"تلغراف": الفساد في أوكرانيا.. أموال ورشى في مقابل التهرب من التجنيد

مكتب التحقيقات الحكومي في أوكرانيا ادّعى أنّ "الرئيس السابق للتجنيد في منطقة أوديسا الجنوبية حصل على رشى قيمتها 4 ملايين جنيه إسترليني من المتهربين المحليين من التجنيد".
  • التلغراف: مسؤول التجنيد في أوديسا اشترى فيلا وسيارات فاخرة في إسبانيا

تحدث تقرير في صحيفة "تلغراف" البريطانية، السبت، عن الفساد الذي يشوب إدارة العمل العسكري في أوكرانيا، على الرغم من وقوع البلاد تحت وطأة الحرب والتهجير والدمار.

وأشار تحقيق إلى أنّ "مسؤولاً عسكرياً أوكرانياً سابقاً اشترى لنفسه فيلا وسيارات قيمتها 3.4 ملايين جنيه إسترليني في إسبانيا، بعد تلقيه رشى من رجال حاولوا الهروب من الخدمة العسكرية".

واتهم القضاء الأوكراني يفهين بوريسوف (51 عاماً)، والذي كان المفوض العسكري لمنطقة أوديسا، بتلقي ما يقرب من 200 رشوة، فضلاً عن الفرار بصورة غير قانونية من البلاد.

واعتُقل الأخير في تموز/يوليو، ووُجِّهت إليه تهمة الإثراء غير المشروع.

ويزعم مكتب التحقيقات الحكومي في أوكرانيا أنّ "الرئيس السابق للتجنيد في منطقة أوديسا الجنوبية حصل على رشى قيمتها نحو 4 ملايين جنيه إسترليني من المتهربين المحليين من التجنيد".

وفي المقابل، ينفي بوريسوف جميع الاتهامات، ويقول محاموه إنه "ليس لديه علم بالممتلكات والسيارات التي تمّ شراؤها باسماء أفراد أسرته". ويواجه عقوبة السجن 10 أعوام في حالة إدانته.

تقرأ أيضاً: تقرير: فضيحة الفساد في أوكرانيا تثير مخاوف واشنطن بشأن دعم كييف

فيلا بقيمة 3 ملايين يورو وسيارات فاخرة

ووفقاً لتحقيق أجرته Task Force UA، وهي منظمة غير حكومية قريبة من إدارة زيلينسكي، استخدم بوريسوف أكثر من 3.4 ملايين جنيه إسترليني لشراء فيلا من خمس غرف نوم، مع حوض سباحة وسونا، في منتجع ماربيا السياحي الراقي في إسبانيا.

وكشفت صحيفة "تلغراف" أنّ العقار "تمّ شراؤه باسم حماة بوريسوف، ناديا"، وأنّه "في وقت شرائه في الربيع، بلغت قيمة العقار 154 مليون هريفنيا أوكرانية".

ووجد المحققون أنّ "أرباح" والدة بوريسوفا على مدى الأعوام الـ20 الماضية بلغت ما يزيد قليلاً على أربعة ملايين هريفنيا (85 ألف جنيه إسترليني) فقط، كما اشترت سيارة مرسيدس بنز EQV كهربائية صغيرة تبلغ قيمتها نحو 64000 جنيه إسترليني في إسبانيا.

وتضمنت محفظة عقارات السيد بوريسوف أيضاً مكتباً في منطقة غولدن مايل المرموقة في ماربيا، تمّ شراؤه في مقابل نحو 630 ألف جنيه إسترليني، باسم زوجته.

كما اشترت حماة المسؤول أيضاً ثلاث سيارات فاخرة، بما في ذلك سيارة مرسيدس جي واغن، التي يفضلها لاعبو كرة القدم في الدوري الإنكليزي الممتاز، بقيمة 200 ألف جنيه إسترليني تقريباً، تم استيرادها إلى أوكرانيا كمساعدة إنسانية، وتمّ تسجيلها باسم زوجة بوريسوف، قبل نقلها إلى إسبانيا.

وفي النصف الأول من كانون الأول/ديسمبر الماضي، خرج بوريسوف من المستشفى العسكري لكنه لم يعد إلى الخدمة، وفي ذلك الوقت كان مسؤولاً عن التعبئة في أوديسا.

وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، غادر أوكرانيا لمدة شهر تقريباً، وزار مولدوفا وتركيا وسيشيل وإسبانيا.

اقرأ أيضاً: أوكرانيا تقيل نائب وزير بشبهة تلقي رشوة وتحقّق في فساد بالدفاع

"الفساد المنظّم"

واعترف الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بصورة متكررة، بالفساد المستشري في النظام وفي عملية التجنيد، بحيث ورد أنّ آلاف الرجال يحاولون تفادي الاستدعاء إلى الحرب، خشيةً من الموت.

وخلال الأشهر الفائتة، ألقى حرس الحدود الأوكراني القبض على نحو 20 ألف رجل في أثناء محاولتهم مغادرة البلاد بصورة غير قانونية، إمّا عن طريق عبور الحدود خارج نقاط التفتيش الرسمية، وإمّا عبر استخدام أوراق مزورة.

وبموجب الأحكام العرفية، المعمول بها منذ شباط/فبراير 2022، يُمنع الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عاماً من مغادرة البلاد من دون سبب وجيه. وتعهّد زيلينسكي اتخاذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين الذين يتقاضون رشى ويهرّبون الناس إلى خارج البلاد.

واعتبر الرشوة في زمن الحرب "خيانة عظمى"، بعد الإعلان أن 30 شخصاً يواجهون تهماً جنائية في إطار تحقيق واسع النطاق لمكافحة الفساد..

اقرأ أيضاً: واشنطن: الفساد في أوكرانيا يهدد فعالية المساعدات الأميركية

المصدر: صحيفة "ذا تلغراف" البريطانية