سقوط غامض لمسيرة "هيرون" إسرائيلية في بحر إيجه يثير تساؤلات في أوروبا

وسائل إعلام أوروبية أكّدت تحطم طائرة بدون طيار الحديثة التابعة لخفر السواحل، كانت تحلق تحت مسؤولية وكالة "فرونتكس" في بحر إيجه، بشكل غامض جنوب شرق كارباثوس.
  • تعدّ الطائرة من أهم القطع التكنولوجية الإسرائيلية وأكثرها تطوراً، ويهدد سقوطها بتدمير قيمتها وسمعتها

أثار تحطم طائرة بدون طيار متطورة من نوع "هيرون" إسرائيلية الصنع، التابعة لقوات حرس الحدود الأوروبية "فرونتكس"، والتي كانت تعمل في بحر إيجه بين اليونان وتركيا، سلسلة من الأسئلة حول الظروف المرتبطة بالحادث في أوساط إعلامية أوروبية، وفي الوقت نفسه أثارت أسئلة بشأن موثوقية الأسلحة الإسرائيلية ودقّت ناقوس خطر لدى مجمع التصنيع العسكري الإسرائيلي.

وبحسب إعلام أوروبي، تعمل المسيرة المصممة للاستعمال البحري من النوع "هيرون HERON"، المقدمة من "فرونتكس" إلى خفر السواحل اليوناني، انطلاقاً من تيمباكي في جزيرة كريت، حيث تقع قاعدتها، منذ تموز/يوليو الفائت.

وتقوم الطائرة بدون طيار الضخمة، والتي تعدّ من الأكثر تطوراً والأغلى عالمياً، بتنفيذ رحلات جوية في إطار العملية الأوروبية المشتركة "بوزايدون"، والتي يتمّ تنفيذها بشكل مستمر منذ أيار/مايو 2008.

وبالنسبة للخصائص التقنية لـلمسيرة الإسرائيلية وهويتها، فهي من نوع هيرون N-R2A، وتمتلك الرقم التسلسلي 572، ويصل طولها إلى 8,477 م، وطول جناحيها 16,600 م، وارتفاعها 2,303 م، كما يبلغ وزنها 1,270 كغ.

وتمتلك المسيرة راداراً سطحياً وأجهزة استشعار كهروضوئية متطورة، ونظام AIS ونظام الاتصالات عبر الأقمار الصناعية (Satcom)، وقد عملت شركة "إيرباص" الألمانية على تطوير جزء من نظام الملاحة عبر الأقمار الصناعية ومسؤولية الطيران في المسيرة، بطلب من فرونتكس.

ووفقاً لمعلومات ذكرها موقع enikos.gr اليوناني، "فقدت شركة إيرباص الاتصال بالمسيرة بواسطة القمر الصناعي لسبب غير قابل للتفسير"، مما أدّى إلى اصطدامها بالمنطقة البحرية جنوبي شرقي كارباثوس في إيجه.

اقرأ أيضاً: المغرب يبرم صفقة بقيمة 48 مليون دولار مع "إسرائيل" لشراء طائرات مسيّرة

حادث خطير مع مسيرة تكلفتها 40 مليون يورو

وقد خلق فقدان التواصل مع المسيرة سلسلة من الأسئلة في أوساط إعلامية وسياسية. إذ أشارت مواقع أوروبية إلى أنّ الحديث "يدور عن طائرة بدون طيار تبلغ قيمتها نحو 40 مليون يورو، أي نصف سعر طائرة F-35 الأميركية الشهيرة".

فيما لفتت مواقع إلى أنّ "الطائرات بدون طيار التركية التي تمّ الإعلان عنها بشكل كبير ولقيت شهرة واسعة تمتلك تقنيات مشابهة"، وأنّ "تكلفة طائرة بيرقدار تبلغ 5 ملايين يورو فقط".

وتحدث تقرير في موقع "هيلاس بوستن" عن أنه "إذا كان هناك مجال واحد تبرز فيه بشكل أساسي مسيرة هيرون الإسرائيلية ضد منافسيها، فهو أنظمة الاتصالات عبر الأقمار الصناعية المتطورة، مع بروتوكولات أمنية لا يمكن اختراقها، مما يجعل من المستحيل تقريباً أن يفقد الطيار الأرضي السيطرة على الطائرة بدون طيار، ولهذا تمّ دفع هذا المبلغ.. ومع ذلك سقطت في البحر!".

كما نشر الراصد اليوناني ستاماتيس بيتاس، على حسابه عبر منصة X، أنّ مسيرة "هيرون" أصدرت عدة إشعارات في سياق مهام المراقبة في جنوب شرق بحر إيجه.

قطع بحرية تركية وأميركية وروسية تواجدت في المنطقة

وفي الوقت نفسه، أشار حساب متخصص بالمراقبة البحرية إلى أنّ حاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس جيرالد فورد" كانت موجودة في نفس المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية متجهة إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط، كما تواجدت سفن حربية روسية في شرقي البحر الأبيض المتوسط تتجه إلى قاعدة طرطوس البحرية في سوريا، وتواجدت كذلك مسيرات وقطع بحرية تركية.

وفيما لم تصدر توضيحات أو معلومات إضافية حتى الآن من فرونتكس أو من خفر السواحل اليوناني، يتساءل المحللون عما إذا كانت المسيرة قد تعرضت إلى تشويش أو تداخل إلكتروني، مما أدّى إلى فقدان السيطرة ثم تحطمها في نهاية المطاف.

ولفتوا إلى أنّ هذا أمر لا يثير اهتمام الإسرائيليين فحسب، الذين يخشون من تدمير سمعة هذه القطعة الحربية التي يعدونها من أبرز انتاجاتهم التكنولوجية، والتي وقعت عدة دول في العالم عقوداً مع التصنيع العسكري الإسرائيلي لشرائها، بل يهم أيضاً فرونتكس، التي تشغّل قواتها الجوية طائرتين إضافيتين من نوع "هيرون".

اقرأ أيضاً: "تايمز أوف إسرائيل": الجيش المغربي يستلم ثلاث طائرات مسيّرة إسرائيلية

المصدر: الميادين نت + وسائل إعلام يونانية