السودان: البرهان يصدر مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات الدعم السريع
أصدر رئيس مجلس السيادة السوداني والقائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، اليوم الأربعاء، مرسوماً دستورياً يقضي بحل قوات الدعم السريع.
ووجّه البرهان القيادة العامة للقوات المسلحة والأمانة العامة لمجلس السيادة والجهات المعنية الأخرى بوضع القرار موضع التنفيذ، بحسب وكالة الأنباء السودانية.
وذكرت الوكالة أنّ هذا القرار يأتي "استناداً إلى تداعيات تمرد هذه القوات على الدولة والانتهاكات الجسيمة التي مارستها ضد المواطنين، والتخريب المتعمد للبنى التحتية في البلاد، فضلاً عن مخالفتها لأهداف ومهام ومبادئ إنشائها الواردة في قانون قوات الدعم السريع لسنة 2017".
بدورها، تنفي قوات الدعم السريع الاتهامات التي توجهها لها "جماعات" تراقب مجريات الصراع ومنظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، وروايات شهود، بأنها تقف وراء هذا العنف، مؤكّدةً أنّ "أي جندي تخلُص، إلى تورطه فيها سيقدم للعدالة".
بالتزامن، أعلنت وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان أنّ واشنطن "اتخذت إجراءات ضد اثنين من كبار قادة قوات الدعم السريع".
وأوضح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ وزارة الخزانة "فرضت عقوبات على نائب قائد قوات الدعم السريع، عبد الرحيم حمدان دقلو، على خلفية انتهاكات لحقوق الإنسان في السودان".
وفي الوقت نفسه، فرضت الخارجية الأميركية، قيوداً على تأشيرة دخول قائد قوات الدعم السريع في غرب دارفور، عبد الرحمن جمعة "لتورطه في انتهاك لحقوق الإنسان"، وفق البيان.
وقبل يومين، أكّد البرهان أنّ الحرب لن تنتهي إلاّ بـ"القضاء على التمرد". وقال إنّه يدعم إعادة إعمار السودان من دون إملاءات.
والتقى البرهان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أواخر شهر آب/أغسطس الفائت، في مدينة العلمين الجديدة، في أول زيارة خارجية منذ اندلاع القتال.
وشهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان والتشاور بشأن الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة "حفاظاً على سلامة الخرطوم وأمنها".
وأكد البرهان "التزام الجيش السوداني بالتأسيس لفترة انتقالية حقيقية، ليتمكن بعدها الشعب السوداني من اختيار من يرغب في أن يحكمه عبر انتخابات حرة نزيهة".
اقرأ أيضاً: السودان: توسّع رقعة المعارك إلى مدينتين كبيرتين إحداهما تأوي مئات آلاف اللاجئين
استمرار المعارك
جاء ذلك مع استمرار الاشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق عدة من الخرطوم.
وقبل أيّام، قتل العشرات في مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور من جرّاء القصف الذي طال المنازل في المعارك الدائرة في السودان وفق ما أفاد شهود عيان.
ونيالا إحدى أكثر المدن التي تتركز فيها المعارك في إقليم دارفور غربي البلاد، حيث يعيش ربع سكان السودان البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.
وتوسّع نطاق الحرب الدائرة في السودان لتصل المعارك إلى مدينتين كبريين هما الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، والفولة، عاصمة ولاية غرب كردفان.
وتستمر منذ أكثر من 4 أشهر اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم، مخلفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين.
وتوسطت أطراف عربية وأفريقية ودولية لوقف إطلاق النار، بيد أن هذه الوساطات لم تنجح في التوصل إلى وقف دائم للقتال.
وفي وقتٍ سابق، حذرت الأمم المتحدة في بيان من أنّ الحرب والجوع يهددان بـ"تدمير" السودان بالكامل وبدفع المنطقة إلى كارثة إنسانية.
وفي الأشهر الأربعة التي تلت اندلاع القتال، أُجبر أكثر من 4 مليون و600 ألف شخص، على الفرار من منازلهم، وفقاً لأرقام الأمم المتحدة.