المغرب والزلازل.. تاريخ من الدمار والضحايا والرعب
لم يكن الزلزال الذي ضرب مناطق عديدة بالمغرب، ليل الجمعة، حدثاً جديداً وغير مسبوق، إذ شهدت البلاد عبر تاريخها عشرات الزلازل، خلّف بعضها آلاف الضحايا والمصابين، فضلاً عن خسائر مادية جسيمة، فيما لم تنتج عن أخرى أي مآسٍ.
وشهد المغرب عبر تاريخه العديد من الزلازل، أبرزها ذلك الذي ضرب أكادير، جنوبي البلاد، عام 1960، وأودى بحياة نحو ثلث سكان المدينة، بالإضافة إلى تشريد عشرات الآلاف وإحداث خسائر مادية فادحة.
بالفيديو | جانب من الدمار الذي حل بمدينة #تيزنيت المغربية جراء الزلزال الذي ضرب #المغرب فجر اليوم#زلزال_المغرب #زلزال_مراكش #زلزال_الحوز pic.twitter.com/kK1zEM6i8n
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) September 9, 2023
ويقع المغرب في منطقة عدم استقرار زلزالياً، لانتمائه إلى حوض البحر المتوسط الذي عرف زلازل قوية عبر التاريخ. وفيما يلي أشهر الزلازل التي ضربت البلاد:
وفقاً لصحيفة "lavieeco" المغربية الناطقة بالفرنسية، فإنّ زلزالاً قد هز ضفتي مضيق جبل طارق في 28 أيار/مايو، عام 818، وذلك قبل أن يضرب زلزالان عنيفان المغرب في 1 و30 كانون الأول/ديسمبر سنة 1079، ما أدّى إلى مصرع المئات تحت الأنقاض، وحدوث دمار كبير.
وشهد 11 أيار/مايو من عام 1624، وقوع زلزال مدمر أتى على أجزاء واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس (شمال).
وفي الخامس من آب/أغسطس سنة 1660، كانت مليلية على موعد جديد مع زلزال عنيف، خلف ضحايا وخسائر مادية كبيرة.
أما الزلزال الذي ضرب سواحل المغرب عام 1719، فقد دمر أيضاً أجزاء واسعة من مراكش، وتبعه في 27 كانون الأول/ديسمبر 1722، زلزال عنيف تسبب في خسائر جسيمة ببعض المدن الساحلية.
وفي سنة 1731، شهدت أكادير هزات أرضية عنيفة، أدّت إلى تدمير أحياء عديدة فيها.
وفي الأول والثامن عشر من تشرين الثاني/نوفمبر عام 1731، دمر الزلزالان اللذان ضربا مدينة لشبونة بالبرتغال، معظم المدن الساحلية المغربية.
وشهد شهر آب/أغسطس سنة 1792، زلزالاً عنيفاً ضرب مليلية، ودمر عدداً من أحيائها. وعانت المدينة نفسها من هزات أرضية قوية في 11 شباط/فبراير 1848، ما أدّى إلى وقوع خسائر فادحة في العمران وسقوط ضحايا.
وفي كانون الثاني/يناير عام 1909، دمرت هزات أرضية أحياء عديدة في إحدى ضواحي تطوان، بالإضافة إلى سقوط 100 ضحية بين وفيات وجرحى.
زلزال أكادير الأعنف
ويبقى الزلزال الذي ضرب مدينة أكادير، جنوب غربي المغرب، في ليلة 29 شباط/فبراير عام 1960، من أعنف الزلازل في تاريخ المغرب، وأحد الزلازل المائة الأكثر تدميراً في التاريخ، بحسب الوكالة الدولية للزلازل.
وحوّل هذا الزلزال، المدينة الواقعة جنوب غربي البلاد إلى ركام، مخلفاً نحو 15 ألف حالة وفاة وقرابة 25 ألف جريح، إلى جانب تشريد أكثر من 35 ألف شخص، في حين بلغت الخسائر المادية 290 مليون دولار تقريباً.
وبعد 9 سنوات من زلزال أغادير المُدمر، تعرض المغرب لزلزال قوي آخر كان مركزه مدينة لشبونة البرتغالية، بث الرعب في النفوس وأسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة نحو 200 آخرين.
زلزال الحسيمة
وفي 24 شباط/فبراير من عام 2004، استفاق سكان إقليم الحسيمة (شمال شرقي البلاد) في حدود الساعة 2:27 دقيقة بالتوقيت المحلي على هول الصدمة، بعد أن ضرب زلزال عنيف بلغت قوته 5.2 درجات على سلم ريختر المنطقة.
وخلّف الزلزال ما يزيد على 862 حالة وفاة، وجرح نحو 629 آخرين، إضافة إلى تشريد أكثر من 51 ألف شخص، ويعدّ ثاني زلزال مدمر يشهده المغرب.
وعلى امتداد تاريخه القديم، عرف المغرب زلازل مدمرة، كان من أبرزها زلزال مدينة العرائش عام 1276، وزلازل مدينة فاس خلال سنوات 1522 و1624 و1755 و1773، ومدينة مراكش عام 1719. وتبعه في 27 كانون الأول/ديسمبر 1722 زلزال عنيف تسبب في خسائر جسيمة ببعض المدن الساحلية.
وفي عام 1773، دمر زلزال مدينة طنجة تدميراً شبه كلي، فيما انهارت عدة منازل بمدينة فاس، وشعر سكان مدينة سلا بارتداد لهذه الهزة.
كذلك، شهد شهر آب/أغسطس عام 1792 زلزالاً عنيفاً ضرب مدينة مليلية شمالي البلاد، ودمر عدداً من أحيائها. وتكرر الأمر ذاته في 11 شباط/فبراير 1848، حيث أدت هزات أرضية قوية إلى وقوع خسائر فادحة في العمران وسقوط ضحايا.
وفي 12 و22 كانون الثاني/يناير 1909، دمر زلزال القرى في ضواحي مدينة تطوان (شمال المغرب) وخلف 100 ضحية بين وفيات وجرحى.