"فورين بوليسي": الردع الأميركي ضد الصين لا يجدي نفعاً

مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية تشير إلى فشلٍ أميركي في "توجيه الردع ضد الصين"، موضحةً أنّ واشنطن تستخدم استراتيجية ردعٍ تقليدية تجاوزها النظام الدولي.
  • جندي أميركي يسير أمام مقاتلة "F/A-18F" على سطح حاملة الطائرات الأميركية "يو أس أس نيميتز"، في آذار/مارس الماضي، كوريا الجنوبية (أ ف ب)

ذكرت مجلّة "فورين بوليسي" الأميركية في تقريرٍ لها، الثلاثاء، أنّ الردع الأميركي الذي كان موجّهاً ضد الصين "أصبح لا يجدي نفعاً"، وذلك نتيجةً لتواصل تآكل تفوق واشنطن العسكري، وعدم ملاءمة أساليب واستراتيجيات الردع التقليدية.

ولفتت المجلّة إلى أنّ التفوق العالمي للجيش الأميركي كان، ولأكثر من ثلاثة عقود، "الصخرة التي بُنيت عليها استراتيجية الولايات المتحدة وسياستها الأمنية"، مُشيرةً إلى تآكلٍ مستمر في تفوق الولايات المتحدة العسكري مقابل الصين، تأثراً بانتشار التكنولوجيا، والتحديات العالمية المتنامية، وتصميم القوة التقليدي القديم.

وفي سياق نقد التصميم التقليدي للقوة، أشارت المجلّة إلى أنّه مع غياب اليقين باستمرار الهيمنة الأميركية العسكرية، سيحتاج قادة الولايات المتحدة الذين يسعون إلى الردع التقليدي، "إلى وضع استراتيجيةٍ مختلفة".

وتطرّقت المجلّة إلى رؤية أنصار استراتيجية الردع التقليدية، لافتةً إلى أنّها "لم تتغير من خلال استمرار الإنكار لدى أصحابها"، حيث يرون أنّ أفضل طريقةٍ لردع بكين، هي جعل "غزو تايوان غير ممكن"، وذلك من خلال حشد قدرةٍ هجوميةٍ كافية في المنطقة لإقناع الرئيس الصيني، جي شين بينغ، بأنّ الهجوم سيفشل.

تقرير "فورين بوليسي"، الذي أعدّه كلٌ مِن، بريان كلارك، مدير مركز "مفاهيم الدفاع والتكنولوجيا" في معهد "هدسون" الأميركي للدراسات، ودان بات، أحد كبار زملاء المعهد، شدّد على أنّه مع تشغيل الصين الآن "لأكبر قوةٍ بحرية وجيشٍ وقوةٍ صاروخية وأسطولٍ مدني وقاعدة صناعية في العالم"، أصبحت هذه الخطة ببساطة "غير واقعية على المدى الطويل".

التقرير لفت إلى أنّ استراتيجية واشنطن العسكرية الحالية، تهدف لأن تثبت للرئيس الصيني أنّ أي تحركٍ عسكري ضد تايوان "سيُهزم في المعركة"، وهي الفكرة التي تفترض مسبقاً استمرار الهيمنة العسكرية الأميركية في المنطقة. 

وستتطلب استراتيجية الردع، حسب تقرير المجلّة الأميركية، من قادة الولايات المتحدة قبول أنّ الصين "لن تتلاشى"، وأنّ رئيسها لن يتخلى عن أهدافه، وأنّ التفوق العسكري الأميركي لم يعد مضموناً.

يُذكر أنّ "فورين بوليسي" أشارت في تقريرٍ منفصل، نشرته الثلاثاء، إلى أنّ غياب الرئيس الأميركي، جو بايدن، عن قمة منظمة "آسيان" يعدّ ازدراءً لمنطقة جنوب شرق آسيا، معتبرةً أنّه "في لعبة منافسة القوى العظمى ضد الصين، فإنّ الظهور هو نصف المعركة"، في إشارةٍ إلى إخفاقٍ أميركي.

اقرأ أيضاً: لماذا الولايات المتحدة غير مستعدة لحرب مع الصين؟

المصدر: الميادين نت + وكالات