"لا بديل عن قناة السويس".. مصر تعلق على مشروع الممر بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا
أكّد مستشار رئيس الجمهورية ورئيس هيئة قناة السويس السابق، الفريق مهاب مميش، أنّه "لا بديل عن قناة السويس، أسرع طريق للنقل البحري".
أتى ذلك تعليقاً على إعلان الولايات المتحدة والهند والسعودية على هامش قمة مجموعة العشرين السبت، إنشاء مشروع الممر الاقتصادي، والذي من المقرر أن يربط الهند بالشرق الأوسط وأوروبا، عبر المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
وخلال تصريحات تلفزيونية، شدّد مميش على أنّه "لا مجال للمقارنة بين مشروع متعدد الوسائط ومجرى قناة السويس أسرع طريق ملاحي في العالم".
كما نفى احتمالية وجود أي تأثيرات أو تداعيات على القناة مستقبلاً جراء ذلك، قائلاً إنّ "عملية النقل به ستكون مكلفة ومضيعة للوقت، وضد اقتصاديات النقل البحري".
وأوضح مميش أنّ المشروع "يمر بالبحر ثم يفرغ الحمولة ويسير على سكة حديد ثم عربات نقل بري ويفرغ على البر"، مضيفاً أنّ هذه "عملية مكلفة للغاية ولا يوجد مقارنة مع قناة السويس".
وبيّن أنّ قناة السويس "قادرة ومستعدة للتنافس إذ إنّها أسرع وأعمق وأكثر قناة أماناً في العالم، ففي غضون 11 ساعة نصل البحر الأبيض بالأحمر ونصل آسيا وأوروبا وكل موانئ العالم".
يُذكر أنّ قناة السويس هي ممر مائي صناعي بمستوى البحر يمتد في مصر من الشمال إلى الجنوب عبر برزخ السويس ليصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر، وهي تفصل بين قارتي آسيا وأفريقيا وتعدّ أقصر الطرق البحرية بين أوروبا والبلدان الواقعة حول المحيط الهندي وغرب المحيط الهادي، وهي أكثر القنوات الملاحية كثافة من حيث الاستخدام.
وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أعلن على هامش قمة مجموعة العشرين في نيودلهي السبت، خطة لبناء ممر للسكك الحديدية والشحن، يربط بين فلسطين المحتلة والهند والسعودية والإمارات والأردن والاتحاد الأوروبي، بهدف زيادة التجارة والتعاون السياسي.
وقال بايدن إنّ "هذه الصفقة كبيرة حقاً"، وفق وكالة "أسوشيتد برس"، التي أشارت إلى أنّ الممر "سيساعد على تعزيز التجارة وتوفير موارد الطاقة وتحسين الاتصال الرقمي".
وشارك في الإعلان أيضاً رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وقادة آخرون من جميع أنحاء العالم.
ووفقاً للمعلومات التي نُشرت، فإنّ "إسرائيل سوف تشارك في مد سكة القطار، والبنية التحتية، وخطوط السفن، مع السعودية والإمارات والأردن".
ولم يحدد البيت الأبيض متى سيتم الانتهاء من المشروع فعلياً، وما تكلفته، وكيف سيتم تمويله.
بالتزامن، أعلن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، توقيع مذكرة تفاهم لإقامة ممر اقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، مشيراً إلى أنّ الاتفاق "سيساهم في تطوير البنية التحتية وزيادة التبادل التجاري".
وأكد ابن سلمان أنّ "المشروع سيساهم في ضمان أمن الطاقة العالمي، وزيادة التبادل التجاري، وسيدعم جهود الطاقة النظيفة، وسيساهم في توليد فرص عمل لجميع الأطراف".
وفي السياق، نقلت صحيفة "غلوبال تايمز" الصينية، عن خبراء صينيين، قولهم إنّ "هدف خطة سكك الحديد الأميركية، وهو عزل الصين في الشرق الأوسط، لن يتحقق".
وقال تشو رونغ، الباحث البارز في معهد "تشونغيانغ" للدراسات المالية، إنّ الولايات المتحدة تفتقر إلى النية الحقيقية والقدرة على متابعة تعهدها بتعزيز شبكة النقل في الشرق الأوسط بشكل حقيقي.
بدوره، قال ليو تشونغمين، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة "شانغهاي"، إنّ "التحركات الأخيرة التي قامت بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط هي ردة فعل نظراً لوجود الصين الأقوى"، واصفاً خطة الولايات المتحدة بأنها "لفتة رمزية لا أكثر".