"بلومبرغ": عجز الميزانية في الولايات المتحدة ينفجر بصورة غير مسبوقة

وكالة "بلومبرغ" تتحدث عن تزايد العجز في الميزانية الأميركية، والقلق الذي ينتاب المستثمرين، في ظل ارتفاع تكاليف الاقتراض في الولايات المتحدة.
  • "بلومبرغ": يشعر المستثمرون بالقلق أيضاً من أنّ العجز المالي المستمر يمكن أن يدفع أسعار الفائدة إلى مزيد من الارتفاع

قالت وكالة "بلومبرغ" الأميركية إنّ "عجز الميزانية الأميركية ينفجر بصورة غير مسبوقة"، مشيرةً إلى حرص المسؤولين الأميركيين، أكثر من أي وقت مضى، على تغذية الاقتصاد بأموال الحكومة، وهو ما يساعد في رفع تكاليف الاقتراض.

ورجّحت الوكالة أن يبقي هذا الأمر تكاليف الاقتراض مرتفعةً لمدة طويلة بعد انتهاء حالة الطوارئ بفعل التضخم، لافتةً إلى ضخامة ضخ النقود في الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما وصفته الوكالة بأنّه "انحراف لا يحدث لمرة واحدة فقط".

وبحسب الوكالة، فإنّ التوقعات بشأن الميزانية الفدرالية حالياً غير مسبوقة، فعلى الرغم من أنّ الاقتصاد يبدو بحالة جيدة، إلا أنّ العجز طويل الأمد، وكبير بحجم الأزمة.

ويجعل هذا الأمر المستثمرين "غير مرتاحين"، كما يتضح من ارتفاع العائدات على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات، إلى ما يزيد عن 4.3% هذا الأسبوع، وهو أعلى مستوياتها منذ 2007، وفقاً لـ"بلومبرغ".

بالتزامن، ترتفع تكاليف الاقتراض، وقد ارتفع متوسط ​​سعر الفائدة على الرهن العقاري الثابت لمدة 30 عاماً، إلى ما يزيد على 7%، وذلك للمرة الأولى، منذ أكثر من عقدين.

وبحسب الوكالة الأميركية، يشعر المستثمرون بالقلق أيضاً من أنّ العجز المالي المستمر يمكن أن يدفع أسعار الفائدة إلى مزيد من الارتفاع، الأمر الذي يضع المزيد من الضغط على المالية العامة، من خلال زيادة فواتير الفائدة المتضخمة للحكومة.

وقد ازداد القلق هذا الشهر، بعد أن زادت الخزانة الأميركية إصدار الديون بصورة حادة، وخفّضت وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني السيادي لواشنطن، بحسب ما ذكرت "بلومبرغ"، مع الإشارة إلى أنّ العجز الأميركي تضاعف هذا العام إلى 1.6 تريليون دولار، خلال الأشهر الـ10 الماضية، حتى تموز/يوليو الماضي.

وأوضحت الوكالة أنّ كلاً من الديمقراطيين والجمهوريين أصبحوا على مزيد من الاستعداد لاستخدام الخزانة العامة لتسريع النمو، بدلاً من إسناد المهمة إلى البنك المركزي، مشيرةً إلى التخفيضات الضريبية التي أقرّها الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، وإعانات الدعم الصناعي التي قدّمها الرئيس الحالي، جو بايدن، إضافة إلى تريليونات الدولارات التي أنفقت في سبيل الإنقاذ من جائحة كورونا.

ولذلك، فإنّ احتمالات التوصل إلى اتفاق كبير بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي لخفض العجز في أي وقت قريب تبدو ضئيلة، وفقاً للوكالة.

ونقلت "بلومبرغ" عن رئيسة استراتيجية السوق للدخل الثابت البديل في شركة "جي بي مورغان" لإدارة الأصول، أوكسانا أرونوف، قولها إنّ "ثمة قدر هائل من الإنفاق المالي، وهو مبلغ غير مسبوق، حتى في غير أوقات الحرب".

وأضافت أرونوف: "هناك الكثير من العوامل التي تجتمع لدفع أسعار الفائدة الطويلة الأجل إلى الارتفاع".

ووفقاً للوكالة، فقد تعاني الأسهم أيضاً، لأن ارتفاع تكاليف التمويل بالنسبة للشركات يؤدي إلى تأكّل الأرباح. 

وأضافت الوكالة أنّ مجلس الشيوخ ينظر في الإنفاق الطارئ على الحرب في أوكرانيا والإغاثة من الكوارث، مشيرةً إلى أنّه سيُعفى من الحدود القصوى المتفق عليها في اتفاق سقف الدين، في أيار/مايو الماضي. وناقش الجمهوريون، الذين يسيطرون على مجلس النواب، تمرير المزيد من التخفيضات الضريبية.

وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت آجال استحقاق سندات الخزانة أقصر، وأصبح من الضروري ترحيل نحو ثلث إجمالي الدين الوطني خلال الإثني عشر شهراً القادم، بمعدلات الفائدة الأعلى الجديدة على الأرجح.

وأضافت الوكالة أنّ هذا "لا يأخذ في الاعتبار الإصدارات الإضافية لتمويل العجز الأكبر". ووفقاً لها، فإنّ صافي الاقتراض يصل إلى تريليون دولار، في الربع الحالي من العام.

اقرأ أيضاً: "رويترز": الاقتصاد الأميركي يقترب من الركود مع تراجع الطلب

المصدر: وكالة "بلومبرغ" الأميركية