"فايننشال تايمز": "شي" كشف عن مخطط الصين لنظام عالمي بديل

تهدف بكين من استراتيجيتها إلى ضمان بقاء شريحة واسعة من العالم مفتوحة للتجارة والاستثمار الصيني، إضافة إلى استخدام القوة التصويتية للبلدان النامية في الأمم المتحدة، وفي المنتديات الأخرى، لإبراز القوة الصينية.
  • الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأمم المتحدة 2021

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، اليوم الثلاثاء، مقالاً عن رؤية الصين ومخططها لنظام عالمي بديل، يسمى "مبادرة التنمية العالمية".

وورد في المقال، أنّ الخطاب الذي ألقاه الزعيم الصيني شي جين بينغ، في أيلول/سبتمبر 2021، في الأمم المتحدة، كان خطاباً مهماً، وبدا أنه ليس مجرد قائمة وصفها الإعلام الغربي بـ"الكليشيهات الجيدة".

يومها، قال إنّ العالم بحاجة إلى "الانسجام بين الإنسان والطبيعة"، وأضاف أن التنمية الاقتصادية يجب أن تحقّق "فوائد للجميع".

ومع العلم أن خطابه كان مختصراً جداً في التفاصيل، لدرجة أن وسائل الإعلام الدولية تجاهلته في الغالب، إلا أنّ الخطاب اكتسب أهمية حاسمة من خلال التوضيحات اللاحقة، وذلك لأن شي، استخدمها لاقتراح مخطط جديد يسمى مبادرة التنمية العالمية، والتي تكتسب الآن الاعتراف كحجر أساس، في مخطط الصين لنظام عالمي بديل، لتحدي نظام الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة.

ويبدو أن مؤشر التنمية العالمية، هو برنامج متعدد الأطراف، تقوده الصين لتعزيز التنمية وتخفيف حدة الفقر، وتحسين الصحة في العالم النامي.

لكن إلى جانب مبادرتين للمتابعة أعلنهما شي أيضاً، وهما مبادرة الأمن العالمي، ومبادرة الحضارة العالمية، فإنّ ما قاله يمثل أجرأ خطوة للصين حتى الآن، لحشد دعم "جنوب العالم"، ولتضخيم صوت بكين على المسرح العالمي، وتعزيز صورة الصين في الأمم المتحدة.

كبيرة الباحثين في تشاثام هاوس، يو جي، (وهي مؤسسة فكرية في لندن)، تقول إن "المبادرات تسلّط الضوء على تحركات بكين، لتخصيص مساحة خاصة بها في الشؤون الدولية، لأنها مقتنعة بشدة، بأن علاقات الصين مع الغرب الجماعي، ستظل مضطربة لعقد مقبل".

كذلك، رأت "فايننشال تايمز"، أن مفتاح مخطط الصين، هو إضفاء الطابع المؤسسي على قيادتها بشكل مطرد، على العالم النامي، من خلال إنشاء وتوسيع وتمويل مجموعة من الدول التي تقودها الصين، وفقاً لمسؤولين ومعلّقين صينيين.

ويضيف المسؤولون أن أهداف هذه الاستراتيجية ذات شقين، الأول ضمان بقاء شريحة واسعة من العالم مفتوحة للتجارة والاستثمار الصيني، والثاني استخدام القوة التصويتية للبلدان النامية في الأمم المتحدة، وفي المنتديات الأخرى، لإبراز القوة الصينية والقيم.

اقرأ أيضاً: الصين: لن نسمح لواشنطن بإعادة العالم إلى قانون الغاب