم.
وسبق أن قال بوتين إنّ "أوكرانيا تستخدم الموانئ المخصصة لتنفيذ الصفقة لإرسال القوارب المسيّرة كما فعلت أخيراً ضد أحد سفننا، التي كانت تحمي خطوط غاز السيل التركي"، لافتاً إلى أنّ سفينة روسية في البحر الأسود "تعرضت لهجوم بمسيّرة أمس أو أول من أمس".
وأكّد بوتين أنّ "موسكو تعرضت للخداع مرة أخرى، ولم يحدث أي شيء فيما يتعلق بتحرير إمدادات الحبوب من روسيا".