مسؤول سابق في "الناتو": إمداد أوكرانيا بـ"أف 16" لن يغيّر مسار الحرب
قال الرئيس السابق للجنة العسكرية في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، هارالد كوجات، إنّ تقديم طائرات "أف 16" الأميركية لكييف لن يكون ذا فائدة كبيرة لها في الحرب.
وتساءل كوجات الذي عمل مفتشاً عاماً في الجيش الألماني في مقابلة مع صحيفة "دي فيلت فوخي" السويسرية: "هل هناك سلاح يمكنه أن يساعد أوكرانيا على تغيير موقفها الاستراتيجي؟"، مضيفاً أنّ جميع الأسلحة التي قُدِّمت إليها حتى الآن، من دبابات وراجمات صواريخ، كان من المفترض "أن تغيّر قواعد اللعبة".
وأضاف: "الشيء التالي الذي يجب أن يغيّر الوضع هو طائرات أف 16.. لكن الأنظمة الدفاعية الروسية فعالة للغاية"، معرباً عن اعتقاده بأنّ الغرب "لن يكون سعيداً برؤية طائرات أف 16 تسقط، وتالياً، يمكننا القول إنّ هذه الطائرات لن تغيّر قواعد اللعبة أيضاً".
اقرأ أيضاً: طيار أميركي: طائرات "أف 16" لن تصمد أمام أنظمة الدفاع الجوي الروسية
وأشار المسؤول العسكري السابق في "الناتو" إلى مناقشات جارية حالياً في ألمانيا بشأن تقديم صواريخ "كروز" بعيدة المدى من طراز "توروس" لأوكرانيا، معتبراً أنّ إمداد كييف بمثل هذه الصواريخ من شأنه "أن يتسبّب بتصعيد خطر ورد فعل قوي من جانب موسكو".
يُذكر أنّ الولايات المتحدة الأميركية، وعلى الرغم من التحذيرات الروسية المتكررة من تسليم أوكرانيا طائرات "أف 16"، منحت كلاً من الدانمارك وهولندا "ضمانات رسمية" لنقل هذا الطراز من المقاتلات إلى أوكرانيا، ما إن ينتهي الطيارون الأوكرانيون من التدرّب على استخدامها.
في المقابل، أكد السفير الروسي في واشنطن، أناتولي أنتونوف، أنّ إرسال المقاتلات سيُثير تساؤلات بشأن ضلوع "الناتو" في الصراع، مؤكداً أنّ أي هجومٍ أوكراني على شبه جزيرة القرم سيُعدّ هجوماً على روسيا.
ولفت أنتونوف إلى أنّ "من المهم أن تكون الولايات المتحدة على دراية كاملة بالردّ الروسي (على أيّ هجوم من هذا النوع)".
وقبل أيام، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ واشنطن تدرّب طيارين أوكرانيين على قيادة مقاتلات "أف 16"، وستبدأ خلال الشهر الحالي تدريبهم على اللغة الإنكليزية في ولاية تكساس الأميركية، ليشاركوا بعدها في تدريب على قيادة هذه الطائرات في أريزونا جنوبي غربي الولايات المتحدة في الشهر التالي.
وقال المتحدّث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر إنّ بلاده ستجري هذا التدريب لأنّه يستحيل على الدنمارك وهولندا إدارة كلّ عمليات إعداد الطيّارين الأوكرانيين.
وقبل أيام، أكد رايدر للميادين أنّ "أوكرانيا لا تمتلك البنى التحتية اللازمة لتشغيل مقاتلات أف 16 حالياً".
وأشار رايدر إلى أنّ هذا الأمر "جزء من برنامج التدريب للأوكرانيين، والذي يتضمّن كذلك صيانة لهذه الطائرات، والتأكد من امتلاكهم المعدات الميدانية اللازمة للحفاظ عليها وصيانتها في الوقت المناسب، ما يضمن لهم السيطرة على تلك المقاتلات في المطارات الأوكرانية والتحكم فيها، وكل تلك المهام ستكون في المستقبل المنظور".
يُذكر أنّ أوكرانيا تلقّت منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة العام الماضي مساعدات مالية وعسكرية ضخمة من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، إذ بلغ إجمالي حجم المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية الخاصة أكثر من 113 مليار دولار.