"بلومبرغ": حلفاء فرنسا في أفريقيا يتساقطون كـ"الذباب"
على خلفية الانقلابات والمتغيرات الأخيرة التي تشهدها القارة الأفريقية، ذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية، اليوم الجمعة، أنّ الرجال الذين تدعمهم فرنسا في أفريقيا "يسقطون مثل الذباب".
وأوردت الوكالة أنّ "بعد النيجر في تموز/يوليو، كانت الغابون هذه المرة، التي وجد رئيسها علي بونغو نفسه محتجزاً في القصر الرئاسي نفسه الذي زاره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل ستة أشهر".
وأشارت إلى أنّ هذا كان " ثامن سيطرة عسكرية على مستعمرة فرنسية سابقة في السنوات الثلاث الماضية".
وبحسب ما تابعت، "يحبّ ماكرون تذكير جمهوره الأفريقي بأنه أول رئيس فرنسي وُلد بعد الاستقلال الذي اجتاح القارة، وتولى منصبه متعهداً بإعادة العلاقات مع المستعمرات السابقة في أفريقيا".
وأوضحت "بلومبرغ" أنّ "التغيير جاء، ولكن ليس بشروط ماكرون، سواء كانوا منتخبين ديمقراطياً أو مستبدين منذ فترة طويلة، فإنّ الرجال الذين تدعمهم فرنسا يسقطون مثل الذباب".
ولفتت إلى أنّ موجة الانقلابات "كانت مدفوعة جزئياً بمشاعر العداء المتزايدة لفرنسا، والإحباط من فساد الأنظمة وإهمالها، والتي طالما تحالفت مع باريس، على الرغم من عيوبها الديمقراطية".
ووفق الوكالة، أمضى ماكرون أسابيع في الدعوة إلى استعادة رئيس النيجر محمد بازوم، لكنه ظل "صامتاً إلى حدٍّ كبير" بشأن محنة بونغو، مدركاً أنّ قضية الغابون "متميزة جداً" عن النيجر، كما قال كبير الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس.
وأمس، ذكرت صحيفة "L 'Humanité" الفرنسية، أنّ شعوب دول غربي أفريقيا لم تعد راغبة في "الأبوة الغربية المدمرة"، موضحةً أنّ عائلة "بونغو"، والتي حكمت الغابون قرابة 56 عاماً، هي ترسٌ رئيسي في النظام الاستعماري الفرنسي الجديد.
بدورها، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، الأربعاء، وفي أعقاب أحداث الغابون، أنّ استطلاعات الرأي السابقة في ذلك البلد أظهرت أنّ "لدى عامة الناس رأياً سيئاً للغاية بشأن فرنسا".
يُشار إلى أنّه في 30 آب/أغسطس، سيطر عسكريون على السلطة في الغابون، معلنين إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية التي أدّت إلى فوز الرئيس علي بونغو بولاية ثالثة.
وسيُعيّن قائد الحرس الجمهوري بريس أوليغي نغيما، يوم الإثنين المقبل، رئيساً انتقالياً لفترة لم تحدد حتى الآن. ووعد نغيما بـ"إنشاء مؤسسات انتقالية على مراحل" واحترام كل "التزامات" الغابون، سواء كانت "خارجية أو داخلية".