كيف تتشابك مشاعر الاستياء تجاه الأغنياء في فرنسا مع معاداة الولايات المتحدة؟
قال موقع "UnHerd" البريطاني إنّ مشاعر الاستياء تجاه الأغنياء في فرنسا تتشابك مع "معاداة أميركا"، إذ تنظر أجزاء كبيرة من اليمين الفرنسي، على وجه الخصوص، إلى واشنطن باعتبارها "الثروة" الضارّة بشكل خاص، حيث تنشر الرأسماليةَ غير المقيدة وتدمّر نسيج المجتمع والثقافة.
ورأى الموقع أنّ فكرة الحصول غير المشروع كانت موجودة في فرنسا منذ قرون، ولن يتمكّن أي شيء من زعزعتها.
وأشار الموقع البريطاني إلى أنّ الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أقنع سلفه، فرنسوا هولاند، بإسقاط معدّل الضريبة غير المثمر، عندما كان وزيراً للاقتصاد.
وعندما خلف ماكرون هولاند، حصل في غضون أيام على لقب "رئيس الأثرياء"، لأنّه ألغى ضريبة الثروة الفرنسية التي استمرّت أربعة عقود.
ووفقاً للموقع، يجلب قطاع السلع الفاخرة أموالاً إلى الاقتصاد الفرنسي أكثر من صناعات الطيران والأسلحة مجتمعةً. و"مصاص الدماء"، برنارد أرنو، مالك "لوي فويتون" وأحد أغنى الرجال في العالم، وشركاته يدفعون الضرائب في فرنسا.
اقرأ أيضاً: فرنسا: تكاليف المعيشة للطلاب تصل إلى أعلى المستويات
وعلى الرغم من ذلك، لا شيء من هذا يخلّصه من المأزق في أعين المواطنين الكارهين للأغنياء في بلدهم.
وفي حين لا يتم استهداف لاعبي كرة القدم في التعبير العلني عن الكراهية الفرنسية القديمة للأغنياء، أوضح الموقع أنّ الفرنسيين "يكرهون الأغنياء" في بلادهم، وهم الرؤساء والملّاك العقاريون والمصرفيون.
وعلى الرغم من أنّ فرنسا ترى نفسها "علمانيةً"، فإنّها "امتصّت النظرة العالمية لكل من الكنيسة الكاثوليكية ورأس المال". ومع ذلك، ينظر إلى مكاسب كرة القدم على أنّها "نتيجة صدفة"؛ أموال شبه سحرية تُدفَع لبعض فتيان الطبقة العاملة مقابل موهبتهم، وفقاً لـ"UnHerd".
وبشكل منتظم، تنشر الصحف اليومية "اليسارية" مثل "ليبراسيون"، كما الصحف "السيادية" مثل "ماريان"، وهي صحيفة أسبوعية للرأي مناهضة للعولمة، في صفحات أولى تسيء إلى "الأغنياء".
ماكرون فرض "أمركة فرنسا"
وقالت ساندرين روسو، النائبة في حزب الخضر الفرنسين: "كانت قوة فرنسا التاريخية هي نموذجها الاجتماعي، الذي يتحمل جميع الأزمات، ومستوى عدم المساواة، وهو من بين الأضيق في البلدان الغنية في العالم. ليس بعد! إن أمركة فرنسا التي فرضها إيمانويل ماكرون موجودة لتبقى".
وكانت مارين توندليه، زعيمة حزب الخضر الفرنسي الآخر، قد أعلنت أنّها تحلم بـ"فرنسا بدون مليارديرات" أو "مصاصي دماء".
وصحيفة "L'Humanite"، التي كانت تصدر باسم الحزب الشيوعي الفرنسي، اعتبرت أنّ هذا الأمر منطقي، إذ تسبّب التهرب الضريبي في فرنسا باقتطاع ما يتراوح بين 80 و100 مليار يورو، من الميزانية.
ومثل هذه الانتقادات مشترك إلى حد كبير مع اليمين، حيث يتفق 35% من ناخبي "التجمع الوطني" مع تونديلير بشأن هذه المسألة بالتحديد. ويقول 38% من الفرنسيين إنّهم سيكونون أكثر سعادة بالعيش في بلد لا يحتوي على مواطنين أثرياء.