إدارة بايدن تحتج لدى "إسرائيل": كشف اللقاء مع المنقوش أضر بالتطبيع مع ليبيا ودول أخرى

وسائل الإعلام الإسرائيلية تكشف احتجاجاً شديداً قدّمته الإدارة الأميركية لحكومة الاحتلال الإسرائيلي، بعد إعلان الاجتماع مع وزيرة الخارجية الليبية، مؤكدةً أن الكشف عنه يضر بشدة بجهود واشنطن في العمل على التطبيع.
  • لقاء رودس، الذي جمع وزير الإعلام والثقافة والآثار الليبي السابق، عمر القويري، ووزير الاتصالات الإسرائيلي، أيوب قرّة، ورئيس اتحاد اليهود الليبيين، رافاييل لوزون، في حزيران/يونيو 2017 (وكالات)

تداولت وسائل إعلام إسرائيلية أنباءً عن احتجاج شديد قدّمته إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى "إسرائيل" بعد كشف الاجتماع بوزيرة الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش. 

وأورد موقع "والاه" الإسرائيلي أنّ مسؤولين أميركيين كباراً قالو إنّه تمّ نقل رسائل قاسية اللهجة إلى وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، إيلي كوهين، وكبار المسؤولين في وزارة الخارجية، مفادها أنّ "كشف إسرائيل للاجتماع أضرّ بالجهود الأميركية في تعزيز التطبيع بين إسرائيل وليبيا ودولٍ عربية أخرى"، بل "زعزع استقرار ليبيا، وأضرّ بالمصالح الأمنية الأميركية". 

وأوضح المسؤولون الأميركيون أنّ إدارة بايدن "عملت، على مدى العامين الماضيين، على تعزيز انضمام ليبيا إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل"، مُشدّدين على أنّ إعلان الاجتماع "يقوّض بشدّة هذه الجهود".

ويخشى الأميركيون أنّ يكون لكشف "إسرائيل" الرسمي عن الاجتماع، والأحداث التي تلته، تأثيرٌ "مُبرِّد" بشأن انضمام دول أخرى إلى عملية التطبيع.

وقال مسؤول أميركي كبير للموقع الإسرائيلي إنّ "هذا الإعلان هو تدمير لقناة المحادثات مع ليبيا، وجعل جهودنا لتعزيز التطبيع مع الدول الأخرى أكثر صعوبة".

وأشار مسؤولون أميركيون إلى أنّ إدارة بايدن أُبلغت التحضيرات لعقد اجتماعٍ بين كوهين والمنقوش، و"شجّعت بدورها الليبيين على عقد الاجتماع"، مؤكّدين أنّ "الفهم في الإدارة الأميركية كان مجرد اجتماع سري في هذه المرحلة". لذلك، صُدِم المسؤولون الأميركيون مِن جرّاء إصدار كوهين بياناً رسمياً بشأن هذا الموضوع، يوم الأحد.

وكشفت "القناة الـ12" الإسرائيلية أنّ قادة جهاز "الموساد" الإسرائيلي "يستشيطون غضباً من كشف اللقاء بين وزير الخارجية الإسرائيلي ووزيرة الخارجية الليبية.

وقال مراسل الشؤون العسكرية في القناة الإسرائيلية، نير دفوري، إنّ قادة "الموساد" يَعُدّون كشف اللقاء "ضرراً سيكون من الصعب إصلاحه، بل حتى يُعرّض أشخاصاً للخطر". 

أعوام من العمل على "محاولة تطبيع العلاقات"

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية، عن رئيس اتحاد يهود ليبيا، رافاييل لوزون، تأكيده أنّ "اللقاءات بين المسؤولين الليبيين والإسرائيليين بدأت منذ 6 أعوام".

وأشارت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الإلكترونية الإسرائيلية إلى أنّه، في أعقاب إعلان وزارة الخارجية الإسرائيلية الاجتماع بوزيرة الخارجية الليبية، أشارت "وسائل إعلام ليبية متعددة إلى رجلٍ واحد، بصفته العقل المدبّر المحتمل للّقاء"، موضحةً أنّ هذا الشخص هو لوزون.

