"ذا هيل": حديث الحزب الجمهوري الأميركي عن عمل عسكري في المكسيك مثير للقلق
تحدّث تقرير في موقع "ذا هيل" الأميركي عن أنّ "الدعم المتزايد من الحزب الجمهوري لاتخاذ الولايات المتحدة عملاً عسكرياً أحادياً في المكسيك، ضد عصابات المخدرات، يثير قلق الناس على جانبي الحدود، الذين يخشون أن يصبح الحديث عن هجوم أمراً طبيعياً".
فقد أظهرت المناظرة التمهيدية للرئاسة الجمهورية، الأربعاء، إجماعاً على فكرة استخدام القوة العسكرية الأميركية لمحاربة تهريب المخدرات والهجرة.
وقدّم حاكم فلوريدا، رون ديسانتيس، أقوى تعهّد خلال المناظرة، بردّه على سؤال عما إذا كان سيدعم إرسال قوات خاصة أميركية إلى المكسيك، حيث أجاب "نعم، وسأفعل ذلك في اليوم الأول".
ويعكس حرص الحاكم تطبيعاً متزايداً للفكرة، التي تبنّاها الجمهوريون من الحملة الانتخابية إلى قاعات الكونغرس.
وحتى أنّ مرشحي الحزب الجمهوري "الأكثر اعتدالاً"، مثل سفيرة الأمم المتحدة السابقة نيكي هالي، والسيناتور عن ولاية كارولينا الجنوبية تيم سكوت، اقترحوا دعم نسخة من العمل العسكري الأحادي الجانب.
وعلى مدى القرن الماضي، تراجعت العلاقات الثنائية من حافة الحرب إلى التعاون العميق بشأن هذه القائمة من القضايا.
وتعليقاً، قال مسؤول مكسيكي إنّ "أيّ تدخّل عسكري في المكسيك سيكون بمثابة نكسة هائلة للولايات المتحدة وسيخرج العلاقات الثنائية عن مسارها، ويمكن أن يدمّر الكتلة التجارية لأميركا الشمالية ويزيد الوضع الأمني سوءاً، مما يؤدي إلى موجة من الهجرة في المنطقة".
من جهة أخرى، قال النائب عن تكساس خواكين كاسترو، أكبر عضو ديمقراطي في اللجنة الفرعية للشؤون الخارجية لنصف الكرة الغربي بمجلس النواب، إنه "يعتقد أن ما نراه هو تفكّك حزب سياسي في الوقت الفعلي".
وقال كاسترو إن "فكرة العمل العسكري الأحادي هي علامة على عدم وجود مقترحات سياسية في مجالات أخرى"، لكنه حذّر من أن الفكرة تتزايد بالفعل.
وأوضح أنّ "ما يحدث هو أن شخصاً يتمتع بشعبية كبيرة في حزبه يبدأ في الحديث عن ذلك، ثم يبدأ المرشحون الآخرون في ترديده، وبعد مرور الوقت، تأخذها قاعدتهم كفكرة أساسية وتدعمها، وبعد ذلك تبدأ القاعدة في المطالبة بأن يوافق كل جمهوري في البلاد، سواء كانوا يترشحون لمنصب الرئيس أو مجلس إدارة المدرسة، على هذه الفكرة".
وبعد الضغط على ديسانتيس للحصول على مزيد من التعليقات، قالت حملته إنه "سيفعل ما هو ضروري لوقف التدفّق المميت للفنتانيل والمخدرات الأخرى من عصابات المخدرات المكسيكية".
كذلك، حذر حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق، الديمقراطي بيل ريتشاردسون، وهو مفاوض الأزمات العالمية الذي شغل منصب الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في عهد كلينتون، من أن "العمل العسكري في المكسيك سيؤدي إلى نتائج عكسية ويفشل في حل القضايا الأساسية".
وكان المرشحون الجمهوريون للرئاسة الأميركية افتتحوا، الأربعاء في ميلووكي، المناظرة الأولى للانتخابات التمهيدية لعام 2024، في غياب الرئيس السابق دونالد ترامب الذي آثر عدم المشاركة، بدعوى أنّ استطلاعات الرأي تؤكّد تصدّره بفارق كبير عن بقية منافسيه، لكنه مع ذلك خطف الأضواء.
وقبل خمسة أشهر من بدء الانتخابات التمهيدية، لاختيار مرشّح حزب الجمهوريين للانتخابات الرئاسية الأميركية للعام 2024، يزداد التأييد لترامب، غير أنّ العديد من القضايا الجنائية تلقي بظلالها على محاولته العودة إلى البيت الأبيض، وقد تفادى ترامب بقراره عدم الانضمام للمناظرة، الهجمات التي كان يمكن أن يشنها عليه المرشحون الآخرون.