العراق: عقب أعمال شغب.. السوداني يعلن فرض حظر للتجوال في كركوك

الأزمة في كركوك اندلعت على خلفية رفض العرب والتركمان قرار تسليم مقر قيادة عمليات كركوك إلى "الحزب الديمقراطي" الكردستاني.
  • متظاهرون في الشارع خلال أعمال الشغب التي وقعت اليوم في كركوك

أمر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، القطعات الأمنية في محافظة كركوك بـ"بسط الأمن وفرض سلطة القانون ضد مثيري الشغب في المحافظة".

وشدّد رئيس الوزراء العراقي على أن تكون هذه القطعات "حازمة في إلقاء القبض على كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن كركوك"، مشدداً على "عدم السماح بحمل السلاح مطلقاً في كركوك، باستثناء الأجهزة الأمنية".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأوعز السوداني في الشروع بعمليات أمنية واسعة في المناطق التي شهدت أعمال شغب في كركوك، وتفتيشها، داعياً "كل الجهات السياسية والفعاليات الاجتماعية والشعبية إلى أخذ دورها في درء الفتنة والمحافظة على الأمن" في المدينة.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

رئيس الحكومة العراقي وجّه بتأليف لجنة تحقيق لمعرفة ملابسات أحداث كركوك، وشدد على محاسبة المقصرين الذين تثبت إدانتهم في أحداث كركوك وتقديمهم للعدالة.

بدوره، دعا رئيس الجمهورية في العراق، عبد اللطيف رشيد، "جميع الأطراف، ذات الصلة بالتطورات المؤسفة في كركوك، إلى الامتناع عن أي تهديد أو استخدام للقوة".

ودعا رشيد الحكومة الاتحادية والقوات الأمنية إلى "التدخل الجاد من أجل السيطرة على الوضع في كركوك وضبط الأمن"، مؤكداً أنّ المدينة "كانت وما زالت رمزاً للتآخي العراقي وجامعة لكل الأطياف، ولن نسمح بتشويه صورتها".

وكانت وسائل إعلام كردية أفادت، نقلاً عن الناطق باسم شرطة كركوك، عامر شواني، بمقتل متظاهر وإصابة 8 آخرين، خلال التظاهرات التي شهدتها المحافظة اليوم.

وقال شواني لـ"شبكة رووداو" إنّ "شخصاً قُتل وأصيب 8 آخرون خلال التظاهرات التي خرجت في كركوك"، مشيراً إلى أن "المصابين هم من المدنيين".

البارزاني: أدعو رئيس الحكومة العراقية إلى وضع حدّ للفوضى في كركوك

من جهته، علّق رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسرور البارزاني، على الأوضاع في كركوك، قائلاً إنّ "مجموعة من المشاغبين قامت، منذ عدة أيام، بقطع الطريق بين أربيل وكركوك، بحجة منع افتتاح مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في كركوك، وعدم السماح للمواطنين بأن يعيشوا حياتهم الطبيعية، كما أنهم خلقوا  أوضاعاً  غير ملائمة،  وخطيرةً  للغاية لأهالي كركوك".

وأضاف أنّ "هذه التصرفات غير اللائقة وغير القانونية ليست إلّا محاولة لخلق الفتنة وتمزيق النسيج المجتمعي والعيش المشترك"، مشيراً إلى أن "من المثير للدهشة أيضاً أن القوات الأمنية والشرطة في كركوك لم تتمكن، خلال الأيام القليلة الماضية، من منع هذه الفوضى وهذا السلوك غير القانوني".

وأكد البارزاني أنّه "تم اليوم استخدام العنف ضد الشبان الكرد المتظاهرين في كركوك، وسفكت دماء شبان الكرد، وإنّ مثل هذا السلوك غير مقبول، وستكون عواقبه وخيمة للغاية، وسيدفعون باهظاً ثمن سفك دماء أبنائنا في كركوك".

ودعا البارزاني رئيس الوزراء العراقي إلى "وضع حد لهذه العوائق والفوضى، وللقمع والعراقيل التي تستهدف بصورة مباشرة التعايش والاستقرار في كركوك، وغيرها من المناطق".

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

واندلعت أزمة على خلفية طلب الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى الجيش العراقي إخلاء مبنى العمليات المشتركة في المدينة، انطلاقاً من أنه كان مركزاً للحزب قبل أن يتخذه الجيش مقراً في تشرين الأول/أكتوبر 2017.

وعقب ذلك، قام مئات المحتجين من العرب والتركمان، في محافظة كركوك، قبل يومين، بقطع طريق أربيل – كركوك، رفضاً لقرار تسليم مقر قيادة عمليات كركوك إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة مسرور البارزاني، بينما خرج محتجون من الكرد في كركوك مساء اليوم، في تظاهرة أخرى احتجاجاً على قطع الطريق الواصل بين محافظتي أربيل وكركوك.

وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق مقاطع فيديو تُظهر وقوع صدامات واحتكاكات بين محتجين وقوات الأمن العراقية في كركوك، دفعت قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتفريق المحتجين.

أسباب الخلاف وجذور الأزمة المستجدة

ويرى معظم التركمان والعرب في المدينة أنّ محاولة الحزب الديمقراطي الكردستاني فصل كركوك عن الحكومة المركزية، عبر ما يسمى "استفتاء الاستقلال" عام 2017، "خيانةً وطنية"، لذلك يعّدُوّن عودة الحزب إلى المدينة مجدداً "تهديداً أمنياً".

وفي المقابل، في إطار استعداداته للانتخابات المحلية المقرر إجراؤها في 18 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في جميع أنحاء العراق، يريد الحزب استعادة مبانيه القديمة في كركوك.

وكانت البشمركة (قوات إقليم شمال العراق) انتشرت في قواعد أخلاها الجيش العراقي عقب ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي عام 2014، وسيطرت فعلياً على كركوك طوال 3 أعوام.

وعقب "استفتاء الاستقلال"، الذي أجرته إدارة الإقليم عام 2017، ومحاولتها ضمّ كركوك، دخل الجيش العراقي المدينة وأنهى سيطرة البشمركة، وأخلى مبنى الحزب الديمقراطي الكردستاني، وحوّله إلى مقر لقيادة العمليات.

المصدر: الميادين نت + وكالات