ولفتت الصحيفة إلى أنّه في حين أنّ لوزون "لم يكن على صلةٍ باللقاء الدبلوماسي الأخير"، إلا أنّه في مقابلةٍ أجرتها معه، الأحد، وصف الاتصالات الأولى التي "قام بتسهيلها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين رفيعي المستوى قبل نحو ستة أعوام"، وهو الأمر الذي فتح الطريق أمام لقاء الأسبوع الماضي، بحسب الصحيفة.

وكشفت الصحيفة أنّ لوزون رتّب اجتماعاً، في حزيران/يونيو 2017، في جزيرة رودس اليونانية، ضمّ وفوداً من ليبيا وكيان الاحتلال، بحيث مثّلت حكومة الاحتلال وزيرة المساواة الاجتماعية آنذاك، جيلا جمليئيل، والتي تنحدر والدتها من ليبيا، ووزير الاتصالات آنذاك، أيوب قرّا، ونائب رئيس "الكنيست"، يهيل بار، واللواء المتقاعد، يوم توف سامية، وهو أيضاً من أصلٍ ليبي. 

وذكرت الصحيفة أنّ الوفد الليبي، الذي وُجد في رودس حينها، ترأّسه وزير الإعلام والثقافة والآثار في الحكومة الليبية آنذاك، عمر القويري، بحيث كانت البلاد في ذلك الوقت تحت حكومتين منفصلتين، وهو الوضع الذي لا يزال قائماً حتى اليوم، وإن كان في صورة مغايرة.

وركّز اللقاء، الذي عُقد في فندق "رودس بالاس" على مدار ثلاثة أيام، على الذكرى الخمسين لطرد اليهود من ليبيا بعد حرب حزيران/يونيو 1967، بحيث تحدّث المندوب الليبي في المؤتمر عن "حق اليهود الليبيين في العودة إلى البلاد، والحصول على تعويضات من الخسائر التي لحقت بهم".

وصرّح لوزون للصحيفة بأنّ اجتماع رودس أعقبته في الأعوام اللاحقة سلسلة من الاجتماعات الأخرى، والتي عمل على تنظيمها بين مسؤولين إسرائيليين وليبيين في كل مِن روما وتونس واليونان.

وعزا لوزون ما سمّاه "تحول ليبيا المفاجئ بشأن اللقاء الثنائي"، إلى رد الفعل الداخلي الشعبي العنيف في أعقاب الإعلان الإسرائيلي بشأن اللقاء، مُشيراً إلى التظاهر والنزول إلى الشارع في ليبيا رفضاً للقاء، بحيث قال إنّه "في الساعات التي تلت الإعلان، أُحرقت الأعلام الإسرائيلية. وقبل إعلان ذلك، ربما كان ينبغي لإسرائيل أن تتشاور مع شخص يفهم ليبيا وديناميكياتها الداخلية".

يُشار إلى أنّ وسائل إعلام إسرائيلية كشفت، أمس الأحد، أنّ وزير الخارجية في حكومة الاحتلال عقد لقاءً سرياً، الأسبوع الماضي، في العاصمة الإيطالية روما مع الوزيرة الليبية المنقوش.

وكانت وسائل إعلام عربية وعالمية ذكرت أنّ المنقوش غادرت البلاد عبر مطار معيتيقة إلى تركيا، بعد خشيتها مما أثاره خبر اللقاء التطبيعي مِن ردود أفعالٍ ليبية مُندّدة، على المستويين السياسي والشعبي، بحيث خرجت تظاهرات في عدة مدن ليبية، ولا سيما العاصمة طرابلس.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

وأصدر رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية الليبية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الإثنين، قراراً يقضي بإقالة المنقوش رسمياً، وإحالتها على التحقيق على خلفية لقائها وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي.

An error occurred while retrieving the Tweet. It might have been deleted.

يُذكَر أنّ الحديث عن تطبيعٍ ليبي محتمل مع "إسرائيل" ليس بالأمر المستجدّ. ففي عام 2021، أُشيعت في الإعلام الإسرائيلي "محاولات إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل وليبيا".

اقرأ أيضاً: إعلام إسرائيلي: كوهين تسبب بضرر هائل لـ"إسرائيل".. ولقاؤه بالمنقوش كان منسقاً

المصدر: وسائل إعلام إسرائيلية