"الشيخوخة السياسية" في الولايات المتحدة.. كيف تؤثر في الانتخابات الرئاسية؟
تواجه الولايات المتحدة الأميركية انتخابات رئاسية غير مسبوقة، إذ تتقاطع شيخوخة المرشحين من الحزبين ومؤشّرات عجز الرئيس الحالي ومحاكماتٍ وتحقيقات عزلٍ تواجه المرشحين الرئيسين، جو بايدن ودونالد ترامب.
وتتعزز المخاوف من عجز وشيخوخة عددٍ كبير من الطبقة الأميركية الحاكمة وتنعكس قلقاً على الإدارة السياسية برمّتها وما تسببه أحياناً من تدهورٍ في صواب الأحكام والقرارات.
هل تحمل محاولات الجمهوريّين خططاً جديدة لعزل الرئيس الأميركي "جو بايدن"؟
محلل الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية، منذر سليمان، قال إنّه يجب التفريق بين ما يجري الآن في مجلس النواب ضد بايدن لمحاولات العزل لأنها محاولة من مجلس النواب فقط لبدء التحقيق في إمكانية إيجاد تهم كافية لطرح العزل في المجلس النواب.
ولفت إلى أنّه حتى لو تجاوزوا هذا الأمر سيكون هناك مشكلة أمام الحزب الجمهوري في مجلس الشيوخ لأنه يتوجب أن يوافق المجلسين على إجراءات العزل كي تبدأ المحاكمة.
هل تحمل محاولات الجمهوريّين خططاً جديدة لعزل الرئيس الأميركي "جو بادين"؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 13, 2023
محلل #الميادين للشؤون الدولية والاستراتيجية منذر سليمان في #التحليلية@ramiaalibrahim pic.twitter.com/vEFHGp3ejx
ما يتكئ عليه الجمهوريون في محاولات عزل بايدن هو موضوع الشيخوخة، فما المقصود بها؟
محلل الميادين للشؤون السياسية والدولية، قاسم عز الدين، قال إنّه في الشيخوخة عادةً الإنسان يفقد الذاكرة، وهذا له تأثير بدون أدنى شك أي الشيخوخة العمرية على الحياة السياسية لبايدن.
ولفت إلى أنّ الطبقة السياسية في أميركا لا تستطيع أن تجدد نفسها، يعني ليس هناك استمرارية بالطبقة السياسية بين الأجيال والانتقال التدريجي من جيل الى جيل، وهذا بدوره نتيجة أيضاً انحدار المجتمع والدولة.
وأكد أن ذلك انعكس على الولايات المتحدة حيث أنّ هناك تحولات كبيرة على مستوى العالم لم تستطع أميركا أن تتكيف معها، ويمكن أن تُقال أنها مصابة بشيخوخة إذا لم نقل أنها مصابة بالزهايمر، فهي لا تنظر للعالم بالتحولات ولا تجد فرصة حتى إمكانية حسابات معقولة ومنطقية للتكيّف مع هذا العالم.
هل تتصف الشيخوخة التي تدور حول الرئيس الأميركي "جو بايدن" بالشيخوخة العمرية أم السياسية؟ وهل تكون عائقاً أمام ترشّحه للرئاسة؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 13, 2023
محلل #الميادين للشؤون السياسية والدولية قاسم عز الدين في #التحليلية pic.twitter.com/5AMVdnWK7A
هل انعكس تشبيب القيادة في القارة العجوز على المستوى السياسي لها؟
قال عز الدين إنّه عندما شاعت عبارة القارة العجوز كان مصدرها أميركا، على اعتبار أن ما بعد الحداثة، هكذا سموها، كدلالة على أنّ أوروبا لم تستطع أن تتكيف ما بعد الحداثة.
وتابع أنّه سرعان ما جاء الشباب، فشولتس على سبيل المثال إذا ما قورن بماركل فالفرق حوالى 15 سنة، هو عمره 65 سنة، وماكرون عمره 45 مقارنه بشيراك أو حتى بميتيران الفرق عشرين سنة.
ولفت إلى أنّ المسألة ليست عمرية، فتغيّر الطبقة السياسية نقلها من حال الى حال، يعني نقلها من أوروبا إلى الولايات المتّحدة الأميركية إلى النموذج الأميركي، وهنا لا يمكن أن نقيس عمر الشباب أو الشيخوخة العمرية.
إلى أي حد تخلصت روسيا في واقعها اليوم من إرث الترهل السياسي؟
محلل الميادين للشؤون الأوراسية والدولية، مسلم شعيتو، أكد أنّ روسيا حاولت جاهدةً للخروج من سيطرة الشيخوخة على سياستها وبدا واضحاً من خلال سلوك الرئيس بوتين مع مجموعته.
ولفت إلى أنّ الطبقة السياسية الروسية إن كانت هي شابة لكن أيضاً في سلوكها السياسي قد تتخبط ما بين العقلية القديمة وما بين التجدد الذي لا تتوضح صورته بشكل واضح، وهذا ما أدى الى التعثّر الذي عانت منه الإدارة خاصةً في نهاية عهد يلسن ومع بداية عهد الرئيس بوتين.
وأضاف: "حالياً يبدو أنه أصبح من الوضوح الذي يتيح للرئيس بوتين الاستمرار بتجديد القيادات الروسية وهو ما يحصل، ويحصل إدارياً وللأسف لم يحصل حتى الآن فكرياً أو سياسياً".
إلى أيّ حدّ ساهمت الشيخوخة السياسية في تفكّك الاتحاد السوفياتي؟ وهل يمكن القول بأن أميركا قد تعاني المصير نفسه؟
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 13, 2023
محلل #الميادين للشؤون الأوراسية والدولية مسلم شعيتو في #التحليلية @ramiaalibrahim pic.twitter.com/dFctth6iTe
ما هو التأثير المباشر للشيخوخة السياسية في أميركا؟
سليمان أكد أنّ هناك تأثيرات أساسية للشيخوخة العمرية، أولاً هي انعكاس لغياب الحيوية السياسية داخل الحياة الحزبية والنظام السياسي في أميركا وهي أيضاً تؤدي إلى تعطيل إمكانية حل المشكلات، وفي نفس الوقت أيضاً سيكون لها تداعياتها على المسرح الدولي بمكانة أميركا ودور أميركا بأن يكون رئيس مثلاً مثل كينيدي وشهرته العالمية وجاذبيته، وأن يكون رئيس يتعثّر في خطواته بكل مجال من المجالات.
كيف يواكب المحور المقابل للغرب الأطلسي أي تداعيات انطلاقاً من مسار الترهل السياسي؟
أكد شعيتو أنه على الدول الآسيوية التي تمثلها روسيا والصين ودول أخرى، أن تتبنى فكراً وأسلوباً وماكينةً وإدارةً وتعاطٍ مختلف تماماً عن الغرب وليس بنفس الأدوات، وإلا ستعود لنفس الدائرة التي انطلقت منها أيام الاتّحاد السوفياتي بمحاولة تماهيها مع هذه القيم وهذه التقاليد والأساليب وتؤدي الى انهيارها مرة أخرى.
واختتم بالقول: "نحن أمام صراع جدي مهم جداً بكيفية التجديد للفكر، كيفية التجديد للإدارة، كيفية التجديد للتكنولوجيا وليس فقط للأعضاء وللسياسيين".