الصين تخفّض احتياطات النقد الإلزامية للمصارف دعماً للاقتصاد
خفّض البنك المركزي الصيني، اليوم الخميس، نسبة الاحتياطي النقدي الذي تحتفظ به المصارف العاملة، في محاولةٍ لـ"تعزيز أساس" التعافي الاقتصادي في بلدٍ يُعاني من التعثّر.
ويكافح ثاني أكبر اقتصادات العالم من أجل التعافي، بعد أن تخلى أواخر العام الماضي عن عزلته التي تبناها في مواجهة جائحة كوفيد-19، خصوصاً في ظلّ انخفاض الطلب الخارجي والاستهلاك المحلي، ما أدّى إلى تفاقم أزمة قطاع العقارات الحيوي رغم تباطئها.
وتُشكّل الأزمة في القطاع العقاري الذي لطالما مثّل ربع إجمالي الناتج المحلي الصيني، عقبةً أساسية في وجه الانتعاش الاقتصادي، فيما تواجه شركات كبرى للتطوير العقاري وضعاً مالياً متعثراً. كذلك تُعاني الصين صعوباتٍ في قطاع التصدير الذي يُشكّل تقليدياً دعامة للنمو في هذا البلد.
وفضّل الحزب الشيوعي الحاكم حتى الآن اتخاذ مجموعةً من التدابير لدفع النمو بدل تبني حزم تحفيزية واسعة النطاق.
وقال بنك الشعب الصيني، اليوم الخميس، إنّه سيُخفّض معدل الاحتياطي الإلزامي للمصارف (أر أر أر) بنسبة 0,25% ليبلغ 7,4% اعتباراً من الجمعة.
وخفّضت بكين هذا المعدل سابقاً في آذار/ مارس، ويُمثّل هذا الخفض أحدث حلقة في مسلسل اقتطاعات المعدلات الرئيسية في أسابيع قليلة.
واستثنى بنك الشعب الصيني من هذا القرار المصارف التي تطبق معدل احتياطي إلزامي نسبته 5%.
وأوضح البنك أنّ الهدف من هذه السياسة "تعزيز أسس التعافي الاقتصادي والحفاظ على سيولة معقولة وكافية".
وقال البنك المركزي: "في الوقت الحاضر، تُحافظ العمليات الاقتصادية في الصين على انتعاشها.. ويستمر تحسّن التوقعات الاجتماعية".
وأضاف أننا "سننفذ سياسة نقدية حكيمة بدقة وكفاءة.. وندفع الاقتصاد لتحقيق تحسّن نوعي فعّال ونمو كمّي معقول".
ويُتوقع أن تُعلن الصين مجموعة من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية، الجمعة، إذ يتوقع المحللون أن تظهر تحسناً طفيفاً مقارنةً بالأشهر السابقة.
وسجّل نشاط المصانع في الصين تراجعاً للشهر الخامس على التوالي في آب/ أغسطس لكنّه ارتفع مقارنةً بتموز/ يوليو، بحسب الإحصاءات الرسمية.
وتستهدف الحكومة الصينية معدّل نمو نسبته 5% هذه العام، وهو ما يعكس سوء الأداء الاقتصادي لأوّل مرّة مُنذ عقود باستثناء فترة تفشي الوباء.
من جهته، يتوقّع صندوق النقد الدولي نمواً بنسبة 5,2% لإجمالي الناتج المحلي للصين هذا العام.