تقرير: أوروبا تحتاج إلى تجاوز حرب أوكرانيا في استراتيجيتها مع روسيا
ذكر "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"، وهو المؤسّسة البحثية والفكرية الأوروبية المستقلة، في تقريرٍ نُشر على موقعه الإلكتروني، أنّ الاتحاد الأوروبي يحتاج إلى استراتيجية جديدة في التعامل مع روسيا، تتجاوز الحرب في أوكرانيا.
وأوضح المجلس أنّ الكتلة الأوروبية تحتاج إلى العمل باستراتيجية منفصلة مع روسيا، تتجاوز التمحور حول الحرب في أوكرانيا وتداعياتها، مؤكّداً أنّه يجب أن تركز مثل هذه السياسة على دعم الدول الأوروبية المتاخمة لروسيا، ومحاولة "تقليل نفوذ روسيا في جميع أنحاء العالم"، والاستعداد لسيناريوهات مختلفة.
وأشار التقرير إلى أنّه لا يمكن اختزال علاقة الاتحاد الأوروبي بروسيا فقط في فترة الحرب في أوكرانيا، حتى لو ظلّ ذلك هو العنصر الأكثر تحديداً.
وطالب التقرير بأنّ يقبل الاتحاد الأوروبي، وجميع الدول الأعضاء فيه، بأن تظلَّ روسيا جزءاً لا يتجزأ من أمنهم، سواءً "أحبوا ذلك أم لا"، كخطوةٍ أولى في مثل هذه الاستراتيجية، لافتاً إلى وجود تحدٍ حقيقي، هو تطوير استراتيجية يمكن أن تأخذ في الاعتبار "دور روسيا في الأمن الأوروبي، من دون المساس بالمصالح والقيم الغربية".
وشدّد على أنّ الأوروبيين لديهم قدرات محدودة للتأثير على التطورات المحلية في روسيا، مما يعني بالنسبة لكاتب التقرير، أنّهم بحاجة إلى التركيز على استراتيجية احتواءٍ حديثة مناسبة للواقع الحالي، ومنفتحة على مستقبلٍ مختلف.
كما دعا الأوروبيين إلى الإدراك بوضوح أن علاقاتهم مع روسيا "لن تعود إلى الوضع الذي كان قائماً من قبل الحرب في أوكرانيا"، وكجزءٍ من هذا، أوضح التقرير أنّه ينبغي للاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه الحفاظ على وجودٍ دبلوماسي في روسيا، "مهما كان ذلك صعباً، وهو ما من شأنه أن يسمح لهم أيضاً بالحفاظ على بعض القنوات الدبلوماسية.
ويتعين على الأوروبيين أيضاً أن يبدأوا في ابتكار نهجٍ أكثر انفتاحاً في التعامل مع الوجود الروسي المتفرق في الاتحاد الأوروبي، وذلك ضمن الاستراتيجية التي دعا إليها تقرير المؤسّسة الأوروبية، والذي أكّد أنّ هذا النهج يجب أن يكون مستنداً إلى "فهمٍ أعمق للتفاصيل والفروق الدقيقة في المجتمع الروسي".
وسيظل الأوروبيون بحاجة إلى التحدث مع روسيا والسعي إلى تجنب التصادم معها، بناء على متطلبات الأمن الأوروبي، والذي أكّد التقرير أنّه يحتاج أيضاً إلى الحفاظ على قنواتٍ أوروبية مفتوحة للعمل مع روسيا بشأن قضايا معينة، بما في ذلك من خلال إنشاء قنواتٍ عسكرية، وفي أطر متعددة الأطراف، بدلاً من الاعتماد على قوى أخرى للتحدّث دائماً نيابة عن القارة.
ولفت التقرير إلى حاجة الأوروبيين أن يضمنوا ذهابهم إلى ما هو أبعد من مجرد "الإصغاء للدول الفقيرة"، مقابل الحراك الروسي في دول الجنوب، حيث دعاهم إلى أن يعملوا بشكلٍ متسق على معالجة مخاوف البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل، مؤّكداً أنّ التعهدات التي لم يتم الوفاء بها لن تؤدي إلّا إلى تغذية الإحباط لدى هذه الدول وشعوبها.