تقرير: المساعدات العسكرية الأميركية لأفريقيا فشلت في تعزيز الأمن

موقع "Responsible Statecraft" الأميركي تطرّق، في تقريرٍ له، إلى دراسات تعلّقت بالمساعدات العسكرية والأمنية الأميركية لدولٍ أفريقية، مُشيراً إلى فشلها في تعزيز الأمن والاستقرار.
  • تقرير: المساعدات العسكرية الأميركية في أفريقيا لا تُجدي نفعاً

ذكر موقع "Responsible Statecraft"، التابع لمعهد "كوينسي للدراسات" الأميركي، في تقريرٍ نشره، اليوم الثلاثاء، أنّ "المساعدات العسكرية الأميركية لأفريقيا لا تُجدي نفعاً" أمام تواصل عدم الاستقرار في المنطقة.

وأشار التقرير إلى استنتاجٍ توصّلت إليه عدّة دراسات، وفقاً لتقريرٍ جديد يدعو إلى تركيز أكبر على تحسين الحوكمة، صادر عن "مجلس شيكاغو للشؤون العالمية" الأميركي، إلى أنّه يجب أن تؤدي السلسلة الأخيرة من الانقلابات العسكرية، في مختلف أنحاء منطقة الساحل الأفريقي، إلى إعادة تقويم كبيرة للمساعدات العسكرية والأمنية التي تقدمها الولايات المتحدة إلى عدّة دول أفريقية. 

وجاء في التقرير أنّ العمل العسكري الذي تدعمه وتركز عليه الولايات المتحدة "في بعض الحالات"، قد يقمع مشكلة الإرهاب، لكنّه "لن يخفف الظروف الأساسية التي تغذيه".

يأتي التقرير، الذي أعدّته مجموعة من الباحثين، في أعقاب الأحداث المستمرة والمتطورة في النيجر، بحيث أشار الباحثون إلى تشكيل المجلس العسكري، وما رافقه من دعمٍ شعبي لخطوة إطاحة محمد بازوم، كرئيسٍ للنيجر، ثمّ عزله، وأنّه كان تعاون، بصورة وثيقة وخاصة، مع كلٍ من باريس وواشنطن، بحيث تلقّت النيجر نحو 500 مليون دولار من المساعدات الأمنية والعسكرية الأميركية منذ عام 2016.

وشدّد التقرير على أنّه "حان الوقت لقلب السيناريو"، بحيث إنّ سياسة الولايات المتحدّة "لطالما أعطت الأولوية في أفريقيا للأمن على المدى القصير، على حساب الاستقرار على المدى الطويل"، وذلك من خلال تقديم "مساعدة أمنية عسكرية"، لافتاً إلى أنّه مع ذلك، لم تنتج هذه الاستراتيجية الأمن في أفريقيا، كما لم تقلّل التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة ومصالحها.

وطالب الولايات المتحدة بوجوب إدراك "أن تقديم المساعدة الأمنية أمر محفوف بالمخاطر"، بدلاً من افتراض أنّ المساعدة الأمنية "ستعزز الاستقرار وتزيد في النفوذ فقط".

وأشار التقرير إلى أنّه بناءً على ذلك، ينبغي لواشنطن أن تستخدم المساعدة الأمنية بصورة مقتصدة، فقط بعد تقويم أنّ فوائدها، إذا كانت قابلةً للتحقيق، من المرجح أن "تفوق التكاليف في المدى الطويل".

وعرض التقرير دراسات حالةٍ قُطرية محدّدة تغطي كلاً من بوركينا فاسو والكاميرون وإثيوبيا، مؤكّداً أنّه في الدول الثلاث، "فشلت مساعدات القطاع الأمني في المنع أو الإنهاء للتهديد الإرهابي الذي كان من المفترض أن تكافحه المساعدة الأميركية".

وعلى النقيض تماماً، جاءت النتائج بخلاف الأهداف المعلنة للمساعدات، بحيث أشار التقرير إلى أنّ المساعدات الأميركية "سهّلت السلوك التعسفي من جانب جيوش الدول الشريكة، كما ساهمت في النهاية في زيادة عدم الاستقرار في المدى الطويل".

يُذكر أنّ "Responsible Statecraft" كان نشر تقريراً، الخميس، تساءل فيه بشأن "مصير القوات الأميركية في النيجر إذا انفجرت المنطقة"، لافتةً إلى أنّ الوجود العسكري الأميركي في النيجر "يخضع لمزيدٍ من التدقيق" مع تطور الأحداث.

اقرأ أيضاً: كيف تحوّلت أفريقيا إلى مسرحٍ لـ"حرب باردة" جديدة؟

المصدر: الميادين نت + وكالات