"بلومبرغ": اليمين المتطرف يتقدم في أوروبا الضعيفة مرة أخرى
ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، اليوم الاثنين، أن اليمين المتطرف يتقدم في أوروبا الضعيفة مرة أخرى.
وقالت "بلومبرغ" في تقريرها إن الأحزاب الهامشية السابقة تعد الآن من المجموعات السياسية الثلاث الأولى الأكثر شعبية في ما يقارب نصف الاتحاد الأوروبي.
وأضاف التقرير أن شعبية "حزب الحرية والاستقلال" الكونفدرالية النامية في بولندا، وهو الحزب الذي يعارض الهجرة والإجهاض والإغلاقات المتعلقة بجائحة كورونا، "ليست مجرد ظاهرة بولندية".
ويكتسب المعطلون من اليمين المتطرف، بحسب التقرير ذاته، زخماً في جميع أنحاء أوروبا، مستفيدين من موجة الاستياء التي ولدت من الجائحة وأزمة تكلفة المعيشة والخسائر الاقتصادية من الحرب في أوكرانيا.
ووفقاً لـ"بلومبرغ"، فإن المجموعات عبارة عن مزيج من القوميين والأحزاب ذات الجذور النازية الجديدة المشككة في أوروبا والشعبوية على غرار دونالد ترامب.
ولن يتولى أي من هذه الأحزاب السلطة بشكل مباشر، بحسب التقرير، لكن في سياسات أوروبا المجزأة بشكل متزايد، من المرجح أن يحصلوا على نفوذ كبير، إما من خلال الانضمام إلى الحكومات الائتلافية، وإما عدم الانضمام وإحداث مأزق سياسي، إذ يحاول الاتحاد الأوروبي الحفاظ على اتحاده بشأن رده على الحرب في أوكرانيا.
وقال جيري بيهي، المستشار السابق للرئيس التشيكي الراحل فاتسلاف هافيل: "اعتقد السياسيون الأوروبيون منذ فترة طويلة أن مثل هذه الأحزاب ليس خطراً. وقد قللوا من شأن الوضع".
وأضاف: "لسوء الحظ، ازداد مستوى القلق والإحباط بين الناس".
وشهدت الدول الأوروبية صعوداً ملحوظ لأحزاب يمينية متطرفة بصبغات مختلفة، من بينها أحزاب قومية وأخرى قومية شعبوية، وكذلك محافظة متشددة ذات جذور فاشية جديدة، وغيرها من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي باتت تحظى بشعبية.
يأتي ذلك في وقت تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، في تقريرٍ لها، الحديث المتزايد حول احتمالات عودة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، إلى رئاسة الولايات المتحدة الأميركية. وأكدت الصحيفة أنّ وصوله يثير قلقاً لدى العديد من المسؤولين الأوروبيين بشأن العلاقات مع واشنطن وتماسك حلف شمال الأطلسي ومسار الحرب في أوكرانيا.
ويُتوقّع أنّ فوز ترامب قد يبثّ حياةً جديدة في القوى اليمينية المناهضة للديمقراطية في أوروبا، كما أوضح المحلل الفرنسي في معهد "مونتين" البحثي، دومينيك مويسي، والذي قال للصحيفة الأميركية إنّ ولاية ترامب الثانية ستكون "كارثية بالنسبة إلى مواجهة أوروبا للشعبوية واليمين المتطرف".
وتتعزّز مخاوف الأوروبيين انطلاقاً من أنّ "ترامب لا يمكن التنبؤ به إلى درجة غير مريحة للجميع"، وذلك بحسب تصريح ميشال بارانوفسكي، العضو في صندوق "مارشال" الألماني، للصحيفة.