"فورين بوليسي": أميركا الجنوبية تزيد رهانها على الـ"بريكس"
إلى جانب رئيس البرازيل لولا دا سيلفا، يستعد الرئيس البوليفي، ووفد من الأرجنتين للسفر إلى جوهانسبرغ، في جنوب إفريقيا، الأسبوع المقبل لحضور قمة البريكس، الاجتماع السنوي للمجموعة المكونة من البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وبحسب صحيفة "فورين بوليسي" الأميركية، اجتذب التحضير لقمة هذا العام، درجةً عالية من الاهتمام الدولي، ويرجع بجزئه الأول إلى التكهنات بخصوص ما إذا كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيحضر شخصياً أم لا. أما جزءه الثاني فيعود إلى تزايد عدد الدول عامةً، والأميركية الجنوبية خاصةً، التي أعربت عن اهتمامها بالانضمام إلى المجموعة.
ومنذ تأسيس المجموعة في عام 2009، واجهت الدول الأعضاء في مجموعة البريكس عدداً من الخلافات، لكنها استمرت في عقد اجتماعاتها بخصوص مجموعة واسعة من القضايا، بما في ذلك الحوكمة الصحية والأعمال التجارية والزراعة.
بالتالي فإن اللقاءات بين أعضاء هذه المجموعة، سيساعد في قيادة الانتقال إلى عالم لم تعد فيه الولايات المتحدة قوة مهيمنة.
واختارت معظم دول الجنوب عدم الانضمام إلى حملة العزل التي شنها الغرب، ضد روسيا الدولة المؤسس في البريكس، إثر الحرب الروسية الأوكرانية.
لكن الأمر الذي بدا واضحاً تماماً أيضاً، هو زيادة الاهتمام بكل من بنك التنمية الجديد (الذي ترأسه ديلما روسيف، رئيسة البرازيل في فترة سابقة)، والنادي السياسي لدول البريكس، وهو دليل على أنّ مزيداً من الدول تراهن على إمكانية وجود "خريطة موزعة بشكل أكثر توازناً للقوة العالمية".
وبالتالي فإن الاهتمام المتزايد بعضوية البريكس، هو تأييد لما وصفته الأخيرة منذ فترة طويلة على أن هدفها هو نظام عالمي متعدد الأقطاب.
من جهته، كتب خوان غابرييل توكاتليان، من جامعة "توركواتو دي تيلا" في الأرجنتين، ومونيكا هيرست من المعهد الوطني البرازيلي لدراسات العلوم والتكنولوجيا، مؤخراً في مجلة السياسة الدولية والمجتمع، أنه في الجنوب العالمي "هناك تصور متزايد بأن التخلص من الدولار، هو خطوة نحو عالم متعدد الأقطاب".
أما الإنجاز الأساسي لمجموعة "بريكس"، هو تأسيس بنك التنمية الجديد (NDB) عام 2015. وعلى عكس البنك الدولي، تتمتع البلدان النامية فيه، بحصة تصويت أكبر بكثير من تلك التي في البنك الدولي. كما يتم تقديم بعض القروض بالعملات المحلية بدلاً من الدولار الأميركي.
وستعقد القمة الـ 15 لمجموعة "بريكس" في مدينة جوهانسبرغ، بجنوب أفريقيا في الفترة من 22 إلى 24 آب/أغسطس الجاري.
وتسلمت جنوب أفريقيا رئاسة مجموعة "بريكس" من الصين، بداية العام الجاري، وأكدت عزمها تفعيل وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي، إضافة غلى مختلف الصعد الأخرى، لدعم دول المجموعة.
يُشار إلى أنّ مجموعة "بريكس" أبصرت فكرتها النور في عام 2006. وعقدت أول قمة لها في يوم 16 حزيران/يونيو 2009، تحت اسم "بريك"، في مدينة يكاترينبورغ الروسية.