النيجر تترقب.. جلسة إكواس "الأخيرة" تبحث خطة محتملة للتدخل العسكري

الاجتماعات التي تجري منذ أمس في غانا، تنتهي في نحو الساعة الـ4 بتوقيت غرينتش، اليوم الجمعة، حيث يناقش قادة جيوش"إكواس" الجوانب اللوجستية، إضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بنشر محتمل للقوات.
  • قادة جيوش "إكواس" لا يستبعدون الخيار العسكري في النيجر

يجتمع قادة جيوش دول غرب أفريقيا، في اليوم الثاني والأخير من المحادثات، اليوم الجمعة، في أكرا عاصمة غانا، حيث يبحثون تفاصيل تدخل عسكري محتمل في النيجر، إذا أخفقت الدبلوماسية في إعادة النظام السابق.

ووفقاً لما يظهره الجدول الرسمي للاجتماعات، التي تنتهي في نحو الساعة الـ4 بتوقيت غرينتش، اليوم الجمعة، يناقش قادة الجيوش الجوانب اللوجستية، إضافة إلى جوانب أخرى تتعلق بنشر محتمل للقوات.

وقال عبد الفتاح موسى، مفوض الشؤون السياسية والسلام والأمن في "إكواس" في بداية الاجتماعات، أمس الخميس، إنّ "استخدام القوة لا يزال الملاذ الأخير، لكن إذا فشلت كلّ الحلول الأخرى، فإنّ القوات في غرب أفريقيا... مستعدة للاستجابة".

وقال موسى لقادة الدفاع المجتمعين من الدول الأعضاء: "بكل الوسائل المتاحة، يجب أن يعاد النظام الدستوري إلى البلاد (النيجر)".

وأضاف أنّ "معظم الدول الأعضاء في "إكواس"، والبالغ عددها 15، مستعدة للمشاركة في القوة الاحتياطية التي يمكن أن تتدخل في النيجر، باستثناء مالي وبوركينا فاسو وغينيا، وجميعها واقعة تحت الحكم العسكري، بالإضافة إلى دولة الرأس الأخضر الصغيرة".

وعزل ضباط في الجيش الرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو، على خلفية اتهامات بالفساد واللامبالاة، رافضين دعوات من الأمم المتحدة والدول الغربية والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إكواس"، وجهات أخرى لإعادته إلى منصبه، ما دفع "إكواس" لإصدار أمر بتشكيل قوة احتياطية.

حملة تجنيد شعبية لمواجهة أي تدخل عسكري

وكان سكان العاصمة النيجرية نيامي دعوا، الأربعاء، إلى تجنيدٍ جماعي للمتطوعين بهدف مساعدة جيش البلاد في مواجهة التهديدات المتزايدة من المجموعة الاقتصادية لدول غربي أفريقيا "إكواس"، التي أعلنت أنّها ستستخدم الخيار العسكري لإعادة الرئيس المخلوع محمد بازوم إلى منصبه.

وأكد أحد مؤسسي المبادرة، وهو أمسارو باكو، أنّ "المبادرة التي تقودها مجموعة من السكان المحليين تهدف إلى تجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد للتسجيل في متطوعي الدفاع عن النيجر، سواء للقتال أو للمساعدة في الرعاية الطبية وتوفير الخدمات اللوجستية التقنية والهندسية".

12.9 مليار دولار أسبوعياً خسائر دول الساحل من العقوبات

ندّد تجار من غرب أفريقيا بتأثير العقوبات على النيجر في حركة السلع والخدمات، في كامل منطقة الساحل الأفريقي، حيث يقدّرون أن خسائرهم قد بلغت مليارات الدولارات الأميركية، نتيجة خسارة مبيعاتهم للسوق النيجرية والدول المجاورة.

وبعد عزل المجلس العسكري في النيجر للرئيس محمد بازوم في 26 تموز/يوليو 2023، أوقفت العديد من المنظمات الدولية، والحكومات تعاملاتها مع الدولة الواقعة في غرب أفريقيا، كما قامت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس) بفرض حصار على البلاد، ما أدّى إلى إغلاق حدودها المشتركة مع عدد من الدول المجاورة. 

وكانت "إكواس" قد فرضت عقوبات على النيجر، بعد أيام قليلة من عزل بازوم، وأوقفت جميع المعاملات التجارية والمالية بين الجمهورية الأفريقية وجميع الدول الأعضاء فيها، وجمدت أصولها في البنوك المركزية لدول المجموعة.

ورفض رئيس المجلس الانتقالي في النيجر، الجنرال عبد الرحمن تشياني، العقوبات التي فرضتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إكواس)، ووصفها بأنّها غير قانونية وغير عادلة وغير إنسانية.

ومن شأن أيّ تصعيد أن يزيد زعزعة استقرار منطقة الساحل في غرب أفريقيا، التي تخوض معارك منذ ما يقرب من عقد مع حركات تمرّد ازدادت نفوذاً في ظلّ الوجود العسكري الغربي، وعلى الرغم من العمليات المتعددة والواسعة ضدها.

وتتمتع النيجر أيضاً بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى قوى عالمية، بسبب احتياطياتها من اليورانيوم والنفط، ودورها كمركز لقوات أجنبية تشارك في قتال حركات تمرد وجماعات مسلحة، لها صلات بتنظيمي "القاعدة" و"داعش".

اقرأ أيضاً: "فورين بوليسي": التدخل العسكري في النيجر محكوم عليه بالفشل

المصدر: الميادين نت + وكالات