أرمينيا وأذربيجان تؤكدان وقوع خسائر بشرية من جراء اشتباك في ناغورنو كاراباخ
أكّدت أرمينيا وأذربيجان، اليوم الجمعة، إنهما تكبدتا خسائر بشرية جراء اشتباك على حدودهما المشتركة في شمالي غربي جيب ناغورنو كاراباخ المتنازع عليه بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، اليوم الجمعة، إنّ اثنين من جنودها قُتلا وأُصيب ثالث، جرّاء قصف قرب قريتي سوتك ونوراباك على الحدود، فيما ذكرت أذربيجان أنّ أرمينيا "قصفت مواقع على حدود منطقة كالباجار بطائرات مسيرة، مما أسفر عن إصابة ثلاثة من جنودها".
وأشارت أرمينيا إلى أنّ "أذربيجان كانت تحشد قواتها قرب الحدود، وقصفت المواقع بطائرات مسيرة وقذائف المورتر وأسلحة نارية صغيرة".
ولكنّ أذربيجان نفت حشد قواتها، وقالت إنّها "كانت ترد على هجوم من أرمينيا".
The Armenian Defense Ministry has published a video that clearly shows the Azerbaijani Armed Forces concentrating additional resources in the direction of Sotk. pic.twitter.com/3W6h61MMCW
— RE:PUBLIC PRESS #StopArtsakhBlockade (@REPUBLICPRESS_) September 1, 2023
ومنتصف آب/أغسطس الفائت، اتهمت أذربيجان جارتها أرمينيا بتعزيز قواتها على طول الحدود بين البلدين في القوقاز، بهدف القيام باستفزاز عسكري، قائلةً إنه "في الأيام الأخيرة، سجّل نقل كثيف للأسلحة والمعدات والعديد من جانب أرمينيا بهدف تنفيذ عمل عسكري جديد على طول الحدود"، الأمر الذي نفته يريفان.
إذ ردّت وزارة الدفاع الأرمينية في بيان، نافية أي عملية نقل أسلحة وقوات لها قرب الحدود أو في كاراباخ، ونددت بتصريحات باكو واصفةً إياها بأنها "لا تنسجم مع الواقع".
اقرأ أيضاً: أرمينيا: من المرجَّح اندلاع حرب جديدة مع أذربيجان بشأن ناغورنو كاراباخ
تصاعد التوتر على خلفية ممر لاتشين
وقد تصاعد التوتر بين الجانبين في الأسابيع الأخيرة، مع اتهام يريفان لباكو بتعطيل حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو طريق جبلي قصير يربط أرمينيا بالمناطق المأهولة بالأرمن في جيب ناغورنو كاراباخ الانفصالي.
وسبق أن تقدمت أرمينيا رسمياً بطلب إلى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، لعقد اجتماع طارئ، لبحث تدهور الوضع الإنساني نتيجة الحصار الكامل المفروض على السكان المدنيين في إقليم كاراباخ، متحدثة عن "نقص السلع الأساسية، بما في ذلك الغذاء والدواء والوقود بسبب الحصار المفروض على ممر لاتشين".
كما اتهمت أرمينيا أذربيجان باستمرار منعها وصول المساعدات عبر ممر لاتشين إلى المناطق المأهولة بالأرمن في إقليم كاراباخ، محذّرةً من أنّ ذلك قد "يجهض فرص السلام" بين البلدين، بحسب قولها.
وتتهم يريفان، منذ أشهر، باكو بتعطيل حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو طريق جبلي قصير يربط أرمينيا بالمناطق المأهولة بالأرمن في كاراباخ.
وحذّرت أرمينيا ومنظمات إغاثة دولية مراراً من أنّ الوضع الإنساني في الإقليم صعب ومتدهور، مع نقص في الغذاء والأدوية والطاقة.
وفي تموز/يوليو الماضي، تظاهر الآلاف في ستيباناكرت، كبرى مدن كاراباخ، مطالبين باكو بفتح ممر لاتشين، وهو الممر الوحيد الذي يربط أرمينيا بالإقليم، والذي أغلقته أذربيجان.
صراع تاريخي لم ينتهِ بعد
وخاضت أرمينيا وأذربيجان حربين للسيطرة على الإقليم، آخرها في عام 2020. وعادت التوترات إلى التصاعد في مطلع تموز/يوليو، بعد أن أغلقت أذربيجان حركة المرور عبر ممر لاتشين، وهو الطريق الوحيد الرابط بين ناغورنو كاراباخ وأرمينيا.
واتفقت أذربيجان وأرمينيا برعاية روسية، على وقف إطلاق النار بشكل كامل، والبقاء في المواقع الموجودة لدى الطرفين، وتبادل الأسرى والجثث، كما تم نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة بما فيها ممر لاتشين.
وتعود جذور النزاع في ناغورنو كاراباخ إلى شباط/ فبراير 1988، عندما أعلن الإقليم المتمتع بالحكم الذاتي انفصاله عن جمهورية أذربيجان الاشتراكية السوفياتية حينها. وفي سياق المواجهة المسلحة، التي جرت في الفترة الممتدة، بين عامي 1992 و1994، فقدت أذربيجان سيطرتها على إقليم ناغورنو كاراباخ ومناطق أخرى متاخمة له